أبرز ما لفت النظر فى مباراة السوبر بين الزمالك والأهلى فى مدينة العين الإماراتية الساحرة ذلك الجمهور المتحضر الجميل الذى ملأ مدرجات ستاد هزاع بن زايد «العالمي»، لم نسمع سبابا ولم نرصد خروجا عن الآداب العامة، وكان الجنس الناعم منتشرا، فى مشهد أعاد للأذهان مشهد مدرجات الستينيات الذى كنا نظنه مجرد لقطات سينمائية لا أصل واقعى لها.. جمهور السوبر كان مصريا بالكامل، والمتباريان كانا مصريين ، فما الذى تغير؟ .. هل هو التنظيم والقائمون عليه وإعلاؤهم للنظام والقانون وليس أنفسهم فانصاع لهم الجميع .. ربما، ولكن تبقى الإجابات كلها مجرد احتمالات . المقصورة الرئيسية لم تكن غائبة عن الحالة الانضباطية فى المدرجات، فلم نشهد خروجا فعليا أو لفظيا من روادها كما اعتدنا، بل إن سلوكهم فى وسائل الإعلام الإماراتى كان عكس ما عهدناه من كثير منهم، بل كانت المباراة والمناخ الذى أقيمت فيه حافزا للتخلص من أى فوبيا، فتخلص رئيس الزمالك من «فوبيا» الطيران، وسافر جوا، وتخلص رئيس الأهلى من «فوبيا» الملاعب وحضر المباراة. المسىء بالفعل هو ما حدث من بعض اللاعبين، استفزاز مكرر من لاعب صاعد بالأهلى ورد فعل هستيرى من لاعب يفترض أنه قائد الزمالك، فى مشهد مغاير تماما لما كان عليه الأمر فى المدرجات، وأبلغ رد على وضاعة هذه التصرفات، هو رد فعل الحكم الذى ترك الملعب ولسان حاله يقول : «لما تتعلموا الأدب ابقوا نادونى استأنف المباراة.. ولم لا يكون هذا تصرفه وهو يعلم أنها مباراة شرفية، وإلغاؤها سيكون بمثابة فضيحة للجميع، فى وقت لا تنص أى لائحة على عقاب لاعب الأهلى الذى وقف على الكرة بكلتا قدميه. وبعد المباراة، كادت ريمة تعود لعادتها القديمة.. تصريحات متشنجة من الخاسر، وقرارات تجاه الجهاز الفنى أكثر تشنجا لا أحسب أن أيا منها مبنى على أصول فنية أو معايير موضوعية. أما من الناحية الفنية، فقد أضاع الزمالك الفوز فى الشوط الأول، وأضاع الأهلى نتيجة تاريخية فى الشوط الثاني، قبل أن يعود منافسه للمباراة فى الدقائق الأخيرة التى لو امتدت لدقائق لانتزع التعادل، وتبقى فى النهاية النتيجة معنوية، فالزمالك هو البطل .. بطل الدورى والكأس معا .. أما الأهلى فلم يحصل إلا على بطولة «العكننة» على البطل .. ويا لها من بطولة !! لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل