المعدات العسكرية التى تعمل بدون طواقم بشرية حتى عام 2033 هذا هو عنوان الكتاب الذى ألفه مجموعة من الباحثين الاسرائليين تحت اشراف معهد بحوث الامن القومى الاسرائيلى التابع لجامعة تل ابيب ونشر فى ديسمبر عام 2014 وقامت بترجمته الهيئة العامة للاستعلامات المصرية , و يتناول الكتاب بحثا نموذجيا فى اطار برنامج التنبؤ التكنولوجى والسياسى الذى بدأه معهد بحوث الامن القومى فى عام 2012 بهدف تصميم نموذج يرمى الى الدمج بين توقع شكل التكنولوجيا والتنبؤ به على المدى الطويل وبين عملية صياغة السياسة المناسبة لدولة اسرائيل فى المجال التكنولوجى موضوع عملية التنبؤ ويعد الاعتماد على التنبؤ التكنولوجى فى مدى زمنى يقدر بنحو 20 عاما فى موضوع الاستخدام العسكرى للمعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية حتى عام 2033 هو نقطة الانطلاق فى هذه الدراسة البحثية , كما ان الافتراض الرئيسى لدى القائمين على الدراسة هو ان الرؤى التى يمكن التوصل اليها عن طريق هذا التنبؤ يمكن ان توفر وفهما افضل للاجراءات التى يمكن ان تحدث مستقبلا ومن ثم يوصى باستغلال تلك الرؤى فى رسم سياسة الدولة تجاه موضوع التنبؤ . والطريقة الجديدة التى تقترحها الدراسة لتقديم توصية سياسية لم تستخدم بعد فى معهد بحوث الامن القومى او فى المعاهد البحثية المناظرة على مستوى العالم حيث تسخر الطريقة ادوات التنبؤ التكنولوجى لغرض بلورة السياسة وعليه يتيح النهج الذى تقدمه الدراسة الاستعداد للتغيرات التكنولوجية المتوقعة فى المستقبل , والمجال التكنولوجى الذى اختارته الدراسة لهذه العملية البحثية هو المعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية فى المجال العسكرى وذلك لعدة اسباب اهمها تراكم المعرفة التكنولوجية والتنفيذية خلال العقدين الماضيين فى مجال المعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية خاصة فى الجو , مما يساعد فى عمليات التنبؤ والتحليل , بالاضافة الى ان هناك تقدير بأن يمتد استخدام الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية الى المجالين البرى والبحرى خاصة كما حدث فى المجال الجوى وربما اكثر , وعلى هذا يفترض حدوث تغييرات كبيرة فى بناء القوة ومفهوم تشغيلها فى كثير من دول العالم ومن بينها اسرائيل . ومن بين هذه الاسباب ايضا ان اسرائيل تعد واحدة من الدول الرائدة فى العالم فى مجال المعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية , وايضا التطور السريع فى مجال الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية فى اطار تطور افرع التكنولوجيا المختلفة فى العالم مثل الذكاء الاصطناعى والربوتات والفضاء الالكترونى . وقد طبقت الدراسة منهج « طريقةو دلفى « فى التنبؤ حيث قامت باستطلاع رأى 310 من الخبراء والباحثين فى مجال المعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية وغيرها لا يعرفون بعضهم البعض وهم من تخصصات مختلفة ذات صلة بالموضوع , وقد اتاحت النتائج التى تم الحصول عليها معرفة قدرات الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية فى الاستخدامات العسكرية فى عام 2033 وقد شملت الدراسة مرحلتين , الاولى تنبؤ الخبراء بشأن الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية حتى عام 2033 , وقد تمت بقيادة وحدة التنبؤ التكنولوجى والاجتماعى بجامعة تل ابيب تحت اشراف الدكتور «روعى تسيزنا» والدكتور «اهارون هاوفتمان» والدكتور «اريك يفناى» وقد قدمت الوحدة فى نهاية المرحلة تقريرا بعملية التنبؤ والذى يقوم على اساس الاستنباط المعرفى من خلال استطلاع للرأى اجرى عبر الانترنت تضمن اسئلة مفصلة حول تطوير قدرات الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية فى المستقبل . وتطرق الاستطلاع سواء الى جميع الانظمة ذاتية التحكم او الانظمة التى يتم التحكم فيها عن بعد . وقد تم اعداد استبيان لعملية استطلاع الرأى تضمن 10 فصول ل 10 مجموعات وظيفية عامة تعتمد عليها الانظمة التى تعمل بدون طواقم بشرية والربوتات العسكرية , واشارت نتائج التنبؤ التكنولوجى الى مستوى ثقة منخفض للغاية فى المعدات البرية والبحرية فى مقابل المعدات الجوية حاليا , ومن المتوقع على مدى العشرين عاما القادمة ان يطرأ تحسن كبير على اداء المعدات ذاتية التحكم وعلى مستوى الثقة فيها سواء على المستوى الفردى او الجماعي او على مستوى الاسراب التى يمكنها ان تعمل بشكل ذاتى التحكم مع او بدون تدخل بشرى محدود للغاية . اذن يتضح من تلك الامور ان الدفع بمقاتل بشرى سيكون مطلوبا فقط فى الاماكن التى يكون له فيها تفوق واضح فى حين ان معظم المهام سيتم اسناد تنفيذها الى الانظمة ذاتية التحكم او التى يتم التحكم فيها عن بعد . اما المرحلة الثانية تضمنت نقاشا بين الخبراء من اجل بلورة السياسة الموصى بها لاسرائيل والتى تعتمد فى جزء منها على نتائج المرحلة الاولي , وقد تولى اجراء النقاش شركة « شفرة المستقبل» بقيادة البروفسيلر « ديفيد مورجنشتاين» , والتى قدمت بدورها تقريرا اجماليا حول النقاش . وقد خرج البحث بجملة من التوصيات لدولة اسرائيل لصياغة سياستها المرجوة فى المستقبل وتحديدا بحلول عام 2033 فى مجال المعدات التى تعمل بدون طواقم بشرية , وهذه هى غاية الدراسة التى يعكف عليها معهد بحوث الامن القومى صاحب الباع الاكبر فى الدراسات الاستراتيجية والعسكرية فى اسرائيل فى يومنا هذا , والذى ترفع توصياته الى القيادتين السياسية والعسكرية فى اسرائيل فتكون محل اهتمام ورعاية لديهم .