أصبح الإقاع السريع لعصرنا، سمت الشباب فى كل تفاصيل حياتة، حتى علاقاته الزوجية تبدأ بسرعة كما بدأت دون ترو، فما مدى خطورة تلك الظاهرة وآثارها النفسية والاجتماعية على الأسرة. .............................................................................. * فمروة طلقها مرتين وهى حامل بطفلها الأول وقرر الزواج بأخرى أثناء حملها الثانى. * أما صفوة فطلقها زوجها خلال شهور العسل لمجرد مشاجرة بينها وبين حماتها وهى حامل لتتخلص من حملها وتبدأ حياتها مع شخص آخر. (طلاق فى ليلة الدخلة) و الأغرب طلاق «ل» فى ليلة الدخلة نتيجة مزاح بينها وبين زوجها حينما طلب منها عمل كوب شاى فرفضت فى دلال «مش عاملة».. فكانت الكلمة «إنتى طالق يالولو» وهذا يدل على عقل غيرمكترث بخطورة تلك الكلمة، فالدنيا عنده سداح مداح.. هذا ما يؤكده دكتور مبروك عطية أستاذ فى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر قائلاً: إن أبغض الحلال عند الله الطلاق ومن يتسرع فيه إنما يتجاوز حدود الله، فالإسلام وضع العراقيل حتى لا يتسرع أحد فى إيقاع الطلاق وجعله مرحلة أخيرة وذلك فى قوله تعالى «واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً» صدق الله العظيم فلابد قبل الطلاق كما توجه الآية الكريمة: الوعظ ثم الهجر فى المضجع، الضرب غير المؤذى وغير المبرح، إحضار حكم من أسرته وآخر من أسرتها وإن أراد الحكمان وأخلصا النية فلعل الله ينجحهما فى مهمتهما ويستطيعان التوفيق بين الزوجين، وقد بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه حكمين فى التوفيق بين زوجين فلما فشلا فى مهمتهما قال لهما «صدق الله وكذبتما فلو اخلصتما لوفقكما الله» فقد أخذ من عدم التوفيق عدم الإخلاص، ثم يأتى الطلاق ولابد أن يكون أولاً رجعياً لا نهائياً «بائناً» فلابد أن تمكث الزوجة ثلاثة أشهر فى بيتها «بيت الزوجية» وهى فترة كما يقول الله سبحانه وتعالى «لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً» أى لعل الزوج يراجع نفسه أو الزوجة تعتذر له إن كان النشوز من طرفها وتعود الحياة إلى قنواتها الأساسية وفى تلك الحالة يعيد الزوج زوجته إلى عصمته بعقد قران جديد ومهر جديد.. وينصح د.مبروك عطية الشباب لتجنب هذا الطلاق قائلاً: إذا كنتم تعيشون بتلك السرعة الخارقة فهناك أمور تحسب بتلك السرعة لأن هدم البيوت ليس بالأمر السهل إلا من عند الحمقى !! ثانياً..الحذر من إطلاق هذا اللفظ ولو على سبيل المزاح. ثالثاً..تقع المسئولية الكبرى على وسائل الإعلام والخطاب الدينى سواء فى المدارس أو المساجد للتوعية المستنيرة فى كيفية الحفاظ على البيت الوليد الجديد الذى لم يتكون بسهولة وإن سهل على بعض الشباب فقد كان ثقيلاً على الوالدين. (بنات اليوم) أما دكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع فترى إن الطلاق السريع أو الانفعالى ينجم عن عدة أسباب منها: سرعة الزواج المصاحب لسرعة العصر الحالى فغالباً ما يتم التعارف السريع بين الزوجين سواء عن طريق النادى..الجامعة..الفيسبوك وكلها وسائل لا تعمق العلاقة بقدر ما تشغل أوقات فراغهم .. أيضاً قلة خبرة العروسين عن الحياة الزوجية ومشاكلها ودور كل طرف تجاه الآخر يؤدى إلى ذلك.. والطلاق السريع ينجم ايضا عن تأخر سن الزواج وبسببه يتم التساهل فى الخطوات والإجراءات فى تلك الحياة والذى يؤدى إلى التساهل فى الطلاق، وفقدان إحساس بنات اليوم بواجباتهن المنزلية مما يصاحبه إهمال بين الزوجين، والضعف الجنسى لا العجز الجنسى والذى يؤدى إلى العنف من جانب الرجل، والندية بين المرأة والرجل التى قتلت الرومانسية وحولت العلاقة إلى حلبة للصراع مما يولد الإحساس الانفعالى السيئ الذى أدى بدوره إلى سرعة اتخاذ أى قرار.