2 على مدى السنوات التى سبقت يوم السادس من أكتوبر 1973 لم تدخر مصر جهدا من أجل إتاحة الفرصة للجهود الدولية للمساعدة فى إقناع إسرائيل بالانسحاب من الأراضى العربية التى احتلتها فى معارك يونيو 1967 ولكن هذا الرهان المصرى تحطم تماما على صخرة التشدد والصلف والتعنت الإسرائيلى المدعوم أمريكيا والذى زاد الطين بلة هو إعلان الوفاق العالمى بين الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون والزعيم السوفيتى ليونيد برجنيف عام 1972 ودعوتهما المشتركة والمريبة لما أسمياه بالاسترخاء العسكرى فى الشرق الأوسط. فى ظل هذه الأجواء أدرك الرئيس أنور السادات صحة مقولة الرئيس جمال عبد الناصر بأن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة وأنه لابد من إعطاء إشارة لها مغزاها بأن مصر ستحارب لاسترداد أرضها وكرامتها رغم أنف القوتين العظميين فكان قراره التاريخى فى يوليو 1972 بإنهاء مهمة المستشارين العسكريين السوفيت فى مصر كرد على مماطلة الاتحاد السوفيتى فى تلبية احتياجات مصر من الأسلحة الهجومية اللازمة لشن الحرب... ورغم أن مصر اتخذت هذا القرار دون تشاور مع واشنطن فإن الأمريكيين ابتهجوا بالقرار واعتبروه انتصارا لسياساتهم فى الشرق الأوسط وتحجيما لدور السوفيت... والعجيب أن موسكو فتحت صنابيرها المغلقة وبدأ جريان إمدادات السلاح لمصر بشكل مرض نسبيا وإن لم يكن كافيا. ولكى يحافظ السادات على شعرة معاوية مع موسكو فبعد ثلاثة أشهر فقط من قرار إنهاء مهمة المستشارين السوفيت فى مصر أصدر قرار آخر فى 26 أكتوبر 1972 بإقالة الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية الذى كان يتزعم مطلب طرد الخبراء السوفيت من مصر حتى يفهم السوفيت أن القرار ليس عدائيا ضدهم وإنما هو لحسابات سياسية ذاتية ومستقلة وأسند قيادة الجيش للفريق أول أحمد إسماعيل على الذى التزم بما لم يقبل صادق الالتزام به وهو الاستعداد للحرب دون انتظار لأسلحة جديدة تطلبها مصر فكان من حظ مصر وحظ أحمد إسماعيل أن السوفيت استوعبوا الصدمة وبدأوا فى الإفراج عن الشحنات المعطلة عندهم منذ سنوات. ويقتضى الإنصاف أن أشيد بوطنية وجسارة وشجاعة الفريق صادق الذى شرفت بالعمل معه وبالقرب منه خلال عامى 1968 ، 1969 عندما كان مديرا للمخابرات الحربية فى أوج ازدهارها... وغدا نواصل الحديث .. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله