عاد معظم المصريين أمس إلى أعمالهم بعد إجازة طويلة استغرقت خمسة أيام بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. ويسود مفهوم خاطئ لدى قطاع كبير منا - مثقفين وبسطاء - عن مغزى ومفهوم الإجازة .. فالبعض يتحايل ويمضى معظم أيام عامه فى إجازة مفتوحة مستغلا ثغرات ضم السنوية إلى الموسمية ثم المرضية والعارضة وغيرها .. وآخرون يضحون بإجازاتهم وراحتهم فى سبيل عملهم معتقدين أنهم بذلك يحققون خدمة جليلة لوطنهم ومنفعة عظيمة لجهة عملهم !! وكلا الفريقين مخطئ وإن اختلفت النيات وتنوعت الأساليب .. فالحقيقة التى لمستها على مدى عشرة أعوام متواصلة عشتها فى العاصمة البريطانية لندن هى أن المجتمعات الغربية لا تتقدم ولا تزدهر بجهد وعمل أبنائها فقط ولكن أيضا براحتهم وإجازاتهم وصفاء ذهنهم .. فهم يؤمنون أن الأشخاص الذين لا يحصلون على أجازات مذنبون فى حق أنفسهم ومقصرون فى حق العمل و الوطن .. وفلسفتهم فى ذلك تستند على أن العقل والجسد بحاجة إلى حماية وصيانة مثل الآلة .. وأن كثرة العمل دون توقف يؤدى إلى عدم التركيز ورداءة المنتج وقصر العمر . ولذلك فإن الإجازات فى هذه البلدان ضرورة مقدسة .. للمجتمع والأفراد .. وهى مقسمة ما بين : # سنوية يخططون لها طوال العام ويعرفون تحديدا أى البلدان سيزورون وفى أى الفنادق سيبيتون وأى أنواع الرياضة وألعاب الترفيه سيمارسون . # وأسبوعية زويك إندس لمدة يومين إن مضى الأول فى «الشوبنج» وشراء مستلزمات البيت يخصص الآخر للترفيه فى الحدائق والمتنزهات. # و أيضا إجازة يومية «اللنش أور» أو ساعة تناول الغداء يمضيها العامل بأمر مديره خارج مقر عمله فى الخلاء يستنشق خلالها أوكسجينا وهواء نقيا ليعود بعدها أكثر صحة وقدرة ونشاطا على استئناف فترة عمله الثانية . إنهم يعلمون كيف يعملون ومتى يستمتعون .. فالإجازة عندهم سياسة وفلسفة وثقافة وليست أسلوبا للتحايل أو مجرد وقت للراحة .. وكل إجازة وأنتم بخير . لمزيد من مقالات مسعود الحناوي