أثارت في نفسي زيارة الحبيب علي الجفري للقدس حنينا وأنينا بين الضلوع, وشوقا نكابده جميعا مسلمين وأقباطا للأعتاب المقدسة, وطيفا من الأماني لايغيب عن خيال المسلمين بصلاة في المسجد الأقصي الذي بارك الله حوله. وأملا بزيارة بيت المقدس الذي يمثل عهد الله تعالي مع هذه الأرض المباركة ومع المؤمنين به في كل عصر, فالقدس يمثل عهد التمكين, وهو وعد يتحقق مادام المؤمنون علي عهدهم مع الله فإذا صدقوا ما عاهدوا عليه الله أنجز لهم وعده, وأورثهم إياه, وإن خالفوا العهد لايحق لهم. إن بيت المقدس صراع أبدي بين الحق والباطل, بين دعاة العدل والسلم, وبين دعاة الحرب والظلم والعدوان. أما فيما يخص زيارة الحبيب علي للقدس فلا أنكرها عليه ولكن حتي لايسير عامة المسلمين والعرب علي خطوته, هناك أمور يجب التوقف عندها حتي لاتفتح هذه الزيارة بابا للتطبيع كان المصريون قد أغلقوه بعفوية شديدة ووطنية وفهم عميق لحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي, وظل موقفا شعبيا صلدا حتي اليوم. إن زيارة الحبيب علي لها خصوصية وهو بالتأكيد صادق فيما قاله من عدم ختم الإسرائيليين لجواز سفره, وليس لأي من المصريين هذه الرفاهية,كما أن نظرة عالم الدين للمسألة تختلف, وقد أوضح هو ذلك في بيانه المنشور علي موقعه الإليكتروني من أنه' استجابة لدعوة مفتي القدس والديار الفلسطينية لزيارة الأقصي نصرة له ودفاعا عن قضيته وتأييدا لأهله المرابطين في وجه غطرسة الصهاينة ومخططاتهم لتهويد القدس'. أما عامة المسلمين فعليهم الوقوف علي قلب رجل واحد وعدم إعطاء شرعية للكيان الصهيوني, أو نقر أعينهم بمثل هذه الزيارات التي كانت أهم أحلامهم يوم أن وقعوا معاهدة السلام مع النظام المصري. مر الأقصي المبارك عبر العصور وحتي الآن بثمانية مراحل وفي انتظار التاسعة وفيها الفتح القادم بإذن الله, فمن البناء الأول له من عهد آدم عليه السلام, ثم العلو الفرعوني وتسلط الجبارين, ثم فتح النبي داود له, ثم الاحتلال البابلي والروماني, ثم البعثة النبوية والفتح الإسلامي, ثم الإحتلال الصليبي, ثم العلو الصهيوني وهي المرحلة الثامنة الحالية التي نكابدها, إلي أن يأتي الفرج بالفتح العظيم لأول قبلة لمحمد صلي الله عليه وسلم, وإلي ذلك الحين لانرضي لأنفسنا دخول بيت المقدس بتأشيرة إسرائيلية, كما لايجب أن ينقسم رأي العرب مسيحيين ومسلمين حول هذا التوجه, وسوف يمن الله علينا وندخل القدس متشابكي الأيدي مهللين مكبرين يغمرنا إحساس جديد خارق, فمتي يكون هذا اليوم ؟الله أعلم. المزيد من أعمدة سهيلة نظمى