كتب : هاني عسل كان من المفترض أن تكون هناك منافسة شرسة في سباق الانتخابات الرئاسية السودانية, غير أن الأزمة التي حدثت بين الحكومة والمعارضة خلال الأيام الماضية تسببت أو شهدت انسحاب غالبية المرشحين الأساسيين من المعارضة, بصورة جعلت من الممكن القول إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير سينافس نفسه في هذه الانتخابات! فقد أعلنت مصادر حزبية عقب نزاع' الاستفتاء والانتخابات' بين الحكومة والمعارضة أن خمسة أحزاب سياسية علي الأقل من بينها الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي يتمتع بنفوذ قوي قررت مقاطعة الانتخابات علي جميع المستويات, بما في ذلك انتخابات حكام الولايات والانتخابات البرلمانية, بحيث لن يزيد عدد المرشحين المستمرين في السباق عن خمسة مرشحين من المستقلين وممثلي الأحزاب الصغيرة, إضافة إلي البشير ونظرا لأنه من المحتمل ولو بنسبة ضئيلة أن يعيد المرشحون المنسحبون النظر في قرارهم ويعلنوا العودة إلي السباق الانتخابي خلال الأسبوع الحالي الذي يسبق أسبوع الانتخابات, خاصة بعد أن وجهت الولاياتالمتحدة نداء إلي أحزاب المعارضة السودانية بضرورة المشاركة في الانتخابات وسط محاولات من جانبها لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة قبل فوات الأوان, أو في حالة التوصل إلي' تسوية' ما بين الحكومة والمعارضة بشأن الجوانب الإجرائية في الانتخابات, فإننا نسترجع هنا بشكل موجز أسماء أبرز المرشحين' الحاليين والسابقين' للرئاسة. وكان ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان هو أبرز المرشحين للرئاسة في مواجهة البشير, وهو أيضا أبرز المرشحين المنسحبين وأولهم, وجاء انسحابه احتجاجا علي ما سماه ب'مخالفات' انتخابية, ولانعدام الأمن في إقليم دارفور بصورة تجعل من الصعب إجراء انتخابات نزيهة فيه. وبعد اجتماع بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وأحزاب المعارضة, تم الاتفاق علي أن خمسة أحزاب علي الأقل من بينها الحزب الاتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي السوداني وحزب التجديد والإصلاح المنشق عن حزب الأمة ستقاطع الانتخابات كلها. وعلي الرغم من أن عرمان نفي أي احتمال لوجود صفقات مع المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير أدت إلي انسحابه في هذا التوقيت, فإن الجنوبيين الذين رشحوا عرمان مهتمون بشكل أكبر بالاستفتاء علي انفصال الجنوب وليس تقديم مرشح للانتخابات في مواجهة البشير في يناير المقبل, باعتبار أن قضية الاستفتاء هي الأكثر أهمية بالنسبة لهم. وعرمان كان منافسا قويا في هذه الانتخابات بحكم الظروف التي أحاطت باختياره, فهو' الشمالي' الذي تم ترشيحه عن حركة التحرير الشعبي التي تمثل الحزب الرئيسي في جنوب السودان, كما أنه هو مسلم ينتمي إلي الصوفية, وكان قد اشتهر عنه أنه حطم التقاليد السائدة في إقليمه بزواجه من ابنة زعيم قبليجنوبي. ولد عرمان عام1961 في' الجزيرة', وهو من الجعالين أيضا, وكان قد درس القانون في جامعة القاهرة فرع الخرطوم, وكان فيها ناشطا بارزا للحركة الشيوعية, قبل أن ينضم إلي حزبه الحالي في عام1986 أما البشير نفسه64 عاما فقد أصبح هو المرشح الأكثر حظوظا في الفوز بهذه الانتخابات في حالة استمرار المنسحبين علي مواقفهم, ولكنه أيضا ربما يكون صاحب أفضل الفرص حتي في حالة وجودهم, وهو يحمل حاليا رتبة' فريق أول', ويحمل أيضا درجتي الدكتوراه في العلوم العسكرية من كلية القادة في السودان ومن ماليزيا, وينتمي إلي' الجعالين' أكبر قبائل السودان. وأبرز الأسماء التي ترشحت للرئاسة أيضا الصادق المهدي75 عاما والمرشح عن حزب الأمة, وكان قد شغل منصب رئيس الوزراء مرتين وكان عمره في المرة الأولي30 عاما فقط, وكان ذلك في عام1966 ولكنه استقال في العام التالي بسبب سحب الثقة منه في البرلمان وكانت المرة الثانية عام1986, ولكن ولايته انتهت بسبب انقلاب عام1989 العسكري, ودرس الصادق المهدي العلوم السياسية والاقتصادية والفلسفة في جامعة أوكسفورد البريطانية. [email protected]