فى ظل تفاقم أزمة الهجرة فى أوروبا، شن عدد من الوزراء الأوروبيين هجوما على التعاون بين دول القارة لحل أزمة المهاجرين، ووصفت فرنسا موقف بعض الدول ب"الفضيحة"، بينما دعت بريطانيا الاتحاد الأوروبى إلى الاستيقاظ لإصلاح نظام الهجرة المعيب. وفى غضون ذلك، انتقد لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسى موقف بعض دول شرق أوروبا، الذى وصفه بالفضيحة، وذلك بدءا من المجر وعدم تعاونها فى حل أزمة المهاجرين الذين يتدفقون بالآلاف على دول الاتحاد الأوروبي. وقال فابيوس إنه "عندما أرى أن بعض الدول الأوروبية لا سيما فى الشرق لا توافق على حصص توزيع المهاجرين أجد ذلك مشينا". ودعا المجر إلى إزالة الأسلاك الشائكة التى أقامتها على حدودها مع صربيا التى اعتبر أنها "لا تحترم القيم الأوروبية المشتركة". وفى لندن، طالبت تيريزا ماى وزيرة الداخلية البريطانية بعدم السماح لمن يحملون جنسية الاتحاد الأوروبى بالتنقل بحرية داخل الاتحاد إلا إذا كان هناك عمل بانتظارهم، ودعت لإعادة تعريف مبادئ حرية الحركة الأصلية، لتصبح حرية "التحرك من أجل العمل". وفى مقالها فى صحيفة "صنداى تلجراف"، كتبت ماى أن الحق فى الدراسة فى المملكة المتحدة لا يجب أن يمنح الطلبة الحق فى البقاء فى البلاد دون قيد أو شرط. جاء ذلك فى الوقت الذى دعت فيه كل من ألمانياوفرنساوبريطانيا أمس إلى اجتماع عاجل لوزراء الداخلية والعدل فى الاتحاد الأوروبى من أجل إيجاد إجراءات مناسبة للتعامل مع الأزمة. وبعد ساعات من اجتماعهم الطاريء فى باريس أمس الأول، طالب وزراء داخلية الدول الثلاث رئاسة لوكسمبورج إلى تنظيم اجتماع خاص لوزراء الداخلية والعدل خلال الأسبوعين المقبلين فى محاولة لحل الأزمة. وعلى هامش اجتماع باريس عن الأمن والهجرة، أشار وزراء الداخلية الألمانى توماس دى ميذير والفرنسى برنارد كازانوف والبريطانية تيريزا ماى إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع تحدى تدفق المهاجرين. كما دعوا إلى إنشاء "نقاط ساخنة" لاستقبال المهاجرين فى إيطاليا واليونان، وذلك لتسجل الوافدين الجدد بالإضافة إلى نشر قائمة أوروبية بالدول الآمنة. وفى فيينا، أرجع سباستيان كورتس وزير خارجية النمسا السبب وراء تحرك المجر بشكل منفرد وقيامها ببناء سور على حدودها مع صربيا إلى "عدم وجود نهج موحد من قبل الاتحاد الأوروبى إزاء قضية اللاجئين". وفى برلين، دعت شخصيات ألمانية بارزة من الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية عبر صحيفة "بيلد أم زونتاج" إلى التصدى لكراهية الأجانب. وفى الوقت نفسه، دعا المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر لاتباع سياسة هجرة جديدة فى ألمانيا فى "جدول أعمال عام 2020". وفى أمستردام، قررت هولندا تشديد سياستها بشأن اللجوء بقطع إمدادات الغذاء والمأوى عن الأشخاص الذين لا يؤهلون كلاجئين. وفى بودابست، أعلنت الشرطة المجرية اعتقال مشتبه به خامس بلغارى الجنسية على علاقة بقضية الشاحنة المتروكة على حافة الطريق فى النمسا، والتى قتل فيها 71 مهاجرا اختناقا. وفى أثينا، قتل مراهق مهاجر بالرصاص أثناء مطاردة شرطة الموانىء اليونانية فى بحر إيجه لمركب تهريب مهاجرين.