«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية فى حوار مع «الأهرام »:
الفتوى أصبحت أداة لتبرير العنف وتشريع إراقة الدماء
نشر في الأهرام اليومي يوم 20 - 08 - 2015

بعدما صارت الفتوى أداة فى يد الإرهابيين لتبرير العنف وتشريع إراقة الدماء، ها هو الحلم بمواجهة الفتاوى المتضاربة والشاذة والمتشددة،
التى أصابت مجتمعاتنا الإسلامية بالفرقة والانقسام والصراع والعنف والتشدد والغلو، بدأت تلوح فى الأفق بوادره من خلال المؤتمر العالمى الذى نظمته دار الإفتاء المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، من اجل توحيد الفتوى.
وها هو فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، يبعث مشروع المجامع الفقهية، ذلك المشروع الذى سبق ان صاغه العلماء المصريون منذ عقود طويلة، وطبقته بعض الدول الإسلامية، ولم تحظ مصر بتطبيقه .
بل إنه لم يكتف بإيقاظ المشروع القديم فأضاف إليه الأمانة العالمية للفتوى لتعود لمصر ريادتها الدينية فى نشر الفكر الوسطى المستنير من خلال ربط الفتوى بقانون الاستخلاف الذى يؤدى إلى اعمار الأرض ونشر السلام دعوة الإسلام للعالمين.
وفى بادرة واعية من اجل نشر الاستقرار فى المجتمعات ونبذ العنف والتطرف والتشدد، وطرح الخلاف والصراع ، والحيلولة دون تجنيد الفتوى لصالح الأحزاب والجماعات الإرهابية، جاءت توصيات المؤتمر العالمى الذى نظمته دار الإفتاء وشارك فى أعماله 50 مفتيا وكبار علماء الدين، لتمثل نقطة البداية الصحيحة على الدرب الذى سيرسم المستقبل فى العالم الإسلامي. ذهبنا إلى مكتب فضيلة المفتى بعد يومين من انتهاء إعمال المؤتمر لنسأله عن سبل تنفيذ ما جاء فى البيان الختامى من توصيات على أرض الواقع، فوجدناه متفائلا، باشا، مستبشرا، وكانت المفاجأة أننا وجدنا دار الإفتاء المصرية وقد تحولت إلى خلية نحل من خلا 4 لجان علمية باشرت العمل والاتصالات الخارجية مع دور الإفتاء والهيئات الإسلامية لتنفيذ ما جاء فى البيان الختامى للمؤتمر .. وكان لنا مع فضيلة المفتى هذا الحوار
بداية ما الذى ميَّز المؤتمر العالمى للإفتاء فى مصر عن غيره من المؤتمرات السابقة التى ناقشت مسألة فوضى الفتاوى والفكر المتشدد والتكفير؟
تكمن أهمية إقامة مؤتمر عالمى حول الإفتاء لنتعرف من خلاله على المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجحة وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعى الصحيح من الاضطراب الواقع فى عالم الإفتاء، مستفيدين من ذلك بما قعده أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه والفتاوى، كما أمكننا من خلال هذا المؤتمر كشف الأدوار التى يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها فى تصويب الواقع الافتائى والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وأيضًا كشف السلبيات التى عاقت الإفتاء المعاصر عن أداء وظائفه الحقيقية وحَوَّلَتْهُ إلى أحد أشكال الأزمة التى يعيشها المسلمون فى عصرنا الراهن، لذا جاءت فكرة هذا المؤتمر ولقد راعينا عند تنظيمه أن يمثل الضيوف المدعوون «بانوراما» عالمية، تصنع مزيجًا يقدم رؤية تتناسب فى أفقها العام مع النظرة الوسطية التى يحمل رايتها الأزهر، خاصة أن المؤتمر يناقش إشكاليات وآفاق العملية الإفتائية، لذا فإن الشريحة المستهدفة بالأساس هم الممارسون لهذه العملية - المفتون - ثم أعضاء المجامع الفقهية والمهتمون بالشأن الدينى دراسة وتنظيرًا، ومن ثَمَّ تنوع العلماء ضيوف المؤتمر باعتبارين: أولهما: التنوع الجغرافى كمفتين من إندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، والهند، والأردن، وفلسطين، والسعودية، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، ولبنان، والعراق، وسلطنة عمان، والإمارات، وروسيا، وكازاخستان، وأستراليا، أما الاعتبار الثانى فكان التنوع التخصصي، فمنهم: مفتون رسميون، وأعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وأعضاء بالمجامع الفقهية، وأساتذة الشريعة والفقه والأصول، وهذا ما يجعل المؤتمر مختلفًا عن غيره من المؤتمرات فى هذا الصدد.
نريد من فضيلتكم إلقاء الضوء على فعاليات المؤتمر؟
لقد اعتنى المؤتمر فى جلساته وأبحاثه ونقاشاته التى عقدت على مدار يومين بالمشكلات المنهجية فى عالم الإفتاء المعاصر، وما يتعلق بها، فتناول ضوابط الفتوى فى الشريعة الإسلامية وأصول التجديد فيها، وطرح الحلول المتعلقة بإصلاح الاضطراب الحاصل فى عالم الفتوى، وبحث أثر الفتوى فى استقرار المجتمعات، ودورها فى مواجهة الشذوذ والتطرف بعد أن أصبحت أداة فى يد البعض لتبرير العنف وتشريع إراقة الدماء بغير وجه حق، وعلاقة الفتوى بالتنمية.
وشهدت فعاليات المؤتمر مناقشات حول الإفتاء وأثره فى استقرار المجتمعات، وذلك فى عدد من الأبحاث فى موضوعات: الإفتاء وضوابطه، ومجالات عمل الإفتاء، وأثر الإفتاء فى استقرار المجتمعات، وسبل مواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي، ومعايير التطرف فى الفتوى، والجهود الإفتائية فى مواجهة التطرف والتكفير، والإفتاء والتنمية، وتم فيها تقديم عدد من البحوث فى موضوعات: مقصد العمران وعلاقته بالفتوى، والفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية، والفتاوى الاجتماعية وأثرها فى تنمية المجتمع، ثم أتت الجلسة الختامية، والتى اختتم فيها المؤتمر أعماله، وأعلنا فيها القرارات والتوصيات التى خلص إليها واقترحها السادة المشاركون من العلماء والباحثين.
برأيكم ما هى أهم التوصيات التى خلصتم إليها؟
توصلنا فى المؤتمر إلى 14 توصية مهمَّة خَلُصَ إليها من اقتراحات المشاركين من العلماء والباحثين؛ كان أهمها: إنشاء أمانة عامة لدور الإفتاء فى العالم يكون مقرها مصر، وتبدأ عضوية الأمانة العامة لدور الإفتاء بعشرة من الأعضاء المؤسسين يتم اختيارهم بالتنسيق والتشاور مع كبار المفتين والعلماء فى العالم. وإنشاء مركز عالمى لفتاوى الجاليات المسلمة، وصياغة الجهود الفقهيةِ والأصوليةِ التى بُذِلت فى فقه الأقليات فى منهجٍ متكاملٍ لتناول قضايا الأقليات يُمَكِّنهم من التعايش الرشيد مع الآخر. وكذلك التنسيقُ الدائمُ بين دُورِ الفتوى ومراكزِ الأبحاثِ لصياغةِ ردودٍ فعالةٍ فى مُخاطبةِ الرأى العامِّ فى مِلفِّ الردِّ على الفتاوى الشاذةِ والتكفيريةِ أولًا بأول، والدعوة إلى ميثاقِ شرفٍ لمهنة الإفتاء، ودعوةُ المشتغلين بالإفتاء مؤسساتٍ وأفرادًا إلى تفعيله والالتزامِ به، وضرورةُ مراعاةِ المفتين لتغَيُّرِ الأعرافِ من بلدٍ لبلدٍ عند مباشرتهم للفتوى، وتنبُّهِهِمْ إلى خطورة سَحْبِ مسائلِ الماضِى إلى الواقعِ الحاليِّ دون التفاتٍ إلى تغيُّرِ مناط الأحكام، وإنشاءُ معاهدَ شرعيةٍ معتمَدَة للتدريب على مهارات الإفتاء، والعملُ الجادُّ على إدراج المَساقاتِ والمقرراتِ المتخصصةِ فى الإفتاء فى المؤسسات الأكاديمية.
حدثنا عن الأمانة العامة للإفتاء .. وما هى أهدافها؟
الأمانة العامة لدور الإفتاء ستكون منظمة دولية متخصصة تقوم بالتنسيق بين الجهات العاملة فى مجال الإفتاء فى جميع أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائى لهذه الجهات وزيادة فاعليتها فى مجتمعاتها بحيث يصبح الإفتاء من أهم عوامل التنمية فى هذه المجتمعات. وسيتم من خلالها بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف فى الفتوى وصياغة المعالجات المهنية لمظاهر التشدد فى الإفتاء، والتبادل المستمر للخبرات بين دور الإفتاء الأعضاء والتفاعل الدائم بينها، وإنشاء النظم التكنولوجية المتطورة الذكية لإيداع الخبرات والانتفاع بها واستثمارها، وتقديم الاستشارات الإفتائية لمؤسسات الإفتاء لتطوير أدائها الإفتائى وتنمية أدوارها المجتمعية.
كما سيتم من خلال الأمانة العامة للإفتاء تقديم العون الفائق للدول والأقليات الإسلامية لإنشاء دور إفتاء محلية تساعد فى نشر الوسطية والاعتدال فى هذه الدول، ووضع معايير وضوابط لمهنة الإفتاء وكيفية إصدار الفتاوى تمهيدًا لإصدار دستور للإفتاء يلتزم به المتصدرون للفتوى ودور الإفتاء الإقليمية وصولاً لمنهجية موحدة فى الفتوى، وكذلك بناء الكوادر الإفتائية وتأهيل وتدريب الشرعيين الراغبين فى القيام بمهام الإفتاء فى بلادهم من خلال تراكم للخبرات المتنوعة للدول الأعضاء.
وماذا عن إنشاء مركز عالمى لفقه النوازل وفتاوى الأقليات؟
سيكون عبارة عن مركز بحثى دولى (think tank ) يهتم بدراسات متخصصة تدور على محورين أساسيين هما: المسائل المستحدثة متعددة الأبعاد التى يحتاج الإفتاء فيها إلى معارف ومعلومات من مجالات علمية وبحثية متعددة ولا يصحُّ أن يقتصر الباحث عند الإفتاء فيها على العلوم الشرعية فقط. والمحور الثانى دراسة وبحث المسائل التى تقع للجاليات المسلمة فى البلاد غير الإسلامية، والتى تحتاج لبحث دقيق فى السياقات المتعددة المحيطة بهذه المسائل ويؤدى عدم مراعاة هذه السياقات لاضطرابات شديدة فى حياة هذه الجاليات.
وما المستهدف من هذا المركز؟
نستهدف من خلاله سدّ حاجة هذه الجاليات المسلمة لمرجعية وسطية علمية، وتكريس النموذج القويم فى التعامل مع المستحدثات القائمة على الأخذ بمقتضيات إدراك الواقع بجميع تفاصيله مع التفعيل الواعى للأصول والمبادئ والمقاصد الشرعية، وكذلك استحداث حلول شرعية تسهم فى تطوير المجتمعات المسلمة بحيث تصبح الفتاوى الشرعية من أهم أسباب التنمية فى هذه المجتمعات، وفتح مجالات لدراسات وأبحاث شرعية جديدة ومولدة تسهم فى تطوير العقلية الإفتائية المعاصرة من خلال الجمع بين المعارف الدينية والمعارف الاجتماعية.
أوصيتم كذلك بإنشاء وحدات تأهيلية للإفتاء بالمؤسسات البحثية .. كيف سيجرى العمل فيها؟
نظرًا لأننا وجدنا من خلال النقاشات أن من أكثر الأسباب تأثيرًا فى انتشار ظاهرة فوضى الفتوى تصدر غير المؤهلين للإفتاء .. لذا لزم أن تتم مواجهة هذه الظاهرة بعدة وسائل، ومن أهمها: أن تتبنى المؤسسات البحثية مبادرة إنشاء وحدات لتأهيل المفتين داخلها، وهذه الوحدات ستقوم بتأهيل المفتين من خلال منهج عملى مهنيّ باعتبار أن الإفتاء مهنة مما يعنى احتياج القائم بمهمة الإفتاء لمزيد من المعارف والمهارات تفوق تلك المعلومات التى تلقاها فى دراسته الأكاديمية فى المرحلة الجامعية الأولى، بل حتى فى مرحلتى الماجستير والدكتوراه.
من المبادرات والتوصيات المهمة التى أعلنتموها »ميثاق شرف للإفتاء« .. فكيف سيساعد هذا الميثاق فى مواجهة فوضى الفتاوى؟
ميثاق شرف الإفتاء هو وثيقة أخلاقية تضم المعانى الإنسانية الراقية الحاكمة لعمل المفتى والتى يجب أن يلتزم بها عند ممارسته مهنة الإفتاء والتى تحافظ على المضمون الحقيقى للإفتاء، ونتوقع أن يساعد هذا الميثاق فى إعادة الاعتبار للإفتاء باعتباره مهنة إنسانية راقية تحكمها تقاليد أخلاقية تسعى لخير الإنسان وصلاحه ونفعه فى الدارين، وتكريس المعايير الأخلاقية فى تقييم الأداء الإفتائى للحيلولة دون ممارسة التيارات المتشددة للإفتاء باعتبارها ممارسات مخالفة ومنتهكة للمبادئ الأخلاقية لمهنة الإفتاء.
وماذا عن مواجهة فتاوى التطرف؟
من ضمن المبادرات التى أطلقناها إنشاء مركز دولى لتحليل وتفكيك وتفنيد الفتاوى التكفيرية والشاذة، وهو مركز دراسات وأبحاث يشترك فيه باحثون من دول مختلفة الثقافات من المهتمين بالدراسات التى تتناول التشدد والشذوذ الفكرى وخاصة فى مجال العنف والتكفير، ويستهدف هذا المركز وضع آليات للكشف المبكر عن الفكر المتشدد والتكفيري، وتحليله للوصول إلى الجذور الفكرية والنفسية لهذا الفكر حتى يتسنى الكشف عن العمليات الذهنية التى يمارسها الشخص حتى يتمكن منه هذا الفكر؛ تمهيدًا لبناء نظم فكرية مضادة يمكن من خلالها تحصين العقل من الوقوع فى هوة النمط الفاسد من التفكير.
ويستهدف كذلك تحديد الآليات الفكرية التى يستخدمها هذا النمط من التفكير لتفريغها من عوامل تأثيرها على الرأى العام، ووضع خريطة عالمية تظهر فيها المناطق المصابة بهذا النمط من التفكير والمناطق المرشحة لانتشاره فيها لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون انتشار وانتقال هذا النمط، وتحديد العوامل الداعمة لهذا الفكر، وكيفية التعامل معها حتى يتم محاصرته.
وهل من قرارات جديدة لفضيلتكم بعد انتهاء المؤتمر تضمن تنفيذ هذه التوصيات والقرارات لكى يؤتى المؤتمر ثماره المرجوة؟
تم تشكيل عدد من اللجان لمتابعة تنفيذ التوصيات الختامية التى اتفق عليها المشاركون بالمؤتمر ووضع جداول زمنية محددة لتنفيذ جميع التوصيات، ولبحث كافة الاقتراحات والقرارات أيضًا، بل لدراسة الرؤى التى قدمها الباحثون فى أبحاثهم لتحويل كل ذلك إلى واقع يعود أثره على المجتمعات ولتسهيل مهمة كبيرة على الباحثين والمراكز البحثية والمجامع الفقهية للخروج بفتاوى تتوافق مع المرحلة الحالية، والمرجو فيها محاصرة الفكر المتطرف من جهة، والخروج بأهداف جديدة وصياغة جديدة لبعض الفتاوى التى تناسب متغيرات العصر الحديث.
ولقد قررت إنشاء لجنة لمتابعة آليات تنفيذ أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوى فى العالم، ولجنة ثانية للانتهاء من وضع تصور تنفيذى لإنشاء مركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ المؤهلة للإفتاءِ عن بُعدٍ، ولجنة ثالثة لوضع أسس إنشاء وتشغيل مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ فى الفتوى لدار الإفتاء المصرية، كمَا كلّفت أيضًا بأهمية البدء الفورى بعمل لائحة ميثاقِ شرفٍ للفتوى يضعُ الأُطُرَ القانونيةَ والإجرائيةَ للتصدِّى لفوضَى الفتاوى بالتعاون مع كبار العلماء والمفتين فى العالم، وكلفت لجنة من علماء دار الإفتاء فى تنفيذُ المشروع العلميّ لتحليلِ وتفكيكِ وتفنيدِ الفتاوى التكفيريةِ والشاذة التى أعلنتها الدار فى توصياتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.