أثار بعض الصفحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى حالة من البلبلة فى الأيام الماضية حيث تم بث أخبار عن علاقة العواصف الشمسية التى تحدث بشكل دورى بموجات الحر التى تتعرض لها المنطقة العربية مما سيؤدى إلى استمرار موجات الحر بصورة مدمرة. ولقد تم تداول هذه الأخبار مؤخرا دون مراجعة أو تدقيق للمعلومات. ويقول د. علاء إبراهيم أستاذ أبحاث الشمس بكلية العلوم جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية إنه بعد الاطلاع على كل ما هو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي ووضعه في ميزان التحقيق العلمي فإنه على الرغم من أن العواصف الشمسية عندما تضرب الأرض تحمل كميات هائلة من الطاقة إلا أن المجال المغناطيسي والغلاف الجوي للأرض يشكلان درعاً واقية لكوكبنا من مخاطرها المُحتملة، حيث يقوم المجال المغناطيسي بتغيير مسار قدر كبير من تلك العواصف - التي تحتوي على فيض من الجسيمات المشحونة - بعيداً عن الأرض وتقوم الطبقات العليا في الغلاف الجوي بامتصاص القدر المتبقي من الطاقة حتى إن تأثيره والمخاطر المصاحبة له تكون منحصرة في الطبقات العليا للغلاف الجوي، ولا تؤثر بأي حال من الأحوال علي درجه حرارة سطح الأرض بل تؤثر علي الأقمار الصناعية وأجهزة ملاحة الطائرات والاتصالات اللاسلكية. ويظهر تفاعل المجال المغناطيسي والغلاف الجوي مع العواصف الشمسية في ظاهرة الشفق القطبي التي تشاهد في شمال أوروبا. وفي حالات نادرة تؤثر العواصف الشمسية علي محطات الكهرباء فقط في المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي كما يحدث في شمال أمريكا وأوروبا وكندا. ولو كان للعواصف الشمسية تأثير علي موجات الحر لكان الأولي أن تحدث تلك الموجات في دول الشمال التي تشهد طقساً معتدلاً الآن، علاوة علي ذلك فإنه لم يتم رصد عواصف شمسية خلال شهر أغسطس. ويتضح مما سبق أن : 1- العواصف الشمسية تتكون أساساً من فيض من الجسيمات المشحونة (البلازما) التي يحجبها المجال المغناطيسي والغلاف الجوي ولا تصل لسطح الارض ولا ينطوي تأثيرها علي رفع درجات الحرارة وتعامل فيزيائيا كتيار كهربي. أي أنها وإن كانت تحتوي علي قدر هائل من الطاقة إلا أنها ليست من النوع الذي يؤدي إلى رفع درجة الحرارة كما أوضح في النقطة التالية. 2- تتأثر درجة حرارة سطح الأرض بالضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء التي تمر كلياً عبر الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي وتنقل طاقتها كلياً لسطح الأرض. أخيرا وكما تشير صور أقمار الصناعة لوكالة ناسا الأمريكية ومن وكالة الفضاء الروسية فإن العواصف الشمسية فى الوقت الحالى فى أدنى مستوياتها وما يعرف ويتداول باسم النشاط والبقع الشمسية أمر طبيعى ويحدث بصورة دورية كل عدة سنوات.