دوامة العنف المتواصل في قطاع غزة لن تنتهي إلي شيء سوي المزيد من أرواح الاطفال الابرياء, في ليلة أمس الأول اصيب ثلاثة اطفال فلسطينيين وقبلها بليلتين قتل طفل واصيب احد عشر آخرون ويبدو اننا سنظل نسمع ونقرأ عن قتل وإصابات وتشويه لمزيد من الاطفال في الأيام القليلة المقبلة. ومن جانبه يهدد سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الأسرائيلي بأن قواته سوف تشن هجوما واسع النطاق علي قطاع غزة إذا لم توقف حركة حماس اطلاق الصواريخ علي إسرائيل. وعلل شالوم هذا الهجوم المتوقع بأن إسرائيل لن تسمح مجددا برؤية اطفالها مرعوبين داخل الملاجيء خوفا من الصواريخ. .. اذن نحن امام تهديد محقق علي الأطفال علي الجانبين, الإسرائيلي والفلسطيني, فإلي متي يظل الاطفال الابرياء يدفعون ثمن اخطاء قرارات السياسيين الكبار؟ لماذا لانستفيد من تجارب الماضي القريب؟ لقد فقد أكثر من4100 مواطن فلسطيني ثلثهم اطفال ابرياء أرواحهم من جراء الحرب الغاشمة علي قطاع غزة شتاء العام الماضي.. فهل نحن بصدد قتل المزيد؟ ألم تشبع آلة القتل الجهنمية من الدم بعد؟ وماذا تتوقع إسرائيل؟ هل تفكر في افناء الفلسطينيين جميعهم؟ لن يحدث ذلك ابدا.. اذن فلماذا المماطلة ولماذا التسويف في العودة إلي طاولة المفاوضات؟ إن الفلسطينيين متأكدون انهم سيرون دولتهم المستقلة طال الزمان أم قصر هذا ما أكده أمس رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض عندما قال لصحيفة ها آرتس الإسرائيلية إن الدولة الفلسطينية ستبصر النور في اغسطس من العام المقبل. والعالم كله بما فيه الإدارة الأمريكية أكبر نصير لإسرائيل متأكد ان الدولة الفلسطينية آتية آتية فلماذا هذا الانتظار؟ هل تراهن إسرائيل مثلا علي ان ينسي الفلسطينيون ارضهم ووطنهم وحقوقهم التاريخية مع الايام؟ هذا وهم كبير لأن الزمان الآن زمان حرية وكرامة وحقوق إنسان, وعلي إسرائيل ان تسبق الزمان قبل ان يسبقها!