منذ أسابيع وعلي مدي ساعتين ونصف خضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتحقيق من قبل فريق خاص من مكتب مراقب عام الدولة هناك في القضية التي اشتهرت إعلاميا باسم بيبي تورز, وفي التحقيق الذي تم في مكتب رئيس الوزراء. بالقدس أجاب نتانياهو علي كافة الأسئلة التي وجهت إليه لكن لم يعلن لوسائل الإعلام مضمون تلك التحقيقات سواء من مكتب نيتانياهو أو حتي من مكتب مراقب عام الدولة كانت هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها التحقيق مع نيتانياهو في قضية بدأت قبل11 شهرا توافد خلالها العديد من مساعدي ومستشاري نيتانياهو السابقين الذين عملوا معه في السنوات العشر الأخيرة منذ أن كان يشغل منصب وزير المالية وزعيم للمعارضة, علي مكتب المراقب للادلاء بأقوالهم حول كيفية تمويل رحلات نيتانياهو وزوجته سارة المتعددة والباهظة التكاليف للخارج وهوية المتبرعين بتمويل تلك الرحلات وطريقة تحويل الأموال وتغطية تكاليف الطيران وإقامة الزوجين وولديهما في الفنادق الفاخرة بالخارج, وعلي الجانب الآخر قام محامو نيتانياهو في الشهور الأخيرة بتقديم الوثائق والمستندات وفواتير تلك الرحلات خلال السنوات الست الأخيرة في محاولة لإثبات عدم وجود مخالفات أو شبهة فساد. المصادر القانونية في إسرائيل توقعت أن يكون التحقيق مع نيتانياهو هو المرحلة النهائية في تلك القضية وأن التقرير الأول للمراقب سوف يصدر خلال شهر أو شهرين علي أقصي تقديرعلي أن يصدر التقرير النهائي قبل أن يتقاعد مراقب عام الدولة في نهاية شهر يونيو المقبل, ومن غير الواضح حتي الآن ان كانت المعلومات التي تجمعت لدي المراقب تمثل اتهاما جنائيا ضد نيتانياهو أم لا و في حالة التأكد من تورطه يرسل المراقب تقريره إلي المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين والذي سيقرر فتح تحقيق جنائي من عدمه. وتحقيقات المراقب بدأت في أعقاب التحقيق التليفزيوني الذي قام به الصحفي والمذيع رفيف دروكر في برنامجه المصدر بالقناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي والذي اذيع في شهري مارس وابريل من العام الماضي وكشف فيه حصول نيتانياهو وزوجته علي تمويل لرحلتهما إلي الولاياتالمتحدة في شهر سبتمبر عام2006 وكشف البرنامج أيضا أنه في شهر اغسطس2006 أثناء حرب لبنان الثانية سافر نيتانياهو وزوجته وأحد أبنائه إلي لندن علي نفقة جهتين منهما الكنيست وفي أعقاب ضغوط سياسية مارسها عليه أعضاء الكتل البرلمانية في ابريل الماضي قرر القاضي ليندنشتراوس التحقيق ليس فقط في رحلات نيتانياهو وعائلته ولكن أيضا في رحلات قام بها وزراء ونواب وزراء بداية من عام2006 وتحقيقات الوزراء ونوابهم تجري في نفس التوقيت الذي تجري فيه التحقيقات في قضية بيبي تورز. مقدم برنامج المصدر استطاع الحصول علي أجندة التليفونات الخاصة بنيتانياهو والتي تكشف من خلال ما دونه فيها قبل فترة قصيرة من عودته للساحة السياسية في2002 عن علاقاته بأثرياء العالم وكشف البرنامج التليفزيوني عن16 رحلة للخارج قام بها نيتانياهو وزوجته وولديه علي نفقة متبرعين من هؤلاء الأثرياء ويظهر في الأجندة الخاصة لنيتانياهو اسم متيو برونفمان المالك لبنك ديسكونت وفي برنامجه التليفزيوني تعجب رفيف دروكر كيف أن نتانياهو الذي ترك السلطة عام1999 وأدعي انه لم يحصل علي أي مزايا مادية من منصبه سوي معاش حكومي تحول خلال ثلاث سنوات لشخص ثري يمتلك منزلين أحدهما في قيصرية والاخر في القدس ومن خلال استعراض صفحات الأجندة الخاصة بنيتانياهو كشف دروكر عن أسماء العديد من الأثرياء وأرقام تليفوناتهم والملاحظات التي دونها نيتانياهو عن كل منهم فقد كتب عن جورج كلاين أنه ثري متدين من نيويورك وان العلاقة به ليست قوية ويجب العمل علي تقويتها وكتب عن حاييم كورين أنه ثري إسرائيلي- فرنسي لديه استعداد للتبرع وكتب عن رجل الأعمال توني جلبرت الذي يقيم في فلوريدا أنه يسطيع المساعدة في جلب متبرعين وتضمنت أجندة التليفونات أيضا ملاحظات دونها نيتانياهو عن المقربين منه مثل المنتج السينمائي الإسرائيلي الأمريكي أرنون ميلشان حيث كتب عنه انه متبرع لديه زوجة جميلة ويمتلك محال إقامة في فرنسا وكاليفورنيا ونيويورك وإسرائيل وضمن الأسماء التي عرضت أيضا كان جوشوع راو الذي استضاف أسرة نتانياهو في لندن أثناء حرب لبنان الثانية ودفع فواتير إقامتهم بأحد الفنادق الفاخرة وكتب نيتانياهو عن راو أنه من مانشستر في انجلترا وهو ثري للغاية ولديه دائما الاستعداد للتبرع والمساعدة, ثري آخر ضمن القائمة وهو سبنسر برتريدج والذي استخدم نيتانياهو طائرته الخاصة عدة مرات وكشف برنامج المصدر أيضا عن علاقة نيتانياهو بشركة الكتريك بيول التي تزود الجيش الأمريكي بمعدات عسكرية والتي استعانت بخدماته كمستشار لها. والوثائق التي عرضها البرنامج كشفت أيضا أنه في الفترة من1999 إلي2001 سافرت سارة نتانياهو للخارج24 مرة علي نفقة جهات أو أثرياء عديدين دفعوا108 آلاف دولار ثمن رحلات الطيران علي مدي22 شهرا أيضا كشف البرنامج عن أنه فور ترك نيتانياهو منصبه كرئيس للوزراء في فترة ولايته الأولي قام ثري أمريكي يدعي جاك كامب بدفع25 ألف دولار تكاليف إجازة لاسرة نيتانياهو في الولاياتالمتحدة وشخص آخر يدعي حبيب الفرنسي مول رحلة لنفس الأسرة لباريس وقال مكتب نيتانياهو ان كل ذلك يأتي ضمن حملة مستمرة منذ سنوات يقوم بها الصحفي رفيف دروكر للاضرار بسمعة رئيس الوزراء وأسرته وفي لقاءات تليفزيونية أجريت معهما العام الماضي أنكر نيتانياهو وزوجته وجود أي مخالفة أو شبهة مخالفة في تمويل رحلاتهما للخارج.
