« يكفى اسمها ليدل على قدرها» فتلك هى « البحيرة المقدسة» أكبر بحيرة باقية بين أطلال المعابد المصرية القديمة، مازالت تحتفظ بكثير من المياه على مساحة تزيد على ثلاثة آلاف متر مربع. ففى كل معبد كان يبدأ الكهنة يومهم بالاغتسال فى مياه البحيرة الخاصة بالمعبد، فالتطهر بالمياه المقدسة من البحيرة، أول وأهم الطقوس ولا تجوز العبادة ولا يقبلها الإله، بدون أن يكون العابد متطهرا بالماء. وبحيرة معبد الكرنك لها مكانتها بين آثار العالم، فلا يوجد لها مثيل وتتمتع هى وتمثال الجعران ويدعى « خبري» الرابض على ضفافها، شهرة عالمية وكثيرا ما تجد بعض السائحين يدورون مرحين حوله لجلب الحظ، حسب الاعتقاد الأسطورى حول البحيرة وجعرانها. لفت صلاح الماسخ مفتش الآثار بالمعبد انتباهنا إلى بعض الأسماك الصغيرة التى تقترب من سطح المياه، ليؤكد أنها صالحة لحياة الأسماك، فلم تصل بعد إلى درجة الركود الذى تستحيل معه حياة الكائنات المائية فى اعماقها التى تزيد على ثلاثة أمتار. لكن تكاثر الطحالب خضراء بات يهدد بتحويلها إلى بركة راكدة ولاح ذلك فى لونها، غير أن هناك وحدة صرف ميكانيكية بجوار البحيرة لتجديد المياه تقف دون وقوع هذا الخطر، فهذاهو ما ظل يؤكده لنا د. مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر وأن العناية بالبحيرة لا تقل على العناية بأى أثر عظيم.