كثيراً مانسمع من الناس خاصة من النساء هذا المثل «ما يعيب الرجل إلا جيبه » أو «ما يعيب الرجل إلا قرشة » فهل هو حقيقة ؟ وهل أصبح الرجل بلا قيمة فى هذا الزمان إن لم يكن غنياً ؟ وهل تتناسى المرأة جميع عيوبه وتقبل به زوجا لمجرد أن لديه من المال ما يكفي للإنفاق عليها وأبنائها ؟ «المال بيروح.. وييجى» فنرى بعض البنات يبحثن عن الرجل المقتدر مادياً، معللات ذلك بأن الحب لا يعيش مع الفقر، والمال هو الذى يجلب السعادة، فأصبحت المادة عندهن أساس الارتباط ، ورفضت الكثيرات هذه المقولة، قائلات إن الاخلاق هي الأهم لأنها الباقية أبد الدهر، على عكس المال الذي «يروح وييجي» واستمراره غير مضمون ولا تنفع كثرته مع سوء المعاملة وسوء الخلق. وتقول مروة أحمد مهندسة المهم أن الزوج يكون بيعمل ويستطيع الانفاق على المنزل والأولاد ولايشترط أن يكون غنيا.. وذلك لأن الغنى والفقر بيد الله.. ومن الممكن أن يكون الفرد اليوم غنيا وغدا فقيرا أو العكس. لايوجد فارس.. دون فرس أما زينب فتحى مدرسة فتقول إن هذه المقولة صحيحة 100 % فبعد تجربتي أنصح كل فتاة يتقدم لها عريس أن تسأل عن مدى قدرته المادية لأنه لايوجد فارس بدون فرس , فأنا متزوجة من فقير حياتة كلها ديون وأقساط , نفسيته دائماً تعبانة وإنعكس هذا عليّ وعلى الأطفال ، فى حين أن زميلاتي وإخوتي اللي متزوجين ناس مرتاحين , أجدهم مرفهين وأزواجهم يعاملونهم معاملة طيبة , لآنه كيف يضمن الرجل مستقبل أولاده بدون مال. وتشيريمنى فاروق ربة منزل الى أنها ضد هذه المقولة لانها أغفلت الجوانب الأهم في الرجل كالدين وهوفي المقدمة والاخلاق والسلوك والطباع , فمثلا كيف أتخيل العيش مع رجل جيبه مليان وأخلاقه سيئه أو عنده عقد نفسيةأو ضعيف الشخصيةأوبخيل أونكدى. يقول د . أحمد يحيى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع «أضحك من كل قلبي عندما أسمع مقولة» أن الرجل لايعيبه إلا جيبه «التي ترددها كثير من الأمهات على مسامع بناتهن» لأنها مقولة خاطئة وتؤسس لزواج مبني على المال، و تفقد الرباط المقدس قدسيته , فالرجل يعيبه عقله وطريقة تفكيره وأخلاقه وأسلوبه في التعامل ورقة قلبه وشهامته ورجولته، والأهم من هذا كله إحترامه لذات المرأة الأنثوية، أى أن الكنز الحقيقى للرجل هو اجتماع الخصال الحميدة فيه وهي خالية من الماديات أو أى حسابات البنوك أما المال فيأتي بالمرتبة الأخيرة لأنه لايصنع الرجال ولا الأخلاق. ويشير د . أسامة فريد إستشارى علم النفس الى أن المقاييس التي يتم تقييم الناس عليها هي مدى إيمانهم الذي يتبلور الى سلوك، وهو شيء ملموس نراه بأعيننا في تصرفاتهم، فإن كان الرجل يستحضر وجود الله في كل أعماله , فهذا دليل على حسن خلقه ومعاملته الطيبة، فالدين معاملة والقرب من الله عز وجل هو باب السعادة الحقيقي، ولا يقدر الرجل بماله الذي يفنى وقد ينتهي في أي لحظة، تاركين الاخلاق والقيم الباقية بقاء الدهر. ويضيف أن ظهور هذا المثل قائم على البيئة والزمن الذين تربى عليهما جيل الأجداد الذي كان يفرق بين المرأة والرجل، فيعتمد على الرجل بشكل كلي في تحمل الاعباء المادية وهي أساس فتح البيوت، فإن توافرت كفلت لها حياة مريحة لها وأولادها. المال.. لايصنع الرجال بينما ترى د. أقبال عبد الحميد استشارية علم النفس أن الصورة النمطية للرجل كمصدر للمال «فقط» لا تزال بكل أسف مزدهرة في كثير من الأسر، وأن هناك كثيرات تزوجن برجال يعرفن عنهم مسبقا ما يشيب له الرأس ، لكن وقوف السيارة الفارهة عند الباب «وبريستيج» السفريات والماركات كان كفيلاً بوضع غمامة على العينين، وكان هذا نتاج تربية الزوجة و خبرات أمها وجدتها، حيث كن يرددن أن الرجل ليس مطالبا بأن يكون لطيفا أو أن يساعدها في تربية الأولاد مثلا ليس مطالبا بشيء سوى الإنفاق و لذلك نجدها تصر و تلح على طلب المزيد حتى تشعر بقيمتها وكيانها،وطبعا هذه الزيجات لم تستمر و التي استمرت فقد كانت صورية فقط ، لذلك كونى دقيقة في اختيار زوج المستقبل وما سكتت عنه الأخريات من أجل المال، لاتسكتي عنه أنت وكونى حريصة على صلاحه و حسن أخلاقه «فالمال لا يصنع الرجال» .