أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن بلاده تقترح عقد الجولة الجديدة من المحادثات النووية مع القوي الكبري والمقررة الاسبوع المقبل, في العراق أو الصين. وقال صالحي: لقد طرحنا في أول الأمر استضافة اسطنبول للمحادثات ورفض الأوروبيون في البداية ولكنهم تراجعوا عن رفضهم, وفي نفس الوقت, نقول اننا لدينا بدائل عن تركيا لاستضافة المحادثات. وأشار إلي أن مضمون المحادثات أهم بكثير من مكان أو توقيت انعقادها. معربا عن أمله في أن تكون تلك الجولة أفضل من سابقتها وتسفر عن خطوات جدية. وكان صالحي قد أعرب في وقت سابق عن معارضته استضافة تركيا للمحادثات في ظل الفتور في العلاقات بين تركيا وايران بسبب موقف انقرة المعارض للرئيس السوري بشار الأسد الحليف العربي الوثيق لايران. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن ايران اقترحت عقد المحادثات مع القوي العالمية الست بشأن برنامجها النووي الاسبوع القادم في العراق بدلا من تركيا. وأضاف زيباري أن اقتراح اجراء المباحثات في بغداد نقله وفد ايراني زائر أمس الأول- الثلاثاء- وان العراق ستدعو سفراء من مجموعة(5+1) لبحث اقتراح طهران. وفي غضون ذلك, حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في حوار مع شبكة إيه.بي.سي الإخبارية الأمريكية من أن توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية منفردة ضد إيران لن تكون في مصلحة أحد, مشددة في المقابل علي أن سياسة العقوبات تصب في مصلحة الجميع. وقالت لدينا اعتقاد قوي, وكما نقل الرئيس باراك أوباما إلي الإسرائيليين, بأنه ليس في مصلحة أحد أن تقدم إسرائيل علي تحرك منفرد. وأضافت: أن واشنطن تتعاون بجد مع تل أبيب علي مختلف المستويات العسكرية والمخابراتية والاستراتيجية والدبلوماسية للتأكد من أن البلدين يتبادلان المعلومات علي نحو جيد. ورفضت كلينتون الحديث عن حلول بديلة في حالة فشل الجولة الجديدة من المحادثات مع طهران, وقالت لا أريد أن ندخل المحادثات ولدينا اعتقاد مسبق بأنها ستفشل, كما لا أريد أن يدخلها الإيرانييون ولديهم اتجاه بأنهم سيبقونها مفتوحة ولن تسفر عن أي نتيجة. وفي تصريحات أخري لها, حذرت وزير الخارجية الأمريكية من أن امتلاك طهران لسلاح نووي أو اندلاع صراع بسبب برنامجها النووي من شأنهما زعزعة استقرار المنطقة. وفي تطور آخر, أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس علي أن العقوبات الدولية تضر بالاقتصاد الإيراني, ولكنها ليست كافية لاقناع طهران بالحد من طموحاتها النووية ولو حتي بقدر طفيف. وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي دعا اليه بمناسبة مرور ثلاث سنوات علي تولي حكومته اليمينية السلطة: إن الحكومة الايرانية تعاني متاعب اقتصادية لكنها لم تتراجع حتي الان ولو لمليمتر واحد عن برنامجها النووي. وأضاف متسائلا هل ستجبر هذه المصاعب الحكومة الإيرانية علي وقف برنامجها النووي؟ سيكشف الوقت عن ذلك. ولكن لا يمكنني أن أقول لكم ان هذا سيحدث. أعلم ان هناك مصاعب لكن لم يحدث تغيير بعد. وفي مستهل جلسة خاصة للحكومة الإسرائيلية أمس, أكد نتنياهو أن ارتفاع أسعار الوقود في إسرائيل نجم عن العقوبات الدولية المفروضة علي إيران بسبب ملفها النووي. ونقل راديو إسرائيل عن نتنياهو قوله, خلال جلسة لمناقشة تمويل العجز الناجم عن خفض الضرائب علي الوقود, إن الحكومة ليست صاحبة القرار فيما يتعلق بأسعار الوقود, وأن سوق المحروقات متذبذبة. وفي نفس السياق, ذكرت جيروزليم بوست الإسرائيلية إن إسرائيل ستنتظر لرؤية ما ستسفر عنه المحادثات النووية بين طهران والقوي الكبري في أبريل الجاري, وسلطت الصحيفة الضوء من جديد علي توقعات مسئولين بوزراة الدفاع الإسرائيلية بأن يتم تأجيل الحرب الإسرائيلية علي طهران إلي عام2013 بدلا من العام الجاري. وعلي صعيد متصل, أشعل الاديب الألماني الشهير جونتر جراس الحائز علي جائزة نوبل جدلا واسعا في الأوساط السياسية والثقافية الألمانية بعد أن نشر قصيدة نثرية في صحيفة زود دويتشه تسايتونج الألمانية يحذر فيها إسرائيل من شن هجوم عسكري علي إيران ويتهم فيه الدولة العبرية بأنه هي التي تهدد السلام العالمي الهش. ووجه جراس انتقادات شديدة لترسانة إسرائيل النووية السرية غير الخاضعة للتفتيش واصفا إياها بأنها هي التي تهدد السلام العالمي وتهدد ربما بمحو الشعب الإيراني من الوجود بسبب ما تدعيه لنفسها من حق توجيه الضربة الأولي.