لتحالف المقترح ربما تكون فكرة طرحها الرئيس بوتين أثناء لقائه بوزير الخارجية السورى وليد المعلم، ومن قبلها بولى ولى العهد السعودى فى موسكو, ولكن الأرجح أن يكون جاء من خلال اتفاق امريكى روسى، وعليها بدأ الطرح من الجانب الروسى وذلك لفك شفرة الوضع السورى المعقد والأليم، وما نتج عنه من تداعيات مقلقة على الجانب التركى والسعودى أيضا, وبات الأثر يظهر جليا فى القوة الفاجعة فى مواجهة ما يسمى داعش واسترداد الأرض منها – تلك خطوة مستقبلية خطيرة على الدولة التركية المهددة من قبل الكيان المحتمل ظهوره على حدود الدولة التركية مما يمهد بتقسيمها إلى أكراد ثم علويين. ويمكن القول إن هذا الرضوخ التركى المستتر جاء أيضا نتيجة وعدم حصول حزبه الحاكم على الأغلبية المطلقة, وبات اردوغان مرتبكا وخائفا من مجهول يتعقبه وباتت ملامحه واضحة من قبل الاكراد بالتهديد فى المصدر السياحى والذى يصل إلى 30 مليار دولار وهذا فى حد ذاته يعد عصبا فى الاقتصاد التركى. ويضم هذا التحالف الرباعى سوريا والأردن لمواجهة خطر داعش الذى تمددت خطورته من الوضع الأقليمى إلى الدولى فقد أصبح كيانا – وشكل دولة لأنها احتلت الأرض وما عليها ولديها اكتفاء ذاتى وهذا الكيان الذى بدأ بمجموعات قليلة – ولكنه ليس كالقاعدة التى كانت تحل ضيفا على الدول والتى بدأت ترسى قواعدها أولا فى السودان وبعدها استقرت فى أفغانستان فالفرق واضحا – ان الدواعش أصبح لهم دولة يصكون العملة ويفرضون الضرائب ويصدرون البترول مما يدر عليهم دخلا يقارب 3 ملايين دولار يوميا – بالاضافة إلى غاز الرقة وأيضا مناجم فوسفات ولديهم اكتفاء عسكري لديهم 20 ألف مقاتل من الرمادى وأيضا أسلحة أمريكية وروسية استولوا عليها هذه الدولة المزعومة بها 10 ملايين مواطن لانها كما أوضحت استولت على الأرض بمواطنيها والسبب الذى أوصلها إلى هذه الدرجة – هو سوء تقدير دولى تجاهها، وأصبح لديها أذرع إعلامية قوية عندهم اعلامى (أحمد ابو سمره) حاصل على دكتوراه فى التكنولوجيا والكمبيوتر والسؤال هل ستتمكن الدول التى غذته من محاربته؟ الجواب اذا أرادت وما حدث فى الكويت وتونس والصومال وبعدها فى مصر .... إلا ان داعش تستخدم كبلطجى لدول كبرى لتنفيذ ما تريده، وهذه أمريكا صاحبته الذى غذته فى احضانها ويثبت ذلك ما قالته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة فى كتابها ان داعش صناعة أمريكية. والشئ المخزى ان التحالف الدولى يستخف بالعالم فى مواجهة تلك الأحداث وما أريد ان أقوله أن تركيا التى أوقدت النيران فى بيوت جيرانها واليوم ستندلع النار فى بيتها هناك كيان كردى فى العراق أصبح الشريط الحدودى يتجه مع حدود تركيا وهذا سر تراجعه عن سياسته تجاه سوريا ورحب بالمشروع الروسى باعتباره بديلا عما يحدث الآن. والسؤال ما هو موقف الغرب من تلك الدولة الداعشية القادمة كما ان الغرب بإيعاز أمريكى يمهد باحتواء تلك الدولة ولكن هل بعد ذلك يمكن التصديق ان التحالف الدولى يريد محاربة داعش وأعلن عن دفع 200 مليار لمواجهته والحقيقة أننا لم نشعر بهذه المواجهة لأنه لم تكن هناك إستراتيجية لمواجهته ولكن توجد تكهنات اخرى لاستخدامه واعود وأقول إن الطرح الروسى البديل والمكون من تحالف مكون من تركيا والسعودية وسوريا والاردن. والسؤال الخطير هل بعد التفاوض النووى بين إيرانوأمريكا يمكن أن تتغير الأحداث على نحو آخر؟ علينا نتوقع أي شيئ والعرب الآن مطالبون بالتوحد خاصة مع تزايد الأعداء. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين