كتب : أحمد الزهيري: منذ عدة أسابيع تقدم النائب سعد خليفة باستجواب عادل أمام مجلس الشعب لوزير الزراعة, بسبب الافراج عن21 شحنة من اللحوم الهندية المستوردة تزن نحو1900 طن خلال شهر فبراير الماضي عن طريق ميناء الاسكندرية. بعدما أثبت الفحص المعملي أن اللحوم مصابة بحويصلات الساركوسيست السامة منذ أكثر من خمس سنوات, الأمر الذي كان يتطلب معه رفض استيراد تلك الشحنة, وفقا لأحكام القانون لكنها دخلت الي مصر, واتهم رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بالتلاعب في الاشتراطات الصحية, وارجع البعض أن هذه الكمية المضبوطة كانت واحدة من أهم الأسباب وراء ارتفاع أسعار اللحوم في مصر.. مما أدي الي نفور المواطنين من شراء اللحوم المستوردة وأدي الي اشتعال أسعار اللحوم حيث إنها تمثل نصف ما تستورده مصر من اللحوم المجمدة سنويا.. يقول الدكتور حامد سماحة عميدكلية الطب البيطري ورئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية السابق والذي عاصر الأزمة يجب في البداية أن نوضح أن اللحوم المستوردة تشكل نسبة كبيرة من الاستهلاك المحلي للحوم في مصر حيث نستورد نحو300 ألف طن لحوما مجمدة ومبردة, بالإضافة الي50 ألف رأس حية وأن الشائعات المغرضة وتجار السوق السوداء وغياب الوعي وثقافة المصريين في التعامل مع اللحوم المستوردة في بيوتهم سبب أصيل في جنون أسعار اللحوم, مع أن هذه اللحوم نفسها هي التي نأكلها في المطاعم والفنادق الكبري وأحيانا في بيوتنا لأن بعض الجزارين يبيعونها للمستهلك علي أنها لحوم بلدية. فالحجر الصحي يلعب دورا قويا وفعالا في مراقبة اللحوم المستوردة سواء الحية أو المجمدة أو المبردة, لأنه يعتبر صمام الأمان للثروة الحيوانية في مصر والتي تعاني الآن من مشكلات كثيرة أدت الي مضاعفة أسعار اللحوم, وعلي مسئوليتي الشخصية فإن كل اللحوم التي تدخل الي مصر سواء حية أو مثلجة أو مجمدة سليمة وصالحة للاستهلاك البشري ولا تقل في الجودة عن المحلية وأن ما يحدث هي حيل وألاعيب تجار لديهم مصالح وأغراض خاصة, فاستيراد اللحوم بمختلف أنواعها يمر بإجراءات صعبة ومعقدة منها حيث يتم في حالة استيراد لحوم مجمدة أو مبردة ارسال لجان كشف الي الخارج من الأطباء ذوي الخبرة ليتأكدوا من سن الحيوان قبل الذبح, والأمراض التي كان يعاني منها, والأدوية التي عولج بها, وأن يتم ذبحه حسب الشريعة الإسلامية, وكذلك يشرفون علي عملية التعليب والتغليف وطريقة الحفظ, وقبل أن تدخل الي الموانيء المصرية يجري فحص آخر لتلك اللحوم عن طريق عينات ترسل الي وزارة الصحة ومعامل وزارة التجارة والصناعة التي تقر بسلامتها وبعدها تأخذ الإجراءات للدخول. أما بالنسبة للحوم الحية التي يتم استيرادها فالإدارة البيطرية تتبع نفس الإجراءات وتزيد عليها, كما يقول الدكتور حامد سماحة, ان هناك خريطة نسير عليها وهو أننا في البداية ننظر الي خريطة الموقع الخاص بمنطقة الصحة العالمية للحيوان لنختار البلاد التي لم تظهر بها أي أمراض ونرسل لجنة طبية لتضع الحيوانات21 يوما في الحجر الصحي هناك قبل التعاقد للتأكد من خلوها من أي أمراض, ثم يتم شحنها علي المراكب, وبعد وصولها الي مصر يتم حجزها في الحجر البيطري علي الحدود للتأكد من خلوها من الأمراض لمدة21 يوما ثم تذبح علي الحدود قبل دخولها الي الأسواق, فهناك مجازر في سفاجا للحوم الإثيوبية, ومجازر في العين السخنة للحوم القادمة من اوروجواي والبرازيل, أما اللحوم السودانية فيجري الآن اقامة مجزر آلي بها في أبوسنبل في محافظة أسوان. ويضيف الدكتور حامد سماحة, أن هناك بعض المشكلات تهدد الثروة الحيوانية وكنا نواجهها في إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية وأدت الي اشتعال أسعار اللحوم في مصر حتي وصلت في بعض المناطق الي70 جنيها للكيلو مثل بعض الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية في مصر مثل حمي الوادي وبعض الفطريات والتي تؤدي الي أمراض مزمنة تقلل انتاجية اللحوم للحيوان وكذلك من نسب اللبن التي يدرها, كما أن نوعية العلف وارتفاع أسعاره سبب آخر لارتفاع الأسعار علاوة علي غياب المشاريع القومية العملاقة لانتاج اللحوم والاعتماد علي ما تنتجه الزرائب وبيوت الفلاحين وهي نسب غير مؤثرة في الاستهلاك المصري للحوم, إضافة الي ذلك غياب ثقافة المواطن الغذائية بالنظر الي اللحوم المستوردة علي أنها فرز ثاني لا تصلح للاستهلاك الآدمي فيجب تغيير تلك الثقافة لان الإجراءات والضمانات التي تجري علي اللحوم المستوردة قد لا تجد مثيلتها في اللحوم المحلية من حيث الجودة وحالة اللحوم. ختم الأمان وتجنبا لحدوث لبس بين اللحوم البلدية واللحوم المستوردة فإن هناك عنصرا مهما يمكن للمستهلك أن يفرق به بين اللحوم البلدية واللحوم المستوردة, سواء المبردة أو المجمدة كما يقول الدكتور حسن شفيق رئيس الادارة المركزية للصحة العامة والمجازر وهي الاختام, حيث يتم ختم اللحوم البلدية بختم أحمر يغطي كل الذبيحة.. بينما اللحوم المستوردة يتم ختمها بختم بنفسجي اللون حتي يتمكن المواطنون من التعرف علي هوية اللحوم وتكون الهيئة مسئولة عن سلامة تلك اللحوم التي توضع عليها تلك الأختام لأنها تكون مرت بكل المراحل من الفحص والكشف والتحليل اللازم لمرور تلك اللحوم الي الأسواق المحلية فهناك رقابة صارمة من قبل وزارة الصحة والزراعة علي اللحوم التي تهبط للأسواق.