على مدى قرابة 20 اجتماعا وزاريا دوليا، وعشرات المؤتمرات التحضيرية، لم يفلح قادة دول العالم ووزراء البيئة فى الوصول إلى اتفاق نهائى يحل محل بروتوكول كيوتو الذى صدر بعد الاتفاقية الدولية لتغير المناخ، ومكملا لها عام 1997، للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين، وإلا اختفت الكتل الجليدية الضخمة، وارتفع سطح البحر وغرقت الجزر الصغرى، والأراضى المنخفضة، ومن بينها الدلتا المصرية، وساد الجفاف، واختفت أنواع من المحاصيل، وازداد الفقر والهجرات البشرية للبحث عن الغذاء. ولم يصبح أمام قادة العالم إلا مؤتمر قمة باريس الذى يعد المحطة النهائية والفرصة الأخيرة للوصول لاتفاق نهائى يتفق عليه الجميع لوضع خطة عاجلة لإنقاذ الأرض. وتمهيدا لهذا الاجتماع نظمت الأممالمتحدة الأسبوع الماضى اجتماعا رفيع المستوى ضم كبار المسئولين عن البيئة من مناطق العالم والخبراء البيئيين فى مقر الأممالمتحدةبنيويورك، وافتتح الاجتماع كل من: رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسكرتير عام الأممالمتحدة، ووزير الخارجية الفرنسي، ووزير البيئة ببيرو. وشارك الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة - الذى يتولى رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة حالياً - كأحد المتحدثين الرئيسيين بجلسة النقاش الأولى بالاجتماع، إضافة إلى كل من المفوض الأوروبى للطاقة وتغير المناخ، ووزيرة البيئة بالبرازيل، والوزير المعنى بتغير المناخ بالصين، ووزير البيئة بجزر المالديف، الذى تتولى بلاده حالياً رئاسة مجموعة الدول النامية المكونة من جزر صغيرة، بالإضافة إلى المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. كما شارك فى الاجتماع كل من مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة، السفيرعمرو أبو العطا، ومدير شئون البيئة بوزارة الخارجية المستشار محمد خليل. كلمة وزير البيئة وتحدث الدكتور خالد فهمى ممثلا لإفريقيا مؤكدا أن القارة الإفريقية المتضرر الرئيسى من آثار تغير المناخ على الرغم من كونها أقل المناطق إسهاما فى انبعاثات الغازات الدفيئة. وطالب بأن ينظر العالم إلى القارة الإفريقية نظرة تعبر عن اهتمام أكبر بمشكلات القارة كما أكد أهمية دعم أنشطة التكيف مع تغيرات المناخ فى إفريقيا، وتوفير التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات للدول الإفريقية لمساعدتها على التصدى لظاهرة تغير المناخ. ولم تكن تلك هى المهمة الوحيدة للوفد المصري، فعلى هامش الاجتماع بالجمعية العامة حول تغير المناخ، شارك الدكتور خالد فهمى مع وزراء كلا من فرنسا وبيرو والصين والسويد وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبى فى اجتماع رأسه سكرتير عام الأممالمتحدة «بان كى مون» لإجراء مشاورات وزارية غير رسمية حول مفاوضات تغير المناخ، ولبحث سبل دفع مفاوضات تغير المناخ قدماً، فى ظل التقدم المحدود الذى تشهده حتى الآن، وتم تأكيد أهمية قيام الوزراء بتوجيه المفاوضات سياسياً، بما يؤدى إلى إحراز تقدم فى مسارها بشكل أسرع. كما تم تأكيد أهمية وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها تجاه الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بتوفير التمويل والتكنولوجيا، بما يؤدى إلى تعزيز الثقة فى إطار عملية التفاوض. وأوضح سكرتير عام الأممالمتحدة فى نهاية الاجتماع أنه يعتزم عقد قمة حول المناخ خلال شهر سبتمبر المقبل بمقر الأممالمتحدة فى نيويورك، وأنه سيقوم بدعوة زعماء وقادة دول العالم للمشاركة فيها. جلسة مشاورات كما استضافت بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدةبنيويورك بمقرها جلسة مشاورات برئاسة وزير البيئة المصري، وشارك فيها مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة، السفير عمرو أبو العطا، والمستشار محمد خليل، مدير شئون البيئة بوزارة الخارجية، وكل من المبعوثة الفرنسية الخاصة لمؤتمر تغير المناخCOP 21، ومساعد سكرتير عام الأممالمتحدة لشئون تغير المناخ، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ونائبة رئيس البنك الدولى لشئون تغير المناخ، ورئيس فريق التفاوض الأمريكي. وتأتى تلك المشاورات فى إطار تنفيذ مقررات قمة الاتحاد الإفريقى فى جوهانسبرج، التى اعتمدت قرارا ينص على تشكيل مجموعة عمل برئاسة مصر، التى تتولى حالياً رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، لبحث مبادرات وجهود الطاقة المتجددة فى إفريقيا، والتنسيق فى هذا الصدد مع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى. وأكد الدكتور خالد فهمى -خلال الاجتماع- أهمية ملكية إفريقيا وقيادتها للمبادرات والجهود الخاصة بالطاقة المتجددة فى إفريقيا، وأن تلبى تلك الجهود والمبادرات تطلعات واحتياجات الدول الإفريقية، وأن تعود بالنفع وبالقيمة المضافة عليها، مع قيام المجتمع الدولى بالتوازى بدعم أنشطة التكيف فى القارة الأفريقية. وأكد المشاركون حرصهم على التنسيق مع مجموعة العمل الإفريقية برئاسة مصر، ودعمهم الجهود والمبادرات الخاصة بالطاقة المتجددة فى إفريقيا.