مع تصاعد القلق الغربى من التقدم المستمر لإرهابيى تنظيم «داعش» التكفيرى فى العراقوسوريا، اعترف الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن تهديدات داعش تجاوزت العراقوسوريا وامتدت إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فى إشارة صريحة إلى الاعتداءات الإرهابية التى شهدتها مؤخرا مصر وتونس والكويت، مؤكدا أن الحملة لمواجهة التنظيم التكفيرى ستكون طويلة المدى وستستغرق وقتا لاقتلاع جذور هذا التنظيم الإرهابي. وتأتى هذه الاعترافات عقب اجتماع استثنائى لأوباما مع فريقه للأمن القومى بمقر وزارة الدفاع «البنتاجون» لبحث مستجدات الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة عناصر داعش. وشدد أوباما خلال الاجتماع على أن التحالف الدولى بقيادة واشنطن «يكثف» حملته للتصدى للتنظيم الإرهابى فى سوريا، محذرا من أن المعركة ستستغرق وقتا، مشيرا إلى أن قوات التحالف ستواصل ضرباتها الجوية لاستهداف منشآت البترول والغاز التى تمول العديد من عمليات التنظيم. وأوضح أن قواته تحرص على استهداف البنية التحتية للتنظيم، والتى تضخ المال لتمويل الدعاية للتنظيم وتجنيد عناصرها حول العالم. ولكنه حذر فى الوقت ذاته من أن المعركة ستتخللها «انتكاسات» على الأرجح. وأوضح أوباما أنه «لن تكون الحملة سريعة بل ستكون بعيدة الأمد»، معتبرا أن عناصر تنظيم داعش «انتهازيون» و«ماهرون»، مشيرا إلى أنه «فى الكثير من مناطق سورياوالعراق ترسخوا بين المدنيين الأبرياء، وسيستغرق اقتلاعهم وقتا، وكحال أى عمل عسكري، ستكون هناك فترات تقدم انما كذلك انتكاسات». وفى غضون ذلك، انتقد الجمهوريون أوباما قائلين إنه ليس لديه استراتيجية ناجحة. وقال السيناتور توم كوتون إن «عباراته الرنانة لا تتماشى مع الواقع، على مدى العام الماضى قام تنظيم داعش بتوسيع نطاق عملياته بشكل مطرد ونفوذ الجماعة مازال يتزايد، لن نهزم الإرهابيين بمزيد من البيروقراطيين فى العاصمة واشنطن وبدون تمويل لجيشنا على خطوط الجبهة». ومن ناحيته، أكد آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى أن الغارات التى شنها التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة نهاية الأسبوع الماضى على مواقع لتنظيم داعش قرب مدينة الرقة السورية، حدت من قدرات التنظيم على الرد على قوات «حماية الشعب» الكردية التى تتصدى للتنظيم المتشدد.