السيدة زينب.. ابنة الإمام على بن أبى طالب، ووالدتها فاطمة الزهراء، وأخواها الحسن والحسين وجدها «خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم»، ولدت فى 6 هجرية وسماها رسول الله باسم ابنته الكبرى زينب التى توفيت قبل مولدها بقليل.. تزوجت زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبى طالب وأنجبت أربعة بنين هم: محمد، وعوف، وعلي، وعباس، وبنتين هما أم كلثوم، وأم عبد الله.. توفى جدها «محمد» وهى فى الخامسة من عمرها، ثم لحقت به أمها فاطمة بعد وفاته بستة أشهر.. عاصرت «زينب» حوادث كبيرة عصفت بالخلافة الراشدة بمقتل أبيها كرم الله وجهه عام «40ه» بطعنة عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج.. وبعد وفاة الحسن بن علي.. وإصرار يزيد بن معاوية على أخذ البيعة من الحسين وأهله ومنهم زينب أخته خرج سيدنا الحسين من المدينة سرا متجهين إلى الكوفة بعد أن وصلتهم رسائل أهل الكوفة تدعوهم إلى القدوم، وتتعهد بنصرتهم ضد الأمويين.. وحدثت معركة كربلاء وشهدت زينب استشهاد أخيها الحسين والتمثيل بجثته، وابنها عوف ومعه ثلاث وسبعين من عترة آل البيت والصحابة وأبناء الصحابة، وسبقت زينب ومعها سكينة وفاطمة بنتا الإمام الحسين إلى حاكم الكوفة «الأموى عبيد الله بن زياد» وقد وضعوا رأس الإمام الحسين فى مقدمة الركب.. وقف جموع أهل الكوفة ودخلت السيدة زينب فى ركب السبايا والأسيرات.. فنظرت إليهم وألقت عليهم قولا ثقيلا قائلة: أتدرون أى كبد فريتم، وأى دم سفكتم، وأى جريمة أبرزتم، لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هدا.. وبعدها سألها الخليفة يزيد بن معاوية عن المكان الذى تختاره لإقامتها فاختارت المدينةالمنورة ولكن وجودها فى المدينة أجج نيران الثورة من جديد ضد الخلافة الأموية.. فأمرها والى المدينة بالرحيل عنها.. فاختارت «مصر» لتقيم فيها.. وصلت إلى مصر عام 61 هجرية، وخرج لاستقبالها جموع المسلمين وعلى رأسهم والى مصر «الأموى مسلمة بن مخلد الأنصاري.. وأقامت فى بيته حتى وافتها المنية بعد عام واحد من قدومها، ودفنت فى بيت الوالى الذى تحول إلى ضريح هائل بعد ذلك وإلى يومنا هذا.. عرف عن السيدة زينب تحليها بالعلم والتقوى والشجاعة والإقدام والبلاغة.. لقد وقفت أمام جبار البصرة «عبيد الله بن عباد» تسفه بكلامه، وتتوعده بعذاب الله غير عابئة بالموت من قاتل أخيها وقاتل عترة بيت رسول الله.. واحتضنت ابن أخيها على زين العابدين حين أراد عبيد الله أن يضرب عنقه وقالت: والله لا أفارقه.. إن قتلته فاقتلنى معه، فخلى الرجل سبيل الغلام وتركه يرحل إلى دمشق.. ويذكر التاريخ ما قالته زينب ليزيد بن معاوية وهو يعبث بعصا فى يده برأس الإمام الحسين أمامه.. ستعلم أنت ومن بوأك ومكنك من رقاب المؤمنين: إذا كان الحكم ربنا، والخصم جدنا، وجوارحك شاهدة عليك.. لإن اتخذتنا فى الحياة مغنما لتجدنا عليك مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك.. تستصرخ بابن مرجانة «عبيد الله بن زياد» ويستصرخ بك ولكن ستتعاوى وأتباعك عند الميزان.. الحديث عن آل البيت يطول بطول الزمان.. وكرامات هؤلاء تأتى من السماء.. وكفى شهرة المجلس العلمى لزينب التى تقصده جماعات النساء للتفقه فى الدين فهى عقيلة بنى هاشم، وكفى أنها كانت تتبرع بطعام يومها للأطفال الجائعين.