هل النية شرط لصحة الصيام وهل يجب عقد وتجديد النية كل يوم طوال أيام الشهر؟ { أجابت دار الإفتاء المصرية، قائلة: إن النية من الشروط والأركان الهامة لصحة الصيام، ووقتها يبدأ من غروب الشمس حتى قبيل أذان الفجر، فإن وقعت النية بعد الفجر لا تصح عند جمهور الفقهاء. والنية محلها القلب ولا يشترط النطق فيها باللسان، مشيرة إلى أن النية عند بعض الأئمة يجب تجديدها لكل يوم من أيام رمضان، ولا بد من تبييتها ليلاً قبل الفجر وأن يحدد الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول نويت صيام غد من شهر رمضان. وبعض المذاهب ترى أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم الإنسان بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة عن شهر رمضان كله. وإذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينو في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله. هل يجوز الأكل بعد انطلاق مدفع الإمساك حتى قبيل أذان الفجر؟ { يباح لمن ينوي الصيام أن يأكل ويشرب، ويعمل كل عمل يعمله المفطر من بعد غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر، حتى بعد انطلاق مدفع الإمساك، فإذا دخل وقت صلاة الفجر امتنع عن الأكل والشرب، حتى لو كانت اللقمة في فمه؛ لأن وقت الصوم يبدأ بطلوع الفجر، أما مدفع الإمساك فهو تنبيه لدخول الوقت. ومدفع الإمساك يطلق عادة قبل الفجر بنحو ربع ساعة، أو ثلث ساعة للاحتياط، فلو فرض أن احتاج الإنسان إلى أن يأكل ويشرب عقب المدفع بدقائق معدودة تنتهي قبل الفجر، جاز ذلك وصح صومه. وروى الإمام البخاري في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أرشد الصحابة رضوان الله عليهم أن يأكلوا ويشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم الذي كان يؤذن لصلاة الفجر.