وضع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون خطته لإصلاح الاتحاد الأوروبى لأول مرة بشكل رسمى أمام القادة الأوروبيين فى قمة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل أمس. وتتضمن خطة كاميرون أربع نقاط أساسية يأمل فى أن يحشد خلفها دعم قادة أوروبا، إلا أن المهمة لن تكون سهلة، إذ أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وفرنسا عن تحفظاتهما على بعض النقاط البريطانية.وتتضمن خطة كاميرون أولا: "انسحاب" بريطانيا من الخطط المستقبلية ل "تعزيز الاتحاد السياسي" بين الدول الأوروبية، ويريد كاميرون بدلا من ذلك إعطاء البرلمانات الوطنية صلاحيات رفض تشريعات فى البرلمان الأوروبى إذا رأت الدولة المعنية أنها تتعارض مع مصالحها.ثانيا: تريد بريطانيا "حماية مصالحها" كبلد خارج منطقة اليورو، كما تريد "إعفاء" مدينة لندن من قبول تشريعات أوروبية قد تضر مركزها المالي.ثالثا: تقليص عدد المهاجرين الأوروبيين إلى بريطانيا عبر قيود جديدة على استفادتهم من برنامج الضمان الاجتماعى فى بريطانيا. رابعا: تقليص بيروقراطية الاتحاد الأوروبى وجعله أكثر قدرة على المنافسة. وقالت مصادر دبلوماسية بريطانية مطلعة إن كاميرون "بدأ بذلك الخطوة الأولى للمفاوضات الرسمية مع الاتحاد الأوروبي"، مشيرين إلى أن هناك المزيد من الأفكار والتفاصيل التى لن يكشفها فورا حول المقترحات البريطانية.
وأجرى كاميرون اتصالات هاتفية مع عدد من القادة الأوروبيين من بينهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قبل مغادرته إلى بروكسل لإطلاعها على تفاصيل خطته.
ويعتمد كاميرون كثيرا على قدرة ألمانيا بوصفها أكبر دولة أوروبية لإنجاز تسوية صعبة، إلا أن ألمانيا وحدها لن تكفي، فهناك الكثير من الدول الأوروبية التى ترفض مقترحات كاميرون، من بينها بولندا التى ترى أنها "مقترحات عنصرية" تميز ضد المهاجرين من أوروبا الشرقية بالذات وتمنعهم عمليا من حق أساسي.
وقال مسئول فرنسى بهذا الصدد : "الأمر ليس شجرة كرز تختار منها بريطانيا ما يحلو لها، وتترك ما لا يحلو لها".
كما بحثت الدول الأوروبية مقترحات تتضمن أن تتحمل كل دولة أوروبية مسئولية استقبال "حصة" من المهاجرين غير الشرعيين، غير أن بريطانيا رفضت هذا المقترح، وأعلنت أنها ستكون خارج أى اتفاق يتضمن قبول "حصة" من المهاجرين على أراضيها.