تعقد اليوم فى بروكسل قمة طارئة لقادة منطقة اليورو لبحث الأزمة اليونانية قبل أيام من انتهاء مهلة تسديد أثينا للدفعة المستحقة من ديونها فى نهاية الشهر الحالى ،الأمر الذى يهدد بخروجها من منطقة اليورو إذا لم يتم التوصل لاتفاق مع دائنيها. ومن جانبها، تعهدت الحكومة اليونانية بتقديم اقتراحات وتنازلات جديدة لدائنيها وهما صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبي، من أجل التوصل لاتفاق من شأنه الإفراج عن حزمة مساعدات بقيمة 7,2 مليار يورو.وألمح أليكوس فلامبوراريس وزير الدولة اليونانى فى حوار مع شبكة “ميجا” التليفزيونية ، أن اليونانيين يمكن أن يعدلوا عروضهم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الوسائل لتوفير مئات ملايين اليورو الإضافية التى تطالب بها الجهات الدائنة، منها تسريع إلغاء التقاعد المبكر الذى وافقت اليونان حتى الآن على مبدئه، وخفض سقف الضرائب على أرباح المؤسسات. وفى غضون ذلك، دعا وزير المالية اليونانى يانيس فاروفاكيس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى ما وصفه بتحمل مسئولياتها، معتبرا أن ميركل أمامها خياران : إما التوصل إلى اتفاق “مشرف” مع حكومة اليونان، أو الخضوع لصفارات الإنذار التى تطلقها حكومتها والتى تشجعها على التخلى عن أثينا. وعلى صعيد متصل، شهدت أثينا أمس اجتماعات و لقاءات ماراثونية بين رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس ومجلس الوزراء والمقربين من الحزب اليسارى وكبار الشخصيات فى البلاد لبحث المقترحات الجديدة التى يمكن تقديمها خلال قمة اليورو من أجل التوصل لاتفاق يحول دون عجز أثينا عن سداد نحو 1٫6 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولى خلال مهلة أقصاها 30 يونيو الجاري. وكان رئيس الوزراء اليونانى قد اجتمع أمس الأول فور عودته من روسيا مع فريق التفاوض اليوناني،كما أجرى اتصالا هاتفيا قبيل القمة مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فى محاولة لبحث حلول للأزمة. ويهيمن التفاؤل على أعضاء الحكومة اليونانية ورئيس الوزراء نفسه الذى أعلن أنه واثق من التوصل فى القمة الأوروبية إلى اتفاق من شأنه أن ينقذ البلاد من الخروج من منطقة اليورو. جاء ذلك فى الوقت الذى حذر فيه ميشيل سابان وزير المالية الفرنسى من أن خروج اليونان من منطقة اليورو ستكون “كارثة” بالنسبة لأثينا، وقال إنه يجب بذل كل الجهود لتفادى مثل هذا السيناريو الذى يصعب تقييم كل عواقبه. وفى واشنطن، حذر جاكوب لو وزير الخزانة الأمريكى من أن خروج اليونان من منطقة اليورو سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد والشعب اليوناني، وقال فى مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية الأمريكية إنه لا يمكنه التنبؤ بعواقب خروج اليونان من منطقة اليورو، لكنه أكد أن خروجها سيشكل أزمة لاقتصادها وللشعب اليونانى الذى سيكون أول المتضررين من هذا الفشل. وكان العديد من المدن الأوروبية الكبرى قد شهد أمس الأول مظاهرات غاضبة احتجاجا على إجراءات التقشف الحكومية وتضامنا مع اليونان ضد خروجها من منطقة اليورو. وشارك الآلاف فى مسيرات فى كل من فرانكفورت وميونيخ وروما وباريس، إضافة إلى لندن التى شهدت أول مظاهرة معارضة كبيرة منذ الانتخابات البرلمانية احتجاجا على الإجراءات التقشفية لحكومة المحافظين.