أكد الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، عضو جبهة الانقاذ الوطنى سابقا التى تم تدشينها لمواجهة جماعة الإخوان حتى ثورة 30 يونيو، أن أعضاء جماعة الإخوان لن يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية القادمة ولن يتواجدوا فى المشهد السياسى المقبل، فقد أعلنوا مقاطعتهم لأنهم لا يعترفون بشرعية النظام الحالى كما يرددون، وقد اتخذ مكتب الإرشاد الدولى الخاص بهم هذا القرار. وقال أبو الغار، فى تصريحات خاصة مع «الأهرام»، إن الإخوان سيعودون للمشهد ربما بعد سنوات وهذا يرعب الجميع وقد يحكمون مصر وسينجحون فى الانتخابات ربما بعد 10 سنوات، وقد تكون الطريقة الوحيدة لمواجهة عودتهم أن تظل مصر دولة مدنية، وأن يكون بها حزب واحد شعبي يثق فيه الناس ويستطيع أن يكسب أغلبية من مقاعد البرلمان ويكون حزبا للشعب. وقال: أظن أن الحكام فى مصر يخافون من الديمقراطية لأن الناس لم تعتد عليها وتأخذ وقتا حتى تعتاد عليها، أيضا الرئيس عندما يأتى من خلفية عسكرية يعطى أوامر طول الوقت ويأخذ وقتا لكى يعتاد على المعارضة. وأضاف أبو الغار أن السلفيين سيدخلون البرلمان المقبل، مشيرا إلى أن الانتخابات بنظام القوائم سيحد من العنف، كما أن المال السياسى سيدخل بنسبة قليلة جدا، والبرلمان سيكون به تمثيل للأغلبية. وأكد أبو الغار أن السبب الرئيسى فى فشل الأحزاب المدنية فى تشكيل تحالف متفق عليه مثلما حدث فى الاتفاق على جبهة الإنقاذ لمواجهة حكم الإخوان يكمن فى أن الانتخابات تنافسية، بينما كانت كل القوى الوطنية تتحد ضد خطر داهم اسمه الإخوان. وقال: الآن نحن ندخل البرلمان بأفكار مختلفة ومن الطبيعى أن تتفق الأحزاب فى أمور وتختلف فى أخرى وإلا لن يكون هناك برلمان يضم جميع الألوان السياسية. وأشار أبو الغار إلى أن الدولة كانت بطيئة فى إصدار قانون الانتخابات، وقال: لو كنا كقوى سياسية قمنا بإعداده لكنا انتهينا منه فى أسبوعين ونحن كنا نريد أن تكون نصف مقاعد البرلمان بالقوائم النسبية أى 50/50 وميزة القائمة النسبية تتمثل فى أن يتم تمثيل الأحزاب تمثيلا جيدا، وأن تذهب الناس لتنتخب فكرة وليس شخصا كما تعطى فرصة للشخصيات التى لها قيمة لتثرى البرلمان. وأكد أنه لولا ثورة 30 يونيو لأصبحت مصر دولة إخوانيه أحادية التفكير ودولة فاشية واندلعت الحرب الأهلية. وذكر أن أهم ما تحقق بعد عامين من الثورة وانتهاء حكم الإخوان لكن هناك مخاطر أن تصبح الدولة أحادية، وأن الحكم لا يكون ديمقراطى وأن يحكم الرئيس وحدة لأنه حتى الآن لايوجد برلمان أو قانون برلمان يأتى ببرلمان متوازن يمثل مصر، وخرجت قوانين هامة تحتاج لبرلمان ومناقشات مجتمعية كما أن الشباب موجود بالسجون بقوانين اعتبرها ظالمة ويجب تغييرها وكلها مؤشرات خطرة وقلت ذلك للرئيس بأن من مصلحة الإخوان تفتيت القوى المدنية. وعاد أبوالغار بالذاكرة عامين قبل ثورة 30 يونيو، وقال إن جبهة الإنقاذ كانت بمثابة تكوين جديد للجمعية الوطنية للتغيير من كل القوى الوطنية ولمدة سنة حتى يحدث تغيير فى مصر مثلما حدث فى ثورة 25 يناير 2011 وتنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك وإقامة نظام جديد. وأضاف أنه تم تشكيل الجبهة مع بداية حكم الإخوان خاصة وقد شعرت القوى السياسية والجميع بالقلق من الوضع مع حكم الجماعة وانتخبنا الدكتور محمد البرادعى منسقا عاما للجبهة والغرض من الجبهة كان من أجل تعديل مسيرة الإخوان وتقويمهم. وأكمل أنه منذ نوفمبر 2012 عندما أصدر الرئيس الأسبق محمد مرسى الإعلان الدستورى المكمل تغير الموقف و اصبح من رغبتنا فى تعديل مسيرة الأخوان للدعوة لأنتخابات رئاسية مبكرة وكنا متأكدين ان هذه الانتخابات ستأتى بأغلبية كبيرة ضد نظام مرسى وبالتالى يسقط نظامه سلميا لكنه لم يوافق على ذلك وكذلك جماعته والمتمثلة فى مكتب الأرشاد الذين كانوا رؤساء لمرسى وكانوا يعلمون ان الشعب لن ينتخبهم. واستطرد: ثم بدأت معركة مستمرة بيننا وبين الإخوان طول الوقت حتى وصلنا ل 30 يونيو وقد بدأ النضال مبكرا ومن يوم الأعلان الدستورى ورفضنا نهائيا الجلوس مع الإخوان بعد الأعلان حتى تم عزله وطوال الوقت فى اجتماعات ومظاهرات وبيانات وحزب المصرى الديمقراطى كان اكبر حزب نشط ضد الإخوان فى الشارع بقوة وبوضوح. وأشار أبوالغار إلى أن أهم القرارات التى اتخذتها الجبهة ضد نظام مرسى تمثلت فى الضغط شعبيا بتظاهرات واضرابات واعتصامات حتى يوافق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لكنه كان مصمما على عكس ذلك، وأن هناك مواءامات بدأت من يوم انتخاب مرسى حتى يوم الإعلان الدستورى وتمثلت فى تفاهمات واجتماعات مع مرسى والأحزاب، بينما لم تعرض الجماعة أى تنازلات، وبعد أن طلب مرسى الاجتماع بالأحزاب فى الاتحادية للوصول لتوافق على الدستور ورفضنا جميعا على الدستور الإخوانى، وعلى لجنة كتابة الدستور التى كانت محور الخلاف لتحويل الدولة من مدنية إلى دينية وغياب الهوية، وحدث تقدم جزئى فى آخر الاجتماع الذى اخذ وقتا طويلا وكنا سنتفق على دستور توافقى لكل المصريين. وأضاف كانت لدينا ثقة فى أن الموضوع سينتهى لكنه وبعد لقائه بنا ب 3 أيام أصدر الإعلان الدستورى المكمل، وتأكدت من شكوكى فى أن مرسى ليس رئيسا بل مجرد أداة فى يد مكتب الإرشاد، ثم أعلنت رسميا أن مرسى لا يعمل رئيسا للجمهورية بل مجرد موظف صغير عند مكتب الإرشاد ومن العيب أن أقابله مرة أخرى، وتأكدنا وقتها أن التوافق الذى كان يريده مرسى هو على مواد تتعلق بأسلمة الدستور وتحويل هوية مصر لدولة دينية. وبدأت التظاهرات الضخمة بالشارع وبكثافة وقبل 15 يونيو كان التصعيد تدريجيا بداناها بالاعتصامات واتت بفائدة واستولينا على كل المحافظات واغلقت بالسلاسل وحاصرها الشعب والناس كلها كانت غاضبة ضد الإخوان وجبهة الأنقاذ كانت مجرد عامل لكن ليست العامل الوحيد فى الثورة ثم زادت التظاهرات حتى 30 يونيو. وأكد أن حركة تمرد تكونت من الشباب وأن الحزب المصرى الديمقراطى أول حزب يفتح لهم نحو 42 مقرا وجمعنا الاستمارات فى أماكن سرية وكان الشعب جاهزا للثورة وأيضا ساهمت تمرد فى التعبير عن حالة الشارع المصرى والاحتقان الشديد ضد الإخوان، وتمرد أضافت شىء إيجابىا وسهلت إقناع الناس والعالم بأن الملايين يرفضون حكم الإخوان من خلال زيادة التوقيعات وكانت ثورة يونيو نتاج تفاعل تدريجي أخذ ينمو بغضب على الإخوان حتى وصل لما نحن فيه ايضا الجيش قبل 30 يونيو ب 10 أيام دعا لاجتماع بين الجبهة والإخوان لإيجاد حلول سياسية لكنها باءت بالفشل، ولم يكن بيننا وبين الإخوان تفاهم.