شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونائب المستشارة الألمانية وزير الاقتصاد والطاقة زيجمار جابريل أمس التوقيع على أربع عقود واتفاقيات تعاون بين مصر وألمانيا ، وذلك في ختام المنتدى الاقتصادي بمقر وزارة الاقتصاد الألمانية. وقد وقع وزير الكهرباء محمد شاكر ورئيس شركة سيمنز الألمانية على عقد لإنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء في مصر، كما تم توقيع اتفاق بين المجلس التصديري للسلع الزراعية ومعرض برلين "فروت لوجيستيكا" والذي يعقد سنويا في برلين ويعد أكبر معرض للخضر والفاكهة في العالم. ويقضي الاتفاق باختيار مصر لتكون ضيف الشرف في معرض 2016، مما له دلالة على أهمية مصر كمصدر ومورد للخضر والفاكهة ولها مكانة على خريطة التجارة الدولية ، وما سيترتب على ذلك بشكل ايجابي على حركة الصادرات المصرية من الخضر والفاكهة. كما تم التوقيع على اتفاقية بين التمثيل التجاري المصري ومؤسسة "إس . إي . إس" لكبار الخبراء المتقاعدين الألمان لتدريب الشباب المصري في مجال التدريب المهني. كما تم توقيع اتفاق للتعاون بين المجموعة المصرية لشباب الأعمال وجمعية نووفا الالمانية لرجال الأعمال لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. من جانبها أعلنت شركة سيمنس أن العقود التي وقعتها مع مصر في برلين امس تبلغ قيمتها 8 مليارات يورو وهي لبناء محطات طاقة كهربائية عالية الكفاءة تعتمد على الغاز الطبيعي إلى جانب محطات تعمل بطاقة الرياح وهو ما سيؤدي إلى تعزيز قدرات مصر لتوليد الطاقة الكهربائية بأكثر من 50 في المائة مما هي عليه حاليا. وذكرت الشركة - في بيان أصدرته في القاهرة أمس - أن المشروعات الجديدة ستضيف نحو 16٫4 جيجا وات إلى الشبكة القومية للكهرباء تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد وتلبي حجم الطلب المتزايد للمواطنين على الطاقة . يذكر أن هذه العقود قد زادت عن مذكرات التفاهم التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر مصر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ في مارس 2015. وقال جو كايسر،الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة سيمنس: "مع هذه العقود غير المسبوقة، فإن سيمنس وشركاءها يدعمان عملية التنمية الاقتصادية في مصر عبر تمكين البلاد من الاعتماد على أحدث التقنيات في مجال الغاز الطبيعي الذي يتسم بالكفاءة العالية إلى جانب تكنولوجيا الطاقة المتجددة وذلك بهدف بناء منظومة طاقة في مصر تتسم بالجدوى الاقتصادية والاعتمادية والاستدامة من أجل مستقبل البلاد". وأضاف: "يمكن للشعب المصري الاعتماد على سيمنس، كما اعتمد على الشركة قبل 150 عاما مضت، وذلك عندما بدأت سيمنس العمل في مصر لأول مرة في تاريخها، واليوم يظل هذا هو التزامنا الراسخ تجاه مصر خلال هذا التوقيع التاريخي". وأوضح أنه من خلال العمل سويا مع شركاء محليين مصريين وهما السويدي إليكتريك وشركة أوراسكوم للإنشاءات فإن سيمنس ستقوم بتسليم ثلاث محطات كهربائية تعمل بالغاز الطبيعي بنظام الدورة المركبة وفقا لنظام تسليم المفتاح حيث ستبلغ قدرة كل محطة من المحطات الثلاث نحو 4٫8 جيجا وات وبقدرة إجمالية تصل إلى 14٫4 جيجاوات. وستعتمد المحطات الثلاث، التي تقع في بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة، في تشغيلها على ثمانية من توربينات سيمنس الغازية طراز "إتش كلاس" وهي التوربينات التي تم اختيارها نظرا لقدراتها الإنتاجية العالية إلى جانب الرقم القياسي الذي حققته هذه التوربينات في الكفاءة في الطاقة. وستقوم المحطات الثلاث بإضافة الطاقة الكهربائية للشبكة القومية للكهرباء على مراحل بحيث يبلغ حجم أول قدرات كهربائية يتم إضافتها للشبكة 4٫4 جيجاوات وذلك قبل صيف 2017 على أن تتم إضافة إجمالي القدرات الكهربائية، والتي تصل إلى 14٫4 جيجاوات، خلال 38 شهرا بعد الانتهاء من التمويل واستلام الدفعات المقدمة الخاصة بهذه المشروعات.. وبعد استكمالها، فإن كل واحدة من هذه المحطات الثلاثة ستصبح الأكبر في العالم. وبالإضافة إلى ما سبق، فإن سيمنس أيضا ستقوم بتسليم نحو 12 من مزارع الرياح في مناطق خليج السويس وغرب النيل حيث ستتألف هذه المزارع من نحو 600 توربينة رياح بإجمالي قدرة كهربائية مثبتة تبلغ 2 جيجاوات.. كما ستقوم سيمنس بإنشاء مركز لتصنيع الشفرات الدوارة في منطقة العين السخنة وهو ما سيساهم في توفير التدريب وخلق فرص العمل لنحو 1000 شخص حيث من المخطط تشغيل المصنع بحلول النصف الثاني من عام 2017. جدير بالذكر أن إدارة الخدمات المالية في سيمنس وضعت هيكلية من أجل توفير حزمة تمويلية تغطي نطاق عمل سيمنس في هذه العقود بحيث تضمنت هذه الحزمة مفهوم ضمانة تم تخصيصه وفقا لاحتياجات مصر. وستقوم بنوك دولية وإقليمية بتوفير التسهيلات ضمن هذا القرض والذي تدعمه أيضا بشكل كبير وكالة ائتمان الصادرات في كل من ألمانيا والدنمارك. يذكر أن شركة سيمنس تعمل في مصر منذ عام 1859 ومنذ ذلك الحين وقد حافظت الشركة على تواجدها المتواصل في البلاد وذلك منذ افتتاح مكتبها في مصر في عام 1901.. وتتواجد تقنيات سيمنس حاليا في محطات عتاقة والنوبارية وطلخا ودمياط وسيدي كرير وغرب القاهرة وعيون موسى إلى جانب محطات الطاقة الكهربائية ميدليك والكريمات، فضلا عن أن سيمنس تعد المزود الرئيسي للتقنيات لأكبر المشروعات في مصر في قطاعات النقل والرعاية الصحية والصناعة.