فى أى مكان داخل الكرة الارضية فيما عدا مصر , تظل نجومية اللاعب مرهونة بمدى التزامه فى المستطيل الاخضر، وعندما يخرج هذا الامر من بين يديه، يصبح خارج التاريخ ويتحول لشيء من الماضى لا علاقة له بقائمة المميزين، وتنساه الجماهير ولا يتذكره احد سوى بقائمة مشاغباته ومشاكساته،التى تنقله من دائرة النور والاضواء الى عالم النسيان. وعلى مدى تاريخ نجوم كرة القدم فى مصر، تجد ان اصحاب المهارات الملتزمين هم اصحاب الصوت العالى والسيرة الطيبة،بينما العكس صحيح مع الآخرين، ولعل ما حدث مع قائد الاهلى السابق حسام غالى خير دليل على ذلك، فاشارات سقوطه كانت واضحة من زمان وليس من مباراة حرس الحدود، وبالتحديد منذ ان استقل الطائرة ليحترف فى انجلترا ضمن صفوف توتنهام وقبلها فينوورد روتردام الهولندي، ففى كل مرة كان الانفلات الاخلاقى شعاره، وهو ما حدث من قبل مع احمد حسام ميدو لاعب ومدرب الزمالك السابق الذى ضرب الرقم القياسى فى الانتقال بين الاندية وصل الى 11 ناديا، فقد قذف مدربه رونالد كويمان بالحذاء فى وجهه داخل غرفة خلع الملابس ليكتب مبكرا جدا نهاية لمشواره فى عالم الاحتراف والنجومية. ولا يختلف الحال كثيرا للاعب الزمالك السابق الموهوب شيكابالا الذى جرى تصنيفه من قبل النقاد بانه افضل موهبة شهدتها الملاعب المصرية خلال السنوات العشر الماضية، فقد خرج ايضا عن النسق وتصرف بشكل لا اخلاقى خلال فترة وجود داخل المستطيل الاخضر، ولعل موقفه الشهير مع حسن شحاتة المدير الفنى وقتها للزمالك مازال ماثلا فى الاذهان، عندما اعترض على تغييره بصورة لا تليق بلاعب بحجمه ووزنه، ليصبح اليوم مجرد ذكرى من الماضي، محاولا استجداء الانضمام لاى ناد. ومن النظرة الاولى لمشكلة غالى داخل القلعة الحمراء، فإنها ظهرت منذ ان لمست قدماه ارض النادى بعد عودته من رحلة الاحتراف الفاشلة، فعلى الرغم من انه خرج وسط جيل محترم له اخلاقياته وسلوكياته، بالاضافة الى انه تمتع بمهارة خاصة فى الاداء جعله ينضم لصفوف المنتخب الاول مبكرا، إلا ان شعوره بانه الافضل وانه قادم من كوكب آخر او بمعنى آخر من دول متقدمة كرويا جعلته يتصرف بشيء من الرعونة والعصبية وكأن احدا لا يعجبه او يقنعه سواء كان مديرا فنيا ولاعبين. دخل قائد الاهلى السابق فى صدامات لاحصر لها على مدى الموسم، وابرزها مع رمضان صبحى زميله بالفريق والتى شهدت تدخل على ماهر لإيقافه عن تعنيف زميله بشكل مبالغ فيه فى المران بملعب بتروسبورت، وجرى تغريمه 250 ألف جنيه على خلفية اشتباكه مع ماهر الذى تدخل للدفاع عن اللاعب الصاعد. كما اشتبك ايضا لفظيًا مع حسام عاشور بين شوطى مباراة السوبر أمام الزمالك وتبادل الثنائى الشتائم بعد أن رفض الأخير التزام الصمت تجاه سب غالى له ولأسرته وقام برد الصاع صاعين ليتفجر بركان الغضب من جديد.. ونفس الشيء مع سعد سمير زميله بخط الدفاع بسبب بعض الأخطاء فى التقسيمة بالتدريب ومع وليد سليمان صانع ألعاب الفريق بسبب تدخل القائد السابق العنيف على قدمه الأمر الذى تسبب فى أزمة وإثر ذلك اجتمع جاريدو المدير الفنى السابق مع الثنائى لإنهاء الخلاف بينهما. لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل جاء غالى ليشتبك مع الإسبانى جاريدو المدير الفنى السابق للأهلى عقب استبداله فى مباراة الأسيوطى هذا الموسم،. وخرج بين شوطى المباراة ليقذف الحذاء فى وجه المدرب فى أثناء وجوده فى غرفة خلع الملابس وتم تبرير الأمر أن اللاعب كان عصبيًا وأنه قذف الحذاء من الغيظ لرغبته فى استكمال المباراة وأنه لم يقصد قذفه فى وجه الخواجة الذى عنفه بعد ذلك وسخر من احترافه السابق فى أوروبا مؤكدًا له أن سلوكه غريب وعدواني. ولم يسلم وائل جمعة مدير الكرة بالنادى من عصبية اللاعب المشاكس، فقد اشتبك معه أيضًا على هامش احتفال الأهلى بحصد الكونفيدرالية بعد أن رفض غالى تعليمات مدير الكرة بحمل كأس البطولة واللف بها حول ملعب التتش بالجزيرة. ولا ينسى احد خلافاته المشتعلة مع البرتغالى مانويل جوزيه فى الولاية الثالثة والأخيرة لمدرب الأهلى عام 2012 بعد أن طلب جوزيه الاستغناء عنه لعدم تنفيذه التعليمات، وكاد غالى أن يرحل لولا استقالة المدرب البرتغالي. فقد رفض اللعب مع منتخب مصر فى بطولة كأس الأمم الآفريقية عام 2008 لانشغاله بالمفاوضات مع نادى ديربى كاونتي، وهو الأمر الذى لاقى صدى سلبياً قبل أن يعلن الجهاز الفنى لمنتخب مصر آنذاك بقيادة حسن شحاتة أن غالى لم يهرب واعتذر عن عدم خوض البطولة لعدم شعوره بالتركيز وانشغاله بوجهته القادمة.