صرحت وزارة الخارجية الفلسطينية بأن التوصل إلى المسودة الأولية للعلاقة بين دولة فلسطينوالفاتيكان خطوة تخدم مصلحة السلام والاستقرار وتعزز التعايش السلمى وبناء الجسور بين الثقافات والحضارات والديانات المختلفة. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية "معا" عن الوزارة قولها فى بيان صحفى إن هذا الإنجاز يأتى بعد سلسلة اجتماعات بين الطرفين، قادها بالنيابة عن دولة فلسطين فريق عمل من وزارة الخارجية ودائرة شئون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية.وأكدت أن هذه النتائج تأتى فى إطار التطور الطبيعى للعلاقات التاريخية بين دولة فلسطين والكرسى الرسولي، تأكيدا على مكانة فلسطين الحضارية باعتبارها أرض الرسالات السماوية ومهد سيدنا عيسى عليه السلام، ووطنا يجسد التآخى بين الأديان التى تشكل سوية النسيج الوطنى الفلسطيني.وأعلن الفاتيكان فى وقت سابق أمس الأول عن الانتهاء من المفاوضات مع مسئولين فلسطينيين بشأن اتفاقية يتم بمقتضاها الاعتراف بدولة فلسطين من الناحية الفعلية.وأشار بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى"دولة فلسطين" عندما زار الأراضى المقدسة العام الماضي، إلا أن الفاتيكان لايزال يحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية حتى الآن من الناحية الرسمية.وقال وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور أنطوان كاميليرى - فى مقابلة مع صحيفة "لو أوبزيرفاتور رومانو" - إن المعاهدة الجديدة المقرر التوقيع عليها فى المستقبل القريب، سوف تضفى الطابع الرسمى على هذا الاعتراف ".
وأضاف أن " الإشارة إلى دولة فلسطين وما ينص عليه فى الاتقاق ... تتماشى مع موقف الكرسى الرسولي" فى عام 2012، عندما رحب بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع مستوى تمثيل فلسطين إلى وضع دولة مراقب غير عضو.
ولم يعلن عن مضمون الاتفاق الجديد، ولكن كاميليرى قال إن الاتفاق أعاد التأكيد على مبادئ الحرية الدينية فى الأراضى الفلسطينية وتنظيم الضرائب والممتلكات ونطاق السلطة القضائية المتعلقة بالكنيسة الكاثوليكية المحلية.
وقال كاميليرى أيضا إن الاتفاق اشتمل على الدعوة لاتفاق سلام إسرائيلى فلسطينى شامل على أساس حل الدولتين، وأعرب عن أمله فى أن يساعد موقف الفاتيكان فى التقدم على هذه الجبهة.
وتأتى الاتفاقية التى قال الفاتيكان إنها تهدف إلى "تعزيز وضع وأنشطة الكنيسة الكاثوليكية والاعتراف بها على المستوى القضائي" قبل أيام من لقاء منتظر بين البابا فرنسيس والرئيس الفلسطينى محمود عباس، ومن المرجح أن تقوى العلاقات بين الفاتيكانوالفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردى إن البابا فرنسيس سيلتقى الرئيس الفلسطينى محمود عباس غدا.
ومن جانبها، انتقدت إسرائيل الفاتيكان أمس، وقالت إن قرار الفاتيكان بتوقيع معاهدة مع السلطة الفلسطينية، للاعتراف رسميا بفلسطين كدولة هو قرار "مخيب للآمال".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون "نشعر بخيبة أمل لقرار الفاتيكان.. ونرى أنه لن يكون مفيدا فى إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات".
وفى الوقت نفسه، رحبت حركة "فتح"، أمس، بقرار الفاتيكان بالاعتراف بدولة فلسطين، فى وقت بالغ الأهمية بالنسبة لفلسطين، وأعربت عن أملها بأن تطبق الحكومة الإيطالية قرار البرلمان الإيطالى.