اكتفي فريق الزمالك بهدف واحد فقط ليفوز به علي أفريكا سبور بطل كوت ديفوار في لقاء الذهاب بينهما في دور ال32 لدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم بدون جمهور تطبيقا لعقوبة الاتحاد الإفريقي. سجل المهاجم البنيني رزاق موتويوسي الهدف الوحيد في ألثواني الأولي من المباراة, وبالتالي بات موقف الفريق صعبا ومعلقا علي لقاء الإياب بعد أسبوعين. تفوق الفريق الايفواري فنيا وتكتيكيا علي الزمالك, وفرض أسلوبه علي الملعب معظم فترات المباراة. في حين كان الفريق الأبيض ونجومه غائبين تماما عن اللقاء وفي المقدمة شيكابالا الذي جاء أداؤه مخيبا للآمال, ولم ينجح حسن شحاتة المدير الفني في القراءة الصحيحة لمجريات الامور علي الرغم من التقدم بهدف مبكر للغاية, ولم تسعفه التغييرات في تصحيح الأوضاع. المشهد في الشوط الأول لم يكن متوقعا لأقصي الجماهير البيضاء تفاؤلا لاسيما في ألثواني الأولي, فلم يكد الحكم الكاميروني آليو يطلق صفارة البداية معلنا انطلاق هذه المواجهة القوية, ويتناقل لاعبو الزمالك الكرة لتصل إلي شيكابالا يمرر منها تمريره ساقطة خلف الدفاع الايفواري ليجدها المهاجم البنيني رزاق أمامه وبعد شد وجذب بينه وبين الحارس باتريك يضع الكرة في الشباك بعد نحو45 ثانية فقط في واحد من أسرع الأهداف في تاريخ بطولات القارة للأندية وليعيد للأذهان هدف أيمن منصور في نهائيات كأس الأمم.1994 كان من المتوقع أن يكون الهدف بمثابة الوقود الذي يشعل حماس لاعبي الزمالك ويدفعهم الي استغلال فرص ارتباك المنافس لاسيما قلبي الدفاع, ولكن حالة من الهدوء الغريب والمريب سيطرت علي الأداء وانحصرت الخطورة معظم الوقت في منتصف الملعب لاسيما في ظل التركيز علي الناحية اليمني المكونة من الثلاثي حازم امام وإبراهيم صلاح وشيكابالا, وظهر الملعب وكأنه مائل تجاه هذه الناحية بينما لم نشعر بأي خطورة علي الإطلاق من الناحية اليسري. زادت مشكلات الفريق الأبيض في هذا الشوط في ظل ابتعاد شيكابالا عن مستواه المعروف حيث لم يقدم المتوقع منه سواء في التمريرات السليمة أو المراوغة وكان نقطة ضعف واضحة في الأداء. بينما تألق الكاميروني ماندومو وملأ خط الوسط حركة ونشاطا.. ونجح في تحويل دفة الملعب بسرعة في الهجمات المرتدة, بينما اضطر رزاق إلي السقوط كثيرا للخلف لتسلم الكرة نظرا لعدم قدرة خط الوسط علي إرسال التمريرات المتقنة.. وغاب عمرو زكي عن الكادر معظم الفترات ولم يظهر سوي في الهدف المؤكد الذي أهدره في ألثواني الأخيرة من الشوط. في حين اكتفي الفريق الايفواري بمقعد المتفرج تقريبا في أول ربع ساعة حيث لم يختبر عبد الواحد السيد علي الإطلاق بشكل جاد, واضطر لاعبوه إلي الخشونة المتعمدة لإيقاف خطورة لاعبي الزمالك فينال بيليم صوماليا إنذارا, ولكن الأداء تغير نسبيا تدريجيا في ظل تراجع أداء الزمالك دون داع ويسدد كوفي رونان تسديدة قوية, ومن بعده يتصدي عبد الواحد لانفراد آخر, وتشهد الدقائق الأخيرة أكثر من ركلة ركنية خطيرة ولكن عبد الواحد الذي شارك في المباراة رقم60 إفريقيا مع الزمالك يتصدي لها بنجاح ليحافظ علي تقدم فريقه. الإثارة كانت حاضرة مع بداية الشوط الثاني أيضا ولكن هذه المرة خارج الملعب, فقد اضطر الحكم الكاميروني الي ايقاف المباراة عشر دقائق حتي يتقلص عدد الموجودين في مقاعد الاعلاميين حيث كان المتفق عليه وجود عشرة فقط, ولكنه فوجيء بزيادة العدد دون داع وبعد اخذ ورد مع الموجودين انتهت المشكلة وان كان من المتوقع تعرض الزمالك لعقوبة مالية في حالة لو ذكر الحكم والمراقب الإثيوبي ناداي ذلك في تقريره. ويبدو ان هذه المشكلة كان لها مفعول السلب علي لاعبي الزمالك فالأداء جاء باهتا كما كان في الشوط الأول, ولم يحدث أي تغيير ملموس علي الرغم من التغييرات الثلاثة التي اجراها الجهاز الفني باشراك كل من أحمد جعفر بدلا من عمرو زكي وأحمد حسن بديلا لشيكابالا وأخيرا عمر جابر مكان حازم امام, والذي جاء متأخرا للغاية في ظل الأداء المتكرر والمحفوظ لحازم والذي يبدو ان المدير الفني الإيطالي لأفريكا سبور حفظه عن ظهر قلب, فقد أغلق أمامه تماما منطقة الاختراق, وفي نفس الوقت حاول استغلال المساحة الموجودة خلفه لشهن هجمات خطيرة علي مرمي عبد الواحد. تجلي فارق اللياقة البدنية بين الفريقين في اخر ربع ساعة, وظهر جيدا أن لاعبي الزمالك وابتعادهم عن النشاط الرسمي خلال الفترة السابقة ليسوا في أفضل حالاتهم البدنية والفنية, وبالتالي باتت المهمة في أبيدجان صعبة ولكنها ليست مستحيلة بشرط علاج الجهاز الفني الأخطاء الفنية الموجودة في التشكيل وطريقة اللعب وأيضا استعادة اللاعبين الروح العالية المفقودة والتي جعلتهم في موقف لا يحسدون عليه في اللقاء المقبل.