دارت عجلة الزمن للوراء قليلا مع انطلاق صافرة النهاية فى مباراة الأهلى والنصر والذى انتهى لصالح حامل اللقب بثلاثية نظيفة وفى ظل مستوى فنى متميز.. عادت الذاكرة لمباراة الفريق مع المغرب التطوانى فى اياب دور ال 16 لدورى ابطال افريقيا والخروج المهين والمستوى المترهل للاعبين. وجرت على الفور مقارنة بين السيناريو فى الحالتين، وكان السؤال الدائر فى الحالتين، ماذا تغير.. فاللاعبون هم أنفسهم.. فهل كانت المشكلة فى المدير الفنى الاسبانى جاريدو، وتولى فتحى مبروك المسئولية؟.. وماذا عن القول المأثور بان اللاعب عندما لا يقتنع بمدربه فإنه قادر على الإطاحة به، دون التطرق الى نظرية المؤامرة وخلافه. وتشهد اوراق الماضى القريب بأن ما حدث فى القلعة الحمراء تكرر بالكربون فى أكثر من مناسبة سابقة سواء محلية او اوروبية، ففى عام 1987 كانت هناك صدمة كبيرة لكل عشاق نادى الزمالك مع أكبر فضيحة كروية كانت ولا تزال بالنسبة إلى الفريق الأبيض فى عالم مشاركاته ببطولة دورى أبطال إفريقيا عندما فوجئ الجميع بالخسارة أمام أشانتى كوتوكو الغانى بخمسة أهداف مقابل هدف فى ملعبه بكوماسى فى إياب دور الثمانية من البطولة ويودع المنافسات. ودار الحديث وقتها عن وجود «شلة معلمين» داخل الفريق ووجود أزمات ضخمة تجمع باركر الإنجليزى المدير الفنى للفريق بعدد من كبار النجوم بسبب رغبته وقتها فى تجديد دماء الفريق. والمثير أن الروايات التى أتت من كوماسى كلها من اللاعبين تحدثت عن تعرضهم ل «السحر» والذى أدى إلى ظهورهم بمستوى متواضع للغاية. وكتبت الفضيحة فى كوماسى نهاية حزينة لجيل الكبار حيث لم ينتظر عصام بهيج المدير الفنى الجديد للفريق وقتها كثيرا فور توليه المهمة وقرر أن يبدأ من حيث انتهى باركر وهو ضرب شلة المعلمين الكبار وقرر إبعاد محمد صلاح الظهير الأيمن وكابتن الفريق وزميله عادل المأمور حارس المرمى وتم الاستغناء عن خدماتهما ليعلن كل منهما الاعتزال سريعا. وتكرر نفس المشهد عام 1997 عندما كاد الجنون يصيب الجماهير الزملكاوية المتابعة لمنافسات الدورى الممتاز لموسم 1996- 1997، بعد أن انتهى الدور الأول وجولتان من الدور الثانى وكان فريقها مع مدربه الألمانى فيرنر ومساعده محمود سعد يتصدر الدورى بفارق 13 نقطة، وفجأة انقلبت الأوضاع وتراجعت النتائج وأصبح الأهلى متفوقا على الزمالك فى عدد النقاط ويتصدر القمة. وظهرت وقتها أول أنباء عن إمكانية تعرض فريق الكرة لمؤامرة داخلية يقودها بعض اللاعبين ضد الجهاز الفنى خاصة مع خسارة الزمالك المذلة فى الإسكندرية أمام الكروم بأربعة أهداف مقابل هدفين، وبعد الخسارة انتقل محمود سعد لأحد المستشفيات لتلقى العلاج من أزمة قلبية تعرض لها وصدرت قرارات مثيرة للإدارة أدت إلى إيقاف 3 لاعبين كبار هم إسماعيل يوسف كابتن الفريق واشرف قاسم وعفت نصار بداعى تراجع المستوي، والمثير أن أعضاء فى مجلس إدارة كمال درويش سربوا معلومات وقتها تفيد أن الإيقاف ليس لسوء المستوى بل لنشوب خلافات واسعة فى الفريق. وعلى الصعيد الأوروبي، كان خير مثال ما جرى مع المدير الفنى البرتغالى جوزيه مورينيو مدرب تشيلسى الانجليزى حاليا خلال فترة توليه مسئولية النادى الملكى او ريال مدريد، فعلى الرغم من كتيبة النجوم التى احتشدت فى الفريق، الا انه غادر رغم تاريخه الحافل فى عالم التدريب بخفى حنين بعد تصاعد المشاكل بينه وبين اللاعبين فى الوقت الذى حصد فيه منذ انتقاله اليه موسم 2012 /2013 ألقاب كأس ملك إسبانيا (2010-2011) والدورى (2011-2012) وكأس السوبر (2012) ولكن كانت لهم الكلمة الحاسمة والاخيرة فى عدم اكمال المشوار، وهو مارد عليه نجم الملكى سرخيو راموس بقوله ان اللاعبين ليس لهم دور فى قرار الادارة ، مشيرا الى ان عهد مورينيو انتهى وحان الوقت للانطلاق. واضاف أن المدرب كان ميالا دوما للدورى الإنجليزي، كان يتحدث بشكل جيد عن بطولة دورى يعرفها جيدا.. قراره يجب أن يحترم، ما لا شك فيه أن اللاعبين لا يكونون أبدا وراء رحيل أو قدوم المدرب. النادى هو المسئول عن ذلك، ونحن علينا التكيف مع قرارات إدارة النادي». واعترف راموس بأن هذا الموسم شهد أوقاتا صعبة بين مورينيو واللاعبين، لكنه استخلص نتيجة إيجابية من ذلك: «مثل ما تعيشه العائلات الكبرى معا فى السراء والضراء، أنا سأركز على الإيجابيات. لقد حقق مورينيو ألقابا واكتسبنا معه خبرات على المستوى الشخصي».