«الزراعة»: حملات لإزالة التعديات وتطهير المساقي والمصارف    أسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    سعر بنزين 92 اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    استشهاد 28 فلسطيني بنيران وقصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر اليوم    الأمم المتحدة: الحديث عن منطقة آمنة في جنوب غزة مهزلة    مرتجي يتقدم بأوراق ترشحه لانتخابات الأهلي: لم أبحث عن «كرسي» وهدفي خدمة الكيان    شاهد.. أجمل 5 أهداف لبيراميدز "R2" فى دورى نايل    «النقل» تناشد المواطنين مشاركتها التوعية من مخاطر السلوكيات السلبية بالقطارات    كواليس محاكمة سارة خليفة و28 متهما في قضية «المخدرات الكبرى»    أنا اللى هحلق الأول.. جريمة قتل مأساوية داخل محل حلاقة فى أكتوبر    ضبط أحد الأشخاص و3 سيدات لقيامهم بممارسة الأعمال المنافية للآداب بمقابل مالي بالإسكندرية    مهرجان الإسكندرية السينمائي يواصل ترسيخ مكانته كمنبر للإبداع    حفلة الإنس والشياطين: ورأيت كاتبًا يتسكع فى فن القصة القصيرة    «استشاري حساسية» يحذر أجهزة الجيم ملوثة 74 مرة أكتر من الحمامات    السد العالي والناس الواطية!    «نظام اللعب السبب».. رد مفاجئ من سلوت بعد غياب محمد صلاح عن التسجيل    بوستيكوجلو: لا يمكنني التحكم في رأي الجماهير بشأن المطالبة بإقالتي    مساء اليوم.. الجيزة تعلن قطع المياه 6 ساعات عن هذه المناطق (تفاصيل)    وزير قطاع الأعمال يكرم الشركات المشاركة في صيانة «كيما» للصناعات الكيماوية (صور)    محافظ الإسكندرية يعلن الانتهاء من رصف وإعادة الشيء لأصله في 16 شارعاً (صور)    جامعة قناة السويس تشارك في معرض تراثنا الدولي (صور)    «العمل» تحرر 6185 محضرًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 22 يومًا    أول تعليق من الفصائل الفلسطينية حول خطة ترامب    مخرج «استنساخ»: سامح حسين مغامر واعتبره رمزًا تأثرت به كثيرًا    أفضل الأعمال المستحبة في يوم الجمعة.. الإفتاء توضح    انتخابات مجلس النواب.. أسماء محافظات المرحلة الثانية    استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط    فوائد السمك للطفل الرضيع وشروط تقديمه    الصين تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    طارق الشناوي يشيد بفيلم «فيها إيه يعني»: مختلف وجريء.. يُبكيك ويُضحكك    مواعيد مباريات الجمعة 3 أكتوبر.. البنك الأهلي ضد المصري والدوري الإنجليزي    الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة غزل المحلة    بريطانيا..مقتل 2 وإصابة 4 في هجوم دهس وطعن خارج كنيس يهودي    إسرائيل تستهدف منظومة دفاعية لحزب الله في جنوب لبنان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 3-10-2025 في محافظة قنا    هل تتحقق توقعات ليلى عبد اللطيف بثراء 4 أبراج فى أواخر عام 2025؟    الفيضان قادم.. والحكومة تناشد الأهالي بإخلاء هذه المناطق فورا    ليلى علوي تنهار من البكاء خلال مهرجان الإسكندرية.. اعرف التفاصيل    موعد شهر رمضان 2026 .. تعرف على غرة الشهر الكريم وعدد أيام الصيام    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    «كوكا حطه في جيبه».. أحمد بلال ينتقد بيزيرا بعد مباراة القمة (فيديو)    رياض الخولي أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي: "أول مرة أحضر مهرجان .. وسعيد بتكريمي وأنا على قيد الحياة"    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    مختار نوح: يجب محاسبة محمد حسان على دعواته للجهاد في سوريا    «أفضل صفقة».. باسم مرسي يتغزل في مهاجم الزمالك    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور    أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    رابط التقييمات الأسبوعية 2025/2026 على موقع وزارة التربية والتعليم (اعرف التفاصيل)    دون إصابات.. السيطرة على حريق نشب بوحدة سكنية في حي الزهور ببورسعيد    كراكاس تتهم واشنطن بانتهاك سيادة أجوائها    حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    «هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت    أسعار الخضروات في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع اقتراب موسم حصاد القمح
أزمة السولار تعود من جديد‏!‏ المعدات الزراعية مهددة بالتوقف‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 03 - 2012

كأننا قد أصبحنا علي موعد دائم مع أزمات المواد البترولية‏,‏ فما أن تنفرج الأزمة لساعات‏,‏ أو ليوم في أفضل الحالات‏,‏ حتي تظهر أزمة جديدة‏!‏ الأزمة المستحكمة هذه المرة, حدثت في السولار, وهو عصب الحياة لسيارات نقل الركاب, والبضائع, وسيارات النقل الثقيل, وأفران الخبز, والمصانع, والقطارات, والجرارات, والمعدات الزراعية, وماكينات الري, وغيرها من المعدات التي تعتمد علي السولار, بينما يستعد المزارعون لحصاد محصول القمح خلال أسابيع قليلة.
لقد ألقت الأزمة الحالية بظلالها علي حركة المرور, بعد أن تكدست طوابير السيارات أمام المحطات, فأغلقت معظم الشوارع الرئيسية والفرعية في مناطق عديدة, وتوافدت سيارات الأجرة والنقل من محافظات مختلفة كالفيوم وبني سويف إلي محطات الوقود بالجيزة, والقاهرة لتزويد سياراتهم بالوقود, بينما لجأ البعض الآخر إلي السوق السوداء, والسماسرة علي الطرق الصحراوية والزراعية لشراء السولار بأسعار مضاعفة, الأمر الذي أدي إلي ارتفاع تعريفة نقل الركاب والبضائع, فضلا عن تأثر قطاعات أخري عديدة تعتمد علي السولار كمصدر للطاقة.. والسؤال الآن: إلي متي ستظل أزمة السولار وغيره من المواد البترولية كالبنزين والبوتاجاز مستمرة, ومتي يتم حلها بشكل جذري؟!
الأزمة.. وأسبابها
الأزمة- كما يقول الدكتور إبراهيم زهران الخبير الدولي في الطاقة- لها أسباب عديدة منها تهريب السولار إلي الداخل والخارج, وسوء التوزيع, لكن أبرزها نقص السيولة المالية اللازمة لاستيراد السولار من الخارج, فالسوق المحلية تستهلك15 مليون طن سولار, بينما لا يزيد الإنتاج علي4 ملايين طن, وقد يقول البعض إن إنتاجنا أكثر من ذلك, لكنني أقول إننا نشتري حصة الشريك الأجنبي من داخل مصر ونسدد ثمنها بالدولار, وهذا الأمر لا يمكن تسميته إلا بأنه استيراد داخلي مادمنا نشتريه بالعملة الصعبة.. وخلاصة الأمر أن إنتاجنا قليل لان معامل التكرير صارت مستهلكة وبلا صيانة منذ سنوات, كما أن المستثمرين الجادين هربوا والموجودون هم مجموعة من المغامرين, فضلا عن عدم تطوير وسائل الإنتاج بالوسائل الحديثة مثل الاستعانة بوحدات تكسير الهيدروجين.
والعجيب,أنه لا توجد لدينا رؤية ولا خطة, كما أننا لا نضع حلولا جذرية لأزمات الطاقة في مصر, والتي لا تنقطع بدءا من البنزين مرورا بالبوتاجاز, وانتهاء بالسولار الذي لا غني عنه في موسم الحصاد, ولعلكم تتعجبون أكثر من أن الأزمة تتكرر كل عام مع حلول موسم الحصاد- الذي لا يأتي فجأة- دون أن نكون جاهزين لمواجهتها وتلبية الطلب المتزايد علي السولار في مثل هذا التوقيت سنويا, حيث تعتمد الجرارات الزراعية, وماكينات حصد المحصول, وماكينات الري في تشغيلها علي السولار, ولا شك أن نقص الكميات سيوجد أزمة قد تعطل حصاد القمح, في حين أننا يجب أن نكون جاهزين بتوفير السيولة المالية اللازمة لاستيراد السولار من الخارج.
بدائل متاحة
أما استهلاك السولار فهو أمر يحتاج إلي إعادة نظر, فمن الممكن الاستغناء عنه, واستبداله بوسائل أخري, فاستخدام السولار في قطارات السكك الحديدية بالكهرباء والتي يمكن توليدها من الغاز يمكن أن يوفر نصف مليون طن سولار, كما أن زيادة الاعتماد علي النقل النهري من3% إلي5% كما كان من قبل يمكن أن يوفر5,2 مليون طن, فضلا عن إمكانية تحويل الأتوبيسات والنقل العام لاستخدام الغاز الطبيعي بدلا من السولار يمكن أن يوفر400 ألف طن, ويمكن تشغيل المصانع بالغاز الطبيعي أيضا مما يوفر مليون طن سولار, كما يمكننا تشغيل أفران الخبز التي تعمل بالسولار إلي الغاز الطبيعي, وكل هذه الحلول يمكن أن تقلل اعتمادنا علي السولار, ومن ثم لن تكون هناك أزمة كالتي تشهدها المحطات يوما بعد يوم بسبب نقص الكميات, والتهريب, وسوء التوزيع.
مطلوب تشريع جديد
والحال كذلك, فإن أزمة السولار- كما يراها الدكتور أيمن جاهين خبير اقتصاديات البترول تتركز في التعامل معها بأسلوب إطفاء الحرائق عندما تشتعل النيران, ولا نلجأ إلي الوقاية منها, وتجنب حدوثها, فضلا عن استمرار عمليات تهريب السولار إلي الخارج عبر المراكب, ومن ثم يتسرب الدعم المخصص للمواد البترولية ومن بينها السولار إلي القطاع الخاص الذي يعمل في نقل المواد البترولية من المستودعات, ثم توصيلها إلي المحطات, ومن هنا فإنني أدعو إلي أن تتولي وزارة التموين إدارة المنظومة بالكامل, بدءا من النقل والتوزيع, والاستثمار في إنشاء المحطات البترولية, حتي لا يقع هذا القطاع الحيوي تحت رحمة القطاع الخاص, كما يجب أن يصدر تشريع بذلك من البرلمان لتنظيم هذه الأمور, كما يمكن لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بالمشاركة مع مهندسي البترول في تولي مسئولية إحلال الغاز الطبيعي, وبالتالي نستطيع تقليل الاعتماد علي السولار, وتجنب أزماته.
وكغيرها من محافظات الصعيد, تكون الصورة في المنيا أفضل حالا.. فقد ذكر لنا صاحب إحدي المحطات أن طوابير السيارات تتكدس داخل المحطات, مما يسبب أزمة في المرور, لان الكميات التي تصل إليه وإلي غيره من المحطات سواء من السولار أو من البنزين80 و90 قليلة, ولا تلبي احتياجات السيارات بمختلف أنواعها, وذلك بالرغم من وجود مستودع للجمعية التعاونية للبترول بالمحافظة, ولكن يتم نقل المنتج إلي محافظتي أسيوط التي يوجد بها3 مستودعات, وسوهاج, مشيرا إلي أن أزمة المواد البترولية ومن بينها السولار تحدث باستمرار طوال أيام الأسبوع- ولا تنفرج إلا لبضع ساعات- ترجع إلي سوء الإدارة, وقلة الواردات, وتقاعس المستودعات عن تزويد المحطات بالكميات المطلوبة, فضلا عن رواج السوق السوداء التي تباع فيها صفيحة البنزين(20 لترا) بسعر50 جنيها في حين لا يتجاوز سعرها الرسمي عن18 جنيها,, كما أن أرباح السولار في السوق السوداء تتراوح بين300% و400%, وقد انعكست الأزمة علي تعريفه نقل الركاب والبضائع حيث ارتفعت بنسبة50%.
السولار وموسم الحصاد
وبشكل عام, فإن الأزمة لم تعد تقتصر علي محافظة بعينها ولا مكان بعينه, لكنها امتدت إلي مختلف المحطات في أنحاء الجمهورية, فبعضها أصبح خاليا من السولار, والبعض الآخر يحصل علي كميات قليلة لم تعد قادرة علي تلبية احتياجات سيارات نقل الركاب والنقل الثقيل, ومن ثم تنفد بعد ساعات من وصولها للمحطات.. هكذا قال لي الدكتور حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية في الاتحاد العام للغرف التجارية-, مشيرا إلي أن معظم سيارات نقل الركاب والبضائع من محافظات الفيوم وبني سويف تتوافد علي المحطات في القاهرة والجيزة لعدم وجود السولار, وقد تم الاتفاق أخيرا مع هيئة البترول علي ضخ9 آلاف طن سولار إلي محافظتي الفيوم وبني سويف, بالإضافة إلي ضخ1800 طن يوميا إلي المحطات في سوهاج, بينما تشهد محطات الوجه البحري استقرارا نسبيا في السولار.
أما أسباب الأزمة, فتتركز في النوات البحرية, والتقلبات الجوية التي أدت إلي إغلاق الموانئ لمدة4 أيام متصلة, ولم يتم فتحها إلا في3 مارس الحالي, فتأخر وصول المراكب, وقد تفاقمت الأزمة الأخيرة بسبب تأخر وصول أحد مراكب نقل السولار الواردة من الخارج والتي تحمل نحو60 ألف طن, بسبب التقلبات الجوية في البحار, مما عطل وصولها, ولمن لا يعرف, فنحن نستورد25% من احتياجاتنا من السولار من الخارج, وبالتالي فإن تأخر وصول المراكب يوجد أزمة سريعة في السوق المحلية.. ومن أسباب الأزمة أيضا الحريق الذي شب في أحد معامل تكرير البترول في السويس, والذي يوفر نحو10% من احتياجاتنا من السولار, فضلا عن سماسرة الأزمات البترولية الذين يحصلون علي كميات من السولار والبنزين المدعم, ويحملونها في جراكن لبيعها بأزيد من السعر المقرر.
وتأتي الأزمة الحالية في وقت يقترب فيه موسم حصاد القمح, الأمر الذي سيصيب الجرارات الزراعية وماكينات الري بالشلل لاعتمادها علي السولار, فضلا عن التأثير المباشر للأزمة علي سيارات نقل الركاب, والبضائع, والنقل الثقيل, فقد أدي نقص السولار إلي لجوء السائقين إلي تموين سياراتهم من السوق السوداء بأسعار مرتفعة, مما أدي علي ارتفاع تكلفة نقل الركاب والبضائع, كما أن سائقي الميكروباص قد لجأوا إلي تقسيم المسافات لتعويض ارتفاع أسعار السولار.
قلت: كيف يصل السولار إلي السوق السوداء؟
- د. حسام عرفات: هناك نفوس ضعيفة تستثمر الأزمات, حيث يجري تسريب السولار عبر سيارات النقل المزودة بفناطيس, وسيارات الكارو, وآخرون يقومون بتخزينه في براميل وجراكن, ولان عملية التداول تمر بمراحل كثيرة, بدءا من التعبئة من المستودعات, ثم النقل, ثم وصول هذه الكميات إلي المحطات, وخلال كل مرحلة من هذه المراحل قد يتلاعب السائقون, ومن ثم يتم بيع السولار في الشوارع الجانبية, والطرق السريعة الزراعية والصحراوية, وانتعشت السوق السوداء بسبب ضعف الرقابة التي تتفرج علي الأزمة, ولا تقدر علي مواجهتها, الأمر الذي يدعو إلي تكاتف وزارة التموين, ومباحث التموين, وتكثيف الحملات التفتيشية علي المحطات والأسواق لضبط المتلاعبين.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.