هل نظلم احزابنا لو قلنا إن اغلبها وجوده كعدمه حيث المواطن فى الشارع لا يعرفها ولم يسمع عنها وهل كانت مغالطة كبرى حينما أطلق على بعض هذه الاحزاب أنها ورقية وكرتونية وهل كانت علامة ايجابية حينما قفز عددها الى هذا الرقم المفزع لنتصور او نتوهم انه كلما تعاظم الرقم يعطى دلالة على نجاح التجربة الديمقراطية واثراء لها أليست هى احزاب كم دون كيف هل مقياس نجاح الحزب يكون بالصدام والتراشق والرفض لمجرد الرفض دون حجج، رأينا أن الاحزاب التى تعانى من تواضع شعبيتها وضيق مساحة قبولها هى الاحزاب التى تفتعل الازمات وتتمرد ويعلو صوتها، انهم يطالبون بسرعة اجراء الانتخابات البرلمانية وحينما تسعى الحكومة الى تحقيق مطلبهم ويعلن المهندس ابراهيم محلب انها سوف تبدأ مع بداية الشهر المعظم اذا بهم يعربون عن دهشتهم كيف يدلى الناخب بصوته ويتحمل هذا العناء وحرارة الجو وهو صائم ونراهم ايضا يتعجلون قدوم البرلمان ليمارس دوره ويؤدى مهامه فى تلك الفترة وليشارك رئيس الدولة ويخفف عنه الأعباء التى يتحملها إلا أنهم فى نفس الوقت رأيناهم يتسابقون ويتنافسون فى وضع العراقيل امام قانون الانتخابات ويتشككون فى كل تعديل اجرته اللجنة المختصة، مؤكدين انها تفتقد الخبرة السياسية وجهودها عديمة الجدوي وغير ملبية لطموحات الاحزاب بينما غاب عنهم ان اللجنة حرصت على الحيطة تجنبا لفتح الابواب امام اية طعون اخرى ألم يكن هذا وجوبيا. لكن على الجانب الآخر نجد احزابا اخرى جادة ولها ثقلها اشادت بجهود لجنة الانتخابات، مؤكدين انها اصابت فى زيادة عدد المقاعد الفردية والابقاء على القوائم الاربع ونفس هذه الاحزاب لم نجد احدا من اعضائها او قياداتها تهدد او تلوح بمقاطعته للانتخابات ولم نجد أيا منها ينسحب او يغيب عن جلسات الحوار المجتمعى فى حين نجد جبهة تقرر المقاطعة للانتخابات بمبادرة تلك الاحزاب الخمسة وربما يكون لهم كل الحق لو كانوا يتشككون فى نزاهتها مثلما حدث فى برلمان الحزب الوطنى المنحل لكنهم اجمعوا على ثقتهم المطلقة فى نزاهة الانتخابات المقبلة فهل يعطون ظهورهم لانتخابات يثقون فى نزاهتها والغريب ان الاحزاب جميعها طالبت باجراء حوار مع الحكومة وحينما يستجب محلب ويسارع اليهم ويلتقى بهم فى جلسات الحوار المجتمعى بقاعة الشورى يفاجأ بمن يقول له فى نهاية الحوار انك جئت لمجرد استكمال المشهد السياسى وحكومتك تتعامل معنا كديكور وصمت اذانها فى وجه مقترحاتنا ويصاب الرجل بخيبة امل ويرد بعنف ومعه الحق وكأنه جاء الى هذه القاعة لتحترق اعصابه ويقول اننا لا نتعامل مع الاحزاب كديكور على الاطلاق ونجد احزابا تعلن بأعلى صوت ان هناك من يسعى الى تشويهنا واضعافنا فلماذا لم نسمع نفس هذا القول من احزاب لها ثقلها وتاريخها. هل من اللائق ان نرى بعض احزابنا تتراشق بدلا من ان يجمعها هدف مشترك هل مقبول ان نجد تلك الانقسامات داخلها لنجد حزبا يمرض احد قياداته ليشيع آخر انه جرى استبعاده لمجرد طموحه فى ان يحل مكانه بعد مرضة هل مقبول ان نجد ممثل احد الاحزاب ينسحب من القاعة اثناء الحوار المجتمعى متهما رئيس اللجنة بأنه يحجب عنه الكلمة وعن عمد ثم يقول لة عند مغادرته انا مش قاعد فى بيتك هل معقول ان نجد احزابا يعلو صوت اعضائها بأن من حضر الحوار عنهم لا يمثلهم ويتبرأون منه هل اخطأت هذه المرأة حينما انسحبت هى الاخرى من البرنامج الفضائى لمجرد عدم قبولها لرأى الطرف المواجه؟ هل يمكن ان نتفاءل وتتعاظم آمالنا فى ان تأتى لنا الاحزاب ببرلمان يصل بنا الى بر الامان ويحقق للمواطن طموحاته وتطلعاته؟ لمزيد من مقالات شريف العبد