نجح د.محمد ابراهيم رشيد أستاذ جراحة العمود الفقرى بجامعة عين شمس فى ابتكار فقرة صناعية مصنعة من مادة التيتانيوم بديلة لفقرات العمود الفقرى التالفة نتيجة الكسور الشديدة وأورام الفقرات. ويقول د. رشيد سافرت الى النمسا مبعوثا من جامعة عين شمس للحصول على درجة الدكتوراه فى جراحة العمود الفقرى وللتدريب على أحدث وسائل العلاج الجراحى لكسور وإصابات الفقرات العنقية –الرقبة – تحت إشراف أحد أشهر جراحى العالم فى هذا المجال بروفيسور يورج بوهلر. وكان الغرض الرئيسى من البعثة هو نقل اخر ما توصل له العلم الحديث فى هذا الفرع الدقيق من الجراحة والذى كان يشكل رعبا لكل من المرضى و الجراحين على حد سواء وذلك لاحتواء منطقة الفقرات العنقية على العديد من اجهزة الجسم الحساسة والخطيرة الحبل الشوكى والأعصاب إلا أننى دهشت عندما وجدت أن التقنية المستخدمة لعلاج مشاكل العمود الفقرى فى الإصابة كانت تماما نفس التقنية التى تستخدم فى مصر لذا لمعت فى ذهنى فكرة ابتكار فقرة صناعية تحل محل الترقيع العظمى للعمود الفقرى تماما مثلما يحدث فى حالات تغيير مفصل الركبة. ويضيف: استغرق تصنيع الفقرة الأولى بضعة أسابيع حتى تم إنتاج النموذج الاولى وتقدمت بطلب لتسجيل براءة الاختراع فى مكتب براءات الابتكار النمساوى والأوروبي. وبعد إجراء كافة الاختبارات الميكانيكية لقوة وثبات الفقرة الصناعية البديلة فى قسم الميكانيكا بكلية الهندسة بجامعة فيينا ثم تجربتها بنجاح على إنسان بكلية الطب الشرعى بالنمسا، وحصلت على براءة الاختراع وتم تسجيله فى 45 دولة على مستوى العالم . وبسؤال د. محمد رشيد عن مميزات هذا الابتكار أجاب: العمود الفقرى كالمبنى المكون من 33 دورا ما بين كل دور وآخر الديسك أو الغضروف وهو عبارة عن مادة هلامية أو جيلاتينية وظيفتها منع احتكاك الفقرات وهى تسمح بمرور الأعصاب وتمتص الصدمات بين الفقرات وتساعد على الحركة وتمسك الفقرات بعضها ببعض، فإذا حدث وتهشمت الفقرة نتيجة كسر أو حادث أو ورم أو بعض الالتهابات كان الأطباء يقومون بترقيع عظمى من حوض المريض أو يؤخذ من عظمة القصبة ثم تركب شرائح ومسامير. أما الابتكار فيستخدم ليستبدل بالفقرة التالفة بالكامل فقرة صناعية وهو ما يوفر على المريض ألم ترقيع العظم ويوفر الوقت حيث يستطيع المريض أن يخرج من المستشفى فى نفس اليوم مع حصوله على دعامة قوية من التيتانيوم وهو معدن أخف من الذهب وأقوى 10 مرات من الصلب ولا يصدأ . وأضاف أن العملية تناسب جميع الحالات لأن لدينا تسعة مقاسات تم تسميتها بفقرات رشيد اختصارا. وأكد أن فكرة الفقرة الصناعية البديلة تتلخص فى التصنيع المسبق لمجموعة من الفقرات تناسب كافة مقاسات الفقرات الطبيعية للإنسان من مادة التيتانيوم وهو معدن خامل لا يتفاعل مع جسم الإنسان مما يمنع الجسم من رفضه كما يتميز بأنه أقل وزنا من معدن الذهب ودرجة صلابته تزيد ب10مرات عن مادة الصلب ولا يصدأ وقد تم اختباره على 18 حالة ناجحة مسجلة، كما من المقرر عرض الملف على إدارة البحوث الطبية بوزارة الصحة خلال المرحلة المقبلة لدراسة مدى فاعليته كعلاج طبى على المرضى فى مصر.