تبدأ محافظة سوهاج اليوم احتفالاتها بالعيد القومي والذي يواكب ذكري انتصار شعبها علي الجنود الفرنسيين في معركة جهينة في العاشر من أبريل 1799، حيث تصادم الضابط لاسال مع الثوار وشهدت ساحات القتال والحصون معارك طاحنة نتج عنها عدد كبير من القتلي من الجانبين، مما اضطر جنود الحملة إلي مغادرة جهينة والانسحاب من سوهاج نتيجة المقاومة العنيفة وثورة الأهالي. وذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في سرده لتاريخ الحركة القومية بمصر أن قائد الحملة الفرنسية في صعيد مصر الجنرال دافو أمر القائد موراند بمهاجمة برديس، فتجمع الأهالي والقبائل العربية وسكان القري المجاورة والتحموا في معركة شرسة مع الفرنسيين وأجبروهم علي التقهقر إلي جرجا للحفاظ علي ما يبقي من مواقع الحملة، فكانت معركة جرجا في السابع من أبريل والتي شهدت معارك طاحنة بين 3 آلاف مواطن، تجمعوا من سكان المنطقة وعرب الحجاز والمماليك، وبين القوات الفرنسية بكل عتادها وأسلحتها، فأسقطوا العديد من القتلي والمصابين بين صفوف الجنود الفرنسيين. وقال الرافعي إن ثورات هذه القري جعلت ثورة الأهالي تمتد إلي طهطا وتستولي علي الحكم القائم فيها. وأكدت دراسة في جغرافية الحضر بكلية الآداب في جامعة سوهاج، كما يقول الدكتور كريم مصلح عميد الكلية، أن مدينة سوهاج تقف علي رأس الترتيب الحجمي لمدن المحافظة منذ اكثر من 60 عاما، وأن كل من أخميم وجرجا تبادلتا المركزين الثاني والثالث لظروفهما التاريخية والجغرافية والإدارية، بينما قبعت كل من ساقلتة ودار السلام في المركزين الأخيرين بسبب موقعهما داخل السهل الشرقي لنهر النيل المحدود القيمة والأهمية. كما أكدت الدراسة انطباق قانون المدينة الاولي علي مدينة سوهاج لتفوقها في عدد السكان علي جميع مدن المحافظة وبخاصة مدينتي أخميم وطهطا وعلي مدينة جرجا العاصمة السابقة، وان البعد التاريخي يشير الي ان سوهاج عرفت كقرية تابعة للمقاطعة التاسعة من مقاطعات الوجه القبلي إبان العصر الفرعوني وكانت تسمي " برمين " والهتها مين – اله الخصب – وعاصمتها آبو – أخميم حاليا – ورمزها الريشة وحرفت في العصر العربي إلي سوهاي، ثم حرفت في تحفة الارشاد الي سوماي، ثم حرفت للمرة الثالثة في دفاتر الروزناقه عام 1231 هجرية الي سوهاج. وأضافت أن أول قرار اداري اعطاها الصفة الحضرية في العصر الحديث صدر عام 1829، حيث اختيرت قاعدة لقسم سوهاج، وفي عام 1857 تغير اسم القسم وقاعدته الي سوهاج، ثم اختيرت قاعدة لمديرية جرجا في العام التالي وتغيير اسمها الي مديرية سوهاج عام 1947 ثم إلي محافظة سوهاج اعتبارا من عام 1960. وأشارت الدراسة الي ان محافظة سوهاج لها وضع خاص بين محافظات الوجه القبلي، حيث انها المحافظة الوحيدة التي تعرضت لتغيير عاصمتها والتي يفترض أن تكون المدينة الأولي لأكثر من مرة، حيث كانت أخميم هي العاصمة الادارية للاقليم في عصر الاسرات الفرعونية وحتي العصر العثماني، كما ظلت اهم مدن الاقليم التاريخية من فجر التاريخ وحتي اليوم وفي العصر العثماني اختيرت جرجا عاصمة للاقليم وحتي عام 1859 حيث استبدلت بمدينة سوهاج . وقالت ستي جيركياتيان باحثة فنلندية في علم الانثربولوجيا – علم البشريات– بعد أن مكثت بالمحافظة لمدة شهرين "سوهاج مكان يسكن في قلبي .. أكثر ما اعجبني بها مشاهدة منظر شروق الشمس فالنيل والشمس يشكلان تركيبة فنية رائعة، كما اعجبت كثيرا بالريف السوهاجي".