أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أنه آن الأوان لأن نعمل بكل جدية وصدق على إخراج سوريا من محنتها، والسعى نحو حل سياسى حقيقى يحقق تطلعات الشعب السورى ويؤدى إلى التغيير المطلوب ويجنب هذا الشعب الشقيق فى الوقت ذاته آفة التطرف والإرهاب المنتشر . قائلا إن هذا الوضع الذى ينتج نزوحا ولجوء وتطرفا لا يمكن السكوت عليه سواء من منظور أخلاقى أو من منطلق المصالح وحسابات الأمن القومى الفردى والجماعى بالمنطقة العربية.وقال أمام المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا الذى عقد أمس فى الكويت، إنه بعد أن أصبح جليا أن الحلول العسكرية فى سوريا لن تنجح كما آمنت مصر منذ البداية، وعلى ضوء هذا التحدى فقد دعونا فى شهر يناير الماضى لاجتماع قوى المعارضة والشخصيات الوطنية السورية التى اعتمدت رؤية مشتركة للحل السياسى المطلوب فى نقاط عشر ضمن الإطار الذى ترسمه محددات وثيقة جنيف1 المعتمدة فى 30 يونيو 2012، وذلك بهدف الانتقال إلى مرحلة حكم جديدة فى سوريا تسمح بوقف القتل وحالة الاستنزاف التى يعيشها الشعب السورى، وتحافظ فى الوقت ذاته على كيان الدولة ومؤسساتها منعا للوقوع فى آتون الفوضى الكاملة.وقال شكرى: "إنه نزولا على رغبة المشاركين فى اجتماع القاهرة الأول تعتزم مصر استضافة مؤتمر أكثر اتساعا فى الربيع الحالى بمشاركة القوى الوطنية السورية يعبر من خلاله المشاركون عن رؤيتهم لما يجب أن تكون عليه سوريا المستقبل.
وقال شكرى إن دول الجوار السورى تشهد منذ انطلاق الثورة السورية فى عام 2011 وحتى الآن تدفقا كبيرا للأخوة السوريين الذين خرجوا من ديارهم ووطنهم هربا من القتل والدمار، ويشير قرارا مجلس الأمن الصادران فى 2014 الى أن مصر هى إحدى الدول الخمس الرئيسية المضيفة للاجئين السوريين جنبا إلى جنب مع لبنان، والأردن، والعراق، وتركيا، وعلى الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين مصر وسوريا فقد بلغت أعداد من جاءوا إلى مصر من السوريين بعد عام 2011 ما يزيد على 300 ألف اختار عدد يقل عن نصفهم تسجيل نفسه مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
ومن جانبه تعهد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير الكويت بتقديم 500 مليون دولار أمريكى من القطاعين الحكومى والأهلى لدعم الوضع الانسانى فى سوريا، وقال فى افتتاح المؤتمر الذى عقد أمس بمشاركة وفود من 78 دولة و 40 هيئة ومنظمة دولية إن هذه الكارثة الانسانية وعلى مدى خمس سنوات قد حولت شوارع وأحياء سوريا إلى دمار ومبانيها إلى أطلال وشعبها إلى قتيل ومشرد.
وأعرب بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن شعوره بالعار والغضب وإحباطه الكبير إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب في سوريا والتي تسببت في معاناة الشعب السوري.
وطالب فى كلمته أمام المؤتمر بمعاقبة المسئولين عن "الجرائم الكبيرة" التي ارتكبت ضد الشعب السوري، وأدت إلى تشرده في الداخل والخارج هربا من الاقتتال الدائر.
وفى الوقت نفسه، وعد الاتحاد الأوروبي أمس بمضاعفة مساعدته لسوريا في 2015 بالمقارنة مع التعهدات التي قطعها في مؤتمرالمانحين الكويت العام الماضي، لتبلغ 1٫1 مليار يورو.
كما أعلن، وزير المالية السعودي إبراهيم العساف عن دعم المملكة العربية السعودية بمبلغ 60 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سوريا بحيث يصبح إجمالي تعهدات السعودية للسوريين 150 مليون دولار، فيما أعلنت دولة الإمارات تعهدها بتقديم 100 مليون دولار لدعم السوريين.
ومن جانبها أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستقدم مساعدات جديدة لسورية بقيمة 255 مليون يورو، وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أمس على هامش المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في مدينة لوزان السويسرية .