ماذا ينقمون من الصحابة؟ لماذا يحاولون بشتى الطرق التقليل من شأنهم فى أعين عامة المسلمين؟ لماذا لا يُسَلِّمون بأن الصحابة هم صفوة الخلق بعد الرسل، وأن الله قد اختارهم لنقل صحيح الدين إلينا؟ هكذا أسأل نفسى كلما سمعت من ينتقصون من الصحابة.. ثم يغلبنى شيطانى ويغلب سوء الظن على تساؤلاتى فأتابع: هل مشكلة هؤلاء مع صحيح الدين؟.. وهل انتقاصهم من الصحابة الكرام هدفه التشكيك فى ثوابت الدين التى وصلت إلينا عن طريقهم؟.. ألا يفعل الرافضة ذلك؟.. ألم يصل بهم الأمر إلى تكفير الصحابة -رضوان الله عليهم- لا لشئ إلا لتغيير ثوابت الدين لتناسب أفكارهم الخبيثة؟ ثم يتمادى شيطانى فى بث سوء الظن إلى نفسى، فأتساءل: أرافضة هم؟!! كنت أظن أن الرافضة فقط هم من يسبون الصحابة، وما كنت أظن أن هناك مسلم سنِّى يجرؤ على لمزهم والانتقاص منهم، حتى فوجئت فى بداية حياتى الصحفية بمقال كتبه إبراهيم عيسى فى جريدة الدستور بتاريخ 11/10/2006 اتهم فيه الصحابى الجليل "المغيرة بن شعبة" بالزنا، وفى نفس المقال اتهم الفاروق عمر –من طرف خفى- بالتدليس والعمل على تخليص المغيرة من هذه التهمة وعدم إقامة حد الزنا عليه. وتابعت الطعن الدائم له فى الصحابى الجليل أبى هريرة –رضى الله عنه- والطعن فى أبى هريرة لا هدف له إلا الطعن فى الأحاديث التى رواها، تمهيدا للقول إنها لم ترد عن الرسول وإن أبا هريرة دسَّها كذباً على السنة النبوية. وتفنن إبراهيم عيسى –وأتباعه أعضاء مدرسة سب الصحابة- فى أساليب الانتقاص من الصحابة مثل القول إن سبب نزول آيات الحجاب هو التحرش الجنسي الذى كان يحدث فى المدينة فى عهد النبى، واتهامه لعمر بالتحرش بأم المؤمنين "سودة بنت زمعة"، والقول إن الصحابة ضربوا بعضهم بالنعال تنازعاً على السلطة، والتشكيك فى كل الروايات التى تثبت عدل الصحابة، ووصل به الأمر للتشكيك فى عدالة عمر والسخرية ممن يقولون بعدله، والاعتماد على روايات ومصادر تؤكد جهل من يستعين بها، مثل اعتماده على كتاب "الأغانى" فى رواية ضرب الصحابة بعضهم بالنعال. لكل ما سبق فأنا لم أتعجب عندما سمعت إبراهيم عيسى يجاهد لإثبات أن حركة داعش التكفيرية حرقت "معاذ الكساسبة" بأدلة دينية صحيحة، وأن أبا بكر رضى الله عنه قد حرق بالنار "فى واقعة الفجاءة السلمى" –ووالله إنه لكذب وافتراء- ولم أتفاجأ عندما لمز عثمان وتطاول على زوجته فى افتتاحية جريدته الجديدة، فقال فى عنوانها الرئيسى: "لماذا رقصت زوجة عثمان بن عفان فرحاً بقتل ابن أبي بكر محروقاً في جيفة حمار؟".. أقول إننى لم أتفاجأ ولم أتعجب، ولكنى أدركت أنها بداية فتنة جديدة، وهى فتنة والله إنى لأراها رأْى العين، فما يقوله هؤلاء يشعل صدر كل مسلم معتدل غضباً، فما بالك بالتكفيريين الذين يُكَفِّرون بالمعصية، ولذلك فإنى أسأل: ماذا ينتظر المسئولون لكى يتم التعامل مع هؤلاء الأشخاص وقنواتهم وجرائدهم كما تعاملوا مع قنوات الفتن.. وهم لا يقلون عنهم فتنة وشراً؟! وهل سننتظر حتى تنفجر الأوضاع وتعم الفتنة البلاد ولا نجد أمامنا إلا الندم؟ لماذا لا تُعلن حرية التعبير عن الرأى إلا فيما يخص الهجوم على الدين وثوابته، والانتقاص من الصحابة والأئمة الأعلام؟ ولو نُعت أحد المسئولين بما يقوله هؤلاء بحق الصحابة والأئمة.. فهل سنصمت ونقول إنها حرية تعبير؟ إنها فتنة... لعن الله من أيقظها.