استمرت أمس موجة الامتعاض الدولية من فوز بنيامين نيتانياهو بالانتخابات العامة الإسرائيلية، وظهر ذلك واضحا من خلال البيانات والتصريحات الصادرة من دول ومنظمات مختلفة لليوم الثانى على التوالى بعد إعلان نتائج الانتخابات، بما فى ذلك حليفة إسرائيل التقليدية، الولاياتالمتحدة. ففى نيويورك، أعلنت الأممالمتحدة أن إسرائيل بحاجة للتقيد بعملية السلام فى الشرق الأوسط لكى تبقى دولة ديمقراطية - بحسب تعبيرها - وذلك ردا على تخلى نيتانياهو منذ الأيام التى سبقت الانتخابات عن تعهده بالتفاوض على إقامة دولة فلسطينية. وقال فرحان حق المتحدث باسم الأممالمتحدة إن بان كى مون الأمين العام للمنظمة الدولية يعتقد بأن عملية السلام بما فى ذلك نهاية البناء الاستيطانى غير القانونى هى «السبيل الأفضل والوحيد للسير قدما حتى تبقى إسرائيل دولة ديمقراطية»، بحسب تعبيره. وقال أيضا إن الأمين العام رحب بنتائج الانتخابات الإسرائيلية ويأمل من الحكومة الجديدة أن توجد الظروف المناسبة للتفاوض على اتفاق سلام نهائى - بمشاركة نشطة من المجتمع الدولى - ينهى الاحتلال الاسرائيلى ويحقق إقامة دولة فلسطينية تتوفر لها مقومات الحياة وتعيش فى سلام وأمن إلى جانب إسرائيل». وفى واشنطن، وبخ البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلى لتخليه عن التزامه بالتفاوض على إقامة دولة فلسطينية وبسبب ما وصفه بأنها تصريحات «مثيرة للانقسام» أثناء الحملة الانتخابية بخصوص الناخبين من فلسطينيى 48 بإسرائيل. وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما هنأت نيتانياهو على فوز حزبه الحاسم فى انتخابات الثلاثاء الماضي، فإن البيت الأبيض أشار إلى أن خلافاته العميقة وعلاقته الشائكة مع نيتانياهو ستستمر بشأن قضايا تتراوح من صنع السلام فى الشرق الأوسط إلى الدبلوماسية بشأن إيران. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست التزام أوباما بحل الدولتين لإنهاء الصراع فى الشرق الأوسط، وقال إنه بناء على تصريحات نيتانياهو «ستقيم الولاياتالمتحدة نهجها إزاء هذا الوضع للمضى قدما». فى الوقت نفسه، شدد معظم القادة الأوروبيين على ضرورة استئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعطلة منذ حوالى سنة، لكن دون إخفاء شكوكهم حيال هذا الأمر. ورحب الاتحاد الأوروبى بفوز رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدا فى الوقت نفسه ضرورة «استئناف عملية السلام». وفيما يبدو تراجعا عن تصريحاته السابقة، نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو أمس أنه تخلى عن التزامه بقيام دولة فلسطينية، إلا أنه قال أن الأوضاع السياسية الحالية جعلت الاحتمال أكثر بعدا. وذكر في مقابلة مع محطة «إم.اس.ان.بي.سي التليفزيونية «لا أريد حلا على اساس قيام دولة واحدة.. اريد حلا سلميا دائما على اساس قيام دولتين.. لكن لتحقيق ذلك يجب أن تتغير الظروف».