«سارة جاية امتى، سارة احط تاكلي، سارة اعمليلي اكونت على الفيس، سارة يعني ايه «لايك»، سارة اسراء مش عايزة تاكل قوليلها تاكل»..»سارة روقي اوضتك» سارة قومي قعدي معايا كفايا نوم؟ سارة انتي مش بتحكيلي اسرارك ليه... كثير من السارات اعتدت سماعها مع ست الكل وأنا مازلت في رحابها ببيت العز يا بيتنا، كنت أضيق احيانا من زنها ليلا وصباحا، ووسط النهار أثناء عملي، تليفوناتها طوال اليوم تقتحم ساعاتي النهارية لتطمئن عليّ وحتى عودتي إليها آخر اليوم.. خرسي البيتوتي معها كان أشد ما يخنقها مني، وياويلي ويا ليلة كورهات يوم ماتسمعني «برغي» مع إحدى صديقاتي المقربين لساعات، فتعاتبني باستحياء «طب منا عايزة شوية من دول»، كنت أنا وأختي نتركها طوال اليوم ونعود إليها بعد تعب اليوم لا نبدأ حوارنا بإزيك وعاملة إيه وأخبارك إيه انهاردة، إنما كانت الجملة السائدة المبهجة «جعانة اوي ياماما عاملة أكل ايه»، ووقتما يأتي وقت السمر والقاعدة تحلو بجلستنا الرباعية في حضور بابا، نفرض عليها ذوقنا في الريموت كنترول، والقائد دوما هو أبي، وحكم قرقوش ينزل ممنوع سياسة ممنوع توك شو ممنوع ريهام سعيد، مسموح فقط بالهلس والكوميديا.. فترضى، وحتى من غير والدي أنا وأختي نمارس دور الديكتاتورية نفسه ونفرضا الحسار نفسه في أن نشاهدا ما نريداه، لا ما هي تريده، فتضطر إما للجوء السياسي لحجرتها تشاهد ما تريد، أو أن تخضع لرغباتنا كي لا تفقد جلستها معنا، وأول ما يهل هلال أول إعلان، بنفس فرحة الأطفال البريئة «هاتوا الرموت بقى أحول لحد ما الإعلانات تخلص».. أمي ياست الكل وحشني زنك.. بعدما تركت بيت العيلة لبيت زوجي، أصبحت افقتد زنها الودود كل ساعة، افتقد وقفتها في المطبخ وسؤالها «احطلك تاكلي» ومكالمتها اليومية أصبحت لا تكفيني ولاتشبع وحشتي لها، ويوم الخميس من كل اسبوع يوم وجودي في حضرتها هو عيد لي، وفي عيدها اهمس لها سرا «أمي خدي الريموت كنترول واتفرجي على اللي نفسك فيه واحنا معاكي وماتحرمناش من زنك ابدا»..