كشفت حلقة عمل «التغيرات المناخية والأمن الغذائى» التى اختتمت بالأقصر كمسرح لفاعلياتها، وقرية النجوع بمدينة إسنا كموقع لجولاتها الميدانية..عن الكثير من الحقائق المهمة التى يأتى على قمتها درجة الوعى التى أصبح عليها الفلاح فى قلب جنوب الصعيد بالتغيرات المناخية، وآثارها على المحاصيل الزراعية، ومن ذلك انخفاض الإنتاج .ومن هنا تأتي أهمية «المرشد المناخى». الحلقة أقامها «مشروع بناء مرونة نظم الأمن الغذائى بصعيد مصر»، وذلك بالتعاون بين الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة، وصندوق الأقلمة المناخية، وبرنامج الأغذية العالمى بالأمم المتحدة.وفى محاضرته، قال الدكتور السيد خليفة المشرف العام على المشروع ورئيس الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة بوزارة الزراعة إن المؤشرات تتنبأ بأن التغيرات المناخية سيكون لها تأثيرات على الإنتاج الزراعى، ومن ثم الأمن الغذائى المصرى، ففى حالة ارتفاع درجة الحرارة درجتين ستقل إنتاجية القمح بنسبة 14% ، والذرة الشامية 19%، والشعير 20%، كما ستزيد احتياجات مصر لمياه الرى بنسبة ما بين 6 و 16%.كما سيترتب على ذلك نقص المنتجات الزراعية، وتهديد الأمن الغذائى، علما بأن المشروع الذى ينفذ فى 14 قرية من القرى الأكثر احتياجا يهدف إلى تحسين القدرة على التكيف فى جنوب الصعيد فى مواجهة الانخفاض المتوقع فى الإنتاج المتوقع للإنتاج الغذائى الناجم عن تغير المناخ، وبناء القدرات المؤسسية، وهو يقدم آليات محددة ومتكاملة للحد من أثر التقلبات المناخية على الإنتاج الزراعى والوضع الغذائى، والتنسيق والمشاركة مع جميع الجهات المعنية لتوحيد السياسات للتصدى للظاهرة. وعن رأيه فى كيفية المواءمة مع التغيرات المناخية، قال العالم المصرى الدكتور هانى الكاتب الأستاذ بجامعة ميونيخ ومستشار رئيس الجمهورية: لدى مصر الموارد المتاحة الكافية للتنمية الحقيقية، وكثير منها لم يستغل أو يستثمر الاستثمار الأمثل خاصة الموارد البشرية العظيمة التى يجب أن تستثمر بزيادة الوعى والتعليم، وأن يكون لمصر رؤية على المدى الطويل تعتمد على البحث العلمى فى التنمية الزراعية، وتطوير طرق ونظم الزراعة بإدخال نظم عالية الإتزان من ناحية المقاومة والمرونة، وكذلك من تعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية خاصة فى مجال تحلية مياه البحار. وعن المساحات الزراعية التى يمكن وقف هدرها فى الحيازات المجمعة قال الدكتور أشرف الغنام الأستاذ بمركز البحوث الزراعية إن مساحات مصر الزراعية تبلغ 6.8 مليون فدان، وبتطبيق الحيازات المجمعة عليها زادت الزراعة 923 ألف فدان وبنسبة 12%، مشيرا إلى أن تجربة المشروع باقتناع الفلاحين مبشرة، وأن الاعتماد على الزراعة بنظام المصاطب يعظم الإنتاجية، ويوفر من مياه الرى بنسبة 32%، وكذلك توفير 25%من الأسمدة، وتوفير50% من كمية التقاوى. عن تفاصيل المشروع، قال الدكتور عثمان الشيخ مدير المشروع: المشروع ينفذ من خلال صندوق الأقلمة المناخية معتمداً على الحشد المجتمعى، ورفع وعى الفئات المستهدفة، لذا قام بتعريف الفلاحين بمفهوم التغيرات المناخية، وتأثيراتها المستقبلية على المحاصيل الزراعية، وكذلك توعيتهم بنوعية التقاوى المحسنة المقاومة للحرارة، والتغيرات المناخية التى تعطى أعلى انتاجية، وأيضاً أهمية الحيازات المجمعة فى وقف الهدر، واستحداث المرشد الزراعى المناخى، الذى يقوم بالإنذار المبكر بالأخطار الناجمة عن التغيرات المناخية، وتوعية وإرشاد الفلاحين بمواعيد الزراعة، وطرق رش البذور فى التربة، والتقاوى المناسبة للتغيرات المناخية. وبالانتقال لأرض التطبيق بقرية النجوع مركز إسنا يقول العمدة عبد العال أبو الحسن وأحمد الحنيطى وحسن رمضان: إن المساحات التى تمت زراعتها تبلغ 22 فدانا ذرة رفيعة و39 فدانا من القمح، وقد ارتفع إنتاج فدان القمح من 10 أرادب إلى 24 أردبا، والذرة الرفيعة من 12 إلى 25 أردبا، بفضل الإرشادات، بالإضافة إلى الاستفادة من المخلفات الزراعية. ولمشاركة جمعية تنمية المرأة الريفية بالقرية دور فى النجاح تقول عنه كريمة حلبى نائب رئيس مجلس الإدارة ورشا خميس وآسيا أبو دوح العضوات: شكلت الجمعية لجنة لدعم المشروع، وتذليل الصعوبات التى تقابل تنفيذه، وقد طرقنا أبواب المنازل لشرح مميزاته لإقناع ربات البيوت والرجال والشباب بأهميته، وقدم الشباب أفكارا إبداعية غير تقليدية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية فى ريف صعيد مصر.