تحرك محموم تشهده أروقة صنع القرار الايطالي حاليا، للترتيب لتدخل دولي منسق في ليبيا من أجل السيطرة علي الأوضاع المتردية. يأتي ذلك وسط ردود فعل واسعة أثارها الشريط المصور لتنظيم داعش الإرهابي، الذي يظهر عملية الإعدام الوحشية ل21 مواطنا مصريا، خاصة وأن الشريط تضمن تهديدا صريحا لروما وسائر أوروبا. وقبل مرور ساعات علي التحرك العسكري المصري ضد أوكار الإرهاب في ليبيا، أكد وزير الداخلية الايطالي أنجيلينو ألفانو- في تصريحات لصحيفة لاربوبليكا الايطالية صباح أمس - أنه لا يجب إضاعة دقيقة واحدة إزاء الوضع في ليبيا، محذرا من أن الارهابيين صاروا علي أعتاب ايطاليا. وطالب بسرعة التدخل في ليبيا ضمن مهمة للأمم المتحدة. ودعا المجتمع الدولي إلي تفهم ضرورة ذلك من أجل مستقبل الغرب. وقال إن القضية الليبية هي قضية استراتيجية بالنسبة لمستقبل الغرب. وأوضح أن تقدم دولة داعش في ليبيا يزيد من كافة المخاطر المحتملة. وأضاف أن المشكلة لم تعد حول مهمتي »ترايتون« أو »ماري نوسترم« (اللتين تتعلقان بضبط سواحل الاتحاد الأوروبي الجنوبية إزاء الهجرة غير الشرعية)، وإنما أصبح الخيار القوي للسياسة الخارجية يتطلب من المجتمع الدولي والأممالمتحدة وضع ليبيا كأولوية مطلقة. وشدد علي ضرورة التحرك الفوري، وأن يكون التحرك في إطار الأممالمتحدة. أما وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتي فقد أعلنت- قبل ساعات قليلة من بث الشريط المصور- استعداد بلادها لقيادة تحالف دولي بمشاركة دول أوروبية ومن شمال إفريقيا لوقف تقدم داعش، بعد أن صار التنظيم الإرهابي علي بعد 350 كيلومترا من السواحل الايطالية.