35 عاما قضاها أهل الصعيد وطلاب كلية طب الأزهر بأسيوط وهم يحلمون بإنشاء مستشفي جامعي يخدمهم في التخصصات المختلفة بدلا من تحمل مشقة السفر للعلاج بالقاهرة, كما كانت كل التوقعات أيضا بأن يتمكن المستشفي الجديد من توفير فرص التدريب والتعليم لشباب الأطباء من طلبة فرع طب الأزهر بأسيوط, إلا أن هذه الأحلام كلها ذهبت أدراج الرياح بعد أن تم التعاقد علي إنشاء المستشفي الموعود منذ15 عاما, كما تم اعتماد نحو25 مليون جنيه لتنفيذه إلا أن الشركة المنفذة للمشروع لم تنفذ وعودها وتستمر دوخة أبناء أسيوط وطلابها في التردد علي القاهرة طلبا للعلاج وللدراسة معا, برغم افتتاح فرع جامعة الأزهر بأسيوط منذ ما يزيد علي35 عاما!! وكان المشروع قد بدأ يدخل حيز التنفيذ عام1997 عندما أسند مشروع انشاء مستشفي تعليمي يخدم طلبة طب الأزهر لإحدي شركات المقاولات, علي أن يستغرق انشاؤه ثلاث سنوات بميزانية قدرها67 مليون جنيه تسدد علي مراحل تنتهي بانتهاء مدة العقد, وهي الثلاث سنوات, ونظرا لعدم توفير الدولة لهذا المبلغ في الوقت المحدد وقيامها بتدبير مبلغ5 ملايين جنيه فقط, فقد أدي ذلك الي تعثر المشروع, ثم تم تجديد العقد وقامت الجامعة بزيادة المبالغ المالية المعتمدة طوال الأعوام التالية للتعاقد بعد عام2000 وحتي عام2008, ليصبح اجمالي ما تم توفيره47 مليونا, ثم قامت الجامعة بإعطاء الشركة دفعة مقدمة قدرها10 ملايين, في الوقت الذي لم تف الشركة بأي شيء, ومع ذلك طلبت الشركة زيادة الأسعار بعد التعاقد وقامت الجامعة بمنحها15% علاوة للأسعار لحين تحليل الأسعار أي تحديد السعر المناسب من قبل الوزارة!! ويصرخ أعضاء هيئة التدريس متسائلين كيف تقدم الجامعة كل هذه الاعتمادات بينما الشركة لم تف بأي منها واهدرت بذلك25 مليون جنيه من مخصص اعتمادات المستشفي, وكان يمكن توجيهها لأي غرض آخر, ويتساءل أعضاء هيئة التدريس من يحمي تلك الشركة التي ضيعت علي جامعة الأزهر كل هذا ولم توقع عليها أي عقوبة حتي الآن!! ويضيف مهندس محمد عبدالحميد مدير منطقة أسيوط, انه في2006/12/25 تم عمل محضر اجتماع موقع بين رئيس الجامعة ورئيس مجلس إدارة الشركة لتسليم الموقع العام في2007/6/30, وكان ذلك بمثابة عقد ولكن كعادة الشركة لم تلتزم بذلك, ويتساءل عبدالحميد بأي منطق تكافأ الشركة علي تقصيرها بمنحها علاوة15% زيادة في الأسعار. ويري د. عصام الدين مدير المستشفي أن هناك مسئولية مشتركة بين إدارة الجامعة ممثلة في رئيسها وكذلك المكتب الهندسي وأخيرا الشركة المنفذة للمشروع والتي لا تلتزم بأي اتفاقات, لان هناك أمرا في غاية الخطورة وهو أن الشركة في كل مرة تخل بالشروط لم توقع عليها عقوبة واحدة ولك أن تتخيل أن هناك6 مبان منتهية ومتوقفة علي التشطيب والتجهيز, وتترك هكذا في الوقت الذي يعاني فيه المرضي الأمرين ويتكبدون مشاق السفر الي هنا وهناك, وكذلك ما يلاقيه طلبة الطب من صعوبات تحول دون تدريبهم وتأهيلهم بشكل علمي سليم بسبب عدم وجود مكان يتدربون فيه, مما يعد تدميرا لجيل كامل من الأطباء, وفي النهاية ألا يعتبر هذا إهدارا للمال العام في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة لكل مليم؟ ولقد قام طلاب كلية طب الأزهر بالاعتصام أمام مبني المحافظة لعدة أيام حتي تتم الاستجابة لمطلبهم.. وكذلك قاموا بالاعتصام أمام مكتب رئيس الجامعة لعدة أسابيع وتم فض الاعتصام بوعد من رئيس الجامعة بتسخير كل الامكانات اللازمة لإنجاز هذا المستشفي ولكن الي الآن لم يتم شيء.