تصدرت قضايا المنطقة والحرب على الإرهاب والعلاقات الثنائية مباحثات وزير الخارجية سامح شكرى على هامش اجتماعات مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية أمس حيث التقى بنظرائه وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدة جون كيرى وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير وفيدريكا موجيرينى الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي. وبدأ وزير الخارجية لقاءاته بجلسة مباحثات عقدها مع نظيره الأمريكى كيرى بحث خلالها الوزيران العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها فى المجالات المختلفة والتحضيرات الجارية لتنظيم المؤتمر الاقتصادى الخاص بالاستثمار فى مصر والذى تستضيفه شرم الشيخ فى الفترة ما بين 13 و15من مارس المقبل والأهمية التى توليها مصر لإنجاح هذا المؤتمر، كما تناولا العديد من الملفات الإقليمية والدولية التى تهم البلدين وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب. وذكر السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية أن شكرى أكد خلال اللقاء مواقف مصر الثابتة تجاه عدد من قضايا المنطقة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمتان الليبية والسورية والأوضاع فى اليمن والعراق، مشيرا إلى السعى المصرى الجاد والدءوب لاستعادة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط. وأوضح شكرى لنظيره الأمريكى أن موقف مصر ثابت فى محاربة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذى يستهدف الشباب حول العالم، وذلك من خلال الدور الذى ما زال يقوم به الأزهر الشريف صاحب الفكر المعتدل والذى حمل لواء الإسلام الوسطى على مر القرون الماضية. وفى غضون ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن شكرى أثار مع كيرى خلال اللقاء ذاته مسألة استقبال الجانب الأمريكى لوفد من جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الأمر الذى لا يتفق مع الموقف الأمريكى فى إطار الحرب على الإرهاب، كما سلم شكرى للأخير اسطوانة مدمجة "سى دى " لمواد فيلمية تؤكد تحريض الجماعة الإرهابية على العنف، فضلا عن بيانات أصدرها الإخوان باللغة العربية وتحض على العنف والإرهاب، مقارنة بأخرى أصدرتها باللغة الإنجليزية والتى تعزى فيها الجماعة الإرهابية نفسها أسر الضحايا وتنبذ العنف. من جانب آخر، بحث شكرى وموجيرينى العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبى وسبل تعزيزها وتطويرها فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، كما ناقش الجانبان دفع عجلة الاقتصاد وزيادة عدد فرص العمل المتاحة للشباب فى مصر. وفى لقائه مع نظيره الألماني، بحث شكرى العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، وأشار خلال اللقاء إلى الجهود التى تبذلها مصر لاستكمال بناء المؤسسات المنتخبة للدولة، مؤكدا أن مصر تنظر فى هذا الإطار بأهمية بالغة لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، ودعا الجانب الألمانى إلى المشاركة الفعالة فيه. وقال شكرى ردا على سؤال من صحفى تركى حول شرعية النظام الحالى فى مصر ، والذى طرحه خلال مؤتمر صحفى عقده الوزير شكرى فى ميونيخ أمس، "إن السؤال بهذه الكيفية يحمل سوء فهم وعدم إدراك لمفهوم الشرعية، نظرا لأن الشرعية ما هى إلا إرادة الشعب. وأضاف شكرى أن الوضع الذى كان قائما أجبر المجتمع الدولى على الاعتراف بمساوئ وخطورة أيديولوجية النظام الحاكم فى مصر آنذاك ، تلك الأيديولوجية التى ظهرت لأول مرة فى عام 1928 مع نشأة جماعة الإخوان، ثم توسعت وانتشرت خلال فترتى الستينيات والثمانينيات، حيث شكلت الأساس الفكرى لتنظيم القاعدة، وبالتالى فإن شرعية جديدة قد نشأت عندما خرج حوالي25 مليون نسمة أو أكثر فى ثورة30 يونيو لتغيير النظام وهو الأمر الذى كان له صداه فى المنطقة.
و"الرباعية" تدعو لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ميونيخ - وكالات الأنباء حث الوسطاء فى اللجنة الرباعية للسلام فى الشرق الأوسط على استئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين فى أسرع وقت ممكن. وأبدت اللجنة بعد لقاء فى ميونيخ أمس قلقها إزاء بطء وتيرة إعادة إعمار غزة. وقالت اللجنة الرباعية فى بيان مشترك بعد اجتماعها فى ألمانيا على هامش مؤتمر ميونيخ الأمنى : "أكدت اللجنة أهمية أن يستأنف الجانبان المفاوضات بأسرع وقت ممكن" وكرر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ومسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ويان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة احترام المحادثات لطموحات الفلسطينيين بإقامة دولة ومخاوف إسرائيل الأمنية. وقال الدبلوماسيون "تشعر اللجنة الرباعية بقلق بالغ إزاء الوضع الصعب فى غزة حيث هناك حاجة لاسراع وتيرة إعادة الإعمار للتعامل مع الحاجات الضرورية للشعب الفلسطينى وضمان الاستقرار". وقالت موجيرينى إن اللجنة الرباعية "تحضر" لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين دون تحديد موعد لذلك. وردا على سؤال حول معرفة ما إذا يمكن استئناف المفاوضات قبل الانتخابات التشريعية فى إسرائيل المقررة فى 17مارس المقبل لزمت موجيرينى الصمت واكتفت بالابتسام. من جانب آخر، أدان القادة الغربيون بالإجماع خلال مؤتمر ميونيخ دعم روسيا للانفصاليين فى أوكرانيا والذى تنفيه موسكو، ولكنهم اختلفوا حول مسألة تزويد الجيش الأوكرانى بالأسلحة، فى ظل تمسك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بموقفها الرافض لتسليح القوات الأوكرانية، مؤكدة أن المزيد من الأسلحة لن يؤدى إلى التقدم الذى تحتاجه أوكرانيا. وفى سياق متصل، بحث قادة ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا أمس مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال مؤتمر هاتفى رباعى ما وصف بمحاولات اللحظة الأخيرة لانتزاع اتفاق للسلام لحل الأزمة فى شرق أوكرانيا. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند قد اعترفا عقب عودتهما من موسكو، حيث أجريا مفاوضات استمرت خمس ساعات، بأنهما ليسا واثقين من نجاح مبادرتهما للسلام، لكنهما أكدا على أن التوصل لاتفاق للسلام بمثابة "الفرصة الأخيرة" لوقف الصراع فى أوكرانيا. وفى الوقت نفسه، التقى وزير الخارجية الأمريكى للمرة الثانية مع نظيره الإيرانى محمد جواد ظريف على هامش المؤتمر لبحث الملف النووى الإيراني. وصرح ظريف بأن أى تأجيل للمفاوضات للتوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووى الإيرانى ليس فى مصلحة أحد.