ألا ما أحوجنا فى هذه اللحظة للقراءة عن صحيح ديننا الإسلامى.. وعبقرية الإيناع الحضارى الذى قدمه هذا الدين الجليل للبشرية كلها.. خاصة والإسلام يتعرض الآن لهجمة شرسة فى الغرب- وللأسف- فى الداخل الإسلامى أيضا، على أيد فئة ضالة، أعطت لنفسها زورا وبهتانا حق احتكار تفسيره.. بعيدا عن سماحته ووسطيته ورشاده. وبهذه المناسبة، يقدم الأهرام فى جناحه بالمعرض كتاب "العارف بالله الإمام الأكبر عبد الحليم محمود..قراءة فى المشروع ".. للكاتب الزميل الدكتور أحمد الحسينى هاشم ، وتقديم الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق . والكتاب يقع فى أربعة فصول، تناولت حياة الشيخ الجليل، وآراءه فى كل ما يتعلق بأمور الشريعة الإسلامية . وفى الفصل الرابع ملحق مصور لأنشطته وجلساته مع محبيه ومريديه ، وجولاته الخارجية ، ولقاءاته مع ملوك ورؤساء العالم العربى والإسلامى والغربى . ثم يتعرض الكتاب لموقف الإمام الأكبر عندما صدر القرار الجمهورى 1098 / 1974 بتنظيم شئون الأزهر وتحديد مسئولياته، وأن يكون تابعا لوزير شئون الأزهر ، مما أفقد الأزهر استقلاله ، فكان رد فعل الشيخ عبد الحليم محمود أن قام بتقديم استقالته فى 1 أغسطس احتجاجا على القرار ، ولم يعد الى منصبه إلا بعد إلغاء القرار وصدور اللائحة التنفيذية التى تخول للأزهر تولى شئونه كافة. . وسعى الشيخ الجليل إلى إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء من الأكفاء، ومن حسنى السمعة والعدول . ومن أهم إنجازات الإمام الجليل إحياء سنة رسولنا الكريم ، وإنهاء دور الكلام فى مفهوم السلفية.. وجعلها سلوكا عمليا لمن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا ، ونشر المعاهد الأزهرية فى محاولة لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية، كما قنن الشريعة تيسيرا للقضاة إذا أحبوا الاطلاع عليها والاحتكام إليها. وفى عهده صار للأزهر الشريف رسميا مصحف؛ هو العمده فى الاعتماد على التعرف على الرسم العثمانى، والوقف والإملاء، الخاصين بالمصحف الشريف . فى الخامس من يناير عام 1978 أصدر الإمام الأكبر عبد الحليم محمود قراره بتشكيل لجنة من مجمع البحوث الإسلامية لوضع الدستور الإسلامى، تنفيذا لقرارات وتوصيات المؤتمر الثانى للمجمع ، فتشكلت اللجنة، وأعدت مشروع الدستور على المبادىء المتفق عليها بين المذاهب الإسلامية ، وتضمن هذا المشروع تسعة أبواب؛ تحتوى على ثلاث وتسعين مادة.. إلا أن هذا المشروع القيم- الذى هدف إلى إحياء شريعة الله وسنة رسوله الكريم- لم ير النور . رحل الإمام الجليل عن دنيانا يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 1978 بعد أن توضّأ وصلى ركعتين قبل دخوله غرفة العمليات لإجراء جراحة عاجلة، وظل يؤدى الصلاة متيمما من حجر جاف بعد إجراء الجراحة ، وظل هكذا حتى لحق يالرفيق الأعلى .
الكتاب : العارف بالله الإمام الأكبر عبد الحليم محمود المؤلف : د. أحمد الحسينى هاشم الناشر : المؤلف التوزيع : مؤسسة الأهرام الصفحات : 238 صفحة