كثيرا ما كنا نسمع من أجدادنا عن لعنة الفراعنة التي كانت تصيب كل من يريد العبث بالمقابر والكنوز التي لا تقدر بثمن، لكن أين اللعنة منا اليوم! هل فقدت الفراعنة لعنتها أم انقلبت عليها اللعنة لتصبح في يد البشر لتذوق أثارنا الفرعونية القديمة اليوم مرار لعنة البشر هذا العصر. الإهمال وعشوائية التفكير وغياب الشفافية والصدق؛ كل هذا وأكثر هو سر خلطة اللعنة البشرية التي أطاحت بكل ما هو ثمين وغالي من تراث وحضارة حتي وصلت إلي القناع الذهبي لتوت عنخ أمون الذي لا يقدر بثمن لتطيح بذقنه وتعيدها مرة آخري في لمح البصر ولكن هذه المرة بخلطة اللعنة البشرية. ان كنت للتاريخ عاشق وغاوي تعالي وشوف شغل الحاوي ... "حاوي توت" قصة جديدة لكن هذه المرة ليست عن أجداد حفروا أمجاد وصنعوا تاريخ بل عن حاوي حفر في أثار أجداد ومسح تاريخ. قصة غريبة بدأت في أغسطس الماضي بتلف بشري غير مقصود في عملية تنظيف قناع توت، وهنا تأتي اللعنة البشرية لتفادي التلف...بدل من أن تقوم إدارة الترميم بإجراءات قانونية متبعة وإبلاغ مدير المتحف، وتشكيل لجنة لترميم القناع الوحيد للملك الفرعوني الأشهر توت عنخ آمون، نقلت القناع إلى معمل الترميم وقام اختصاصي الترميم في المتحف المصري بكل عشوائية استخدام مادة تسمى عجينة "الإيبوكسي" انقاذا للموقف؛ وهي مادة عليها خلافات كثير بين متخصصي الترميم فمنهم من يري أنها غير مطابقة للمواصفات في ترميم القطع الأثرية المعدنية كما انها غير استرجاعية ولا يمكن فصلها مرة أخرى.. للأسف بالرغم من كل هذا الخلاف لم يدرك حاوي توت أنه يلقي بلعنته علي هذه القطعة الإثارية الثمينة، ولان تركيب الذقن تم بشكل عشوائي غير مدروس أصبحت اللحية الاصطناعية تميل جهة يمين من يشاهد القناع من الأمام بزاوية 80 درجة من جهة يسار القناع الذهبي، وظهر بالجانبين الأيمن والأيسر تعجنات غليظة سمكها يزيد عن واحد سنتيمتر لمادة الإيبوكسي التي استخدمت بكثرة وخدوش منتشرة أسفل الذقن. وبعد كل ما حدث نحمد الله القناع آمن؟!... يا سادة نحن في حاجة لوجود ألية للحفاظ علي الأثار المصرية القديمة و لجنة خبراء تابعة لوزارة العدل، نحتاج لكثير من الشفافية والصدق مع انفسنا قبل الآخرين، ربما حدث ذلك لنمسك بداء اللعنة قبل أن يطيح بتاريخنا العريق.. فمن لا يستطع الحفاظ علي الماضي لا يقدر أن يبني مستقبل. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل