ثمة تساؤلات عديدة وثورة 25 يناير تطفئ شمعتها الرابعة، لعل من بينها :" هل نجحت الثورة فى تحقيق أهدافها والمطالب التى نادى بها الشعب ؟.. هل نجحت فى تحقيق الشعارات التى نادى بها الشباب فى كل ميادين المحروسة من عيش – حرية- عدالة اجتماعية؟ . ولو لم تنجح فى تحقيق وتنفيذ ما سبق الإشارة اليه ..فما هى أسباب عدم انجاز تلك المطالب وليكون شعار 25 يناير هو المناخ السائد حاليا ؟. استطلع "الأهرام " آراء السياسيين للوصول الى اجابات عن هذه التساؤلات فأكدوا جميعا ان مصر بحاجة الى توفير آليات ورؤى واضحة كى تتحق مطالب ثورتى 25 و30 يونيو معا. فى البداية ، يؤكد الدكتور أحمد يحيى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة السويس ، أن ما حدث فى 25يناير ، اثرايجابيا على الشعب المصرى . فقد خرج ضد أسلوب الحكم القائم وضد الفساد السياسى والاقتصادى وغياب العدالة الاجتماعية فى توزيع الثروة،وضد ممارسة اللإنسانية ضد الشعب المصري. ومن هناك رفع الشعب شعار هذه الثورة وكان عنوانه "عيش -حرية - كرامة إنسانية "، وتمثل كلمة العيش الأبعاد الاقتصادية للثورة،والمطالبة بالعدالة الاجتماعية وحل المشكلات المعيشية والتى ظلت لسنوات طويلة يعانى منها المواطن المصري،مثل العشوائيات وسكان المقابر وأطفال الشوارع وعدم توافر سكن وتأخر سن الزواج والبطالة . وهذه المشكلات وغيرها تنضوى تحت كلمة "عيش" . أما الحرية ، كما يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي، فقد حرم منها الشعب المصرى سياسيا، و كانت قضية التوريث تحكم الفكر السياسى السائد بالإضافة إلى التزوير الشديد لانتخابات 2010 ،وسيطرة رأس المال على الحكم وعلى مقدرات المجتمع. وأخيرا، فان المطالبة بالكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية هما محور هذه الثورة ،وخاصة ضد ممارسة الشرطة فى ذلك الوقت،وضد الأساليب القمعية والقهرية التى كان يعانى منها الإنسان المصري. وفى سبيل تحقيق هذه الأهداف سقط العديد من الشهداء وقدمت تضحيات جسيمة على حساب المواطن المصرى أهمها وأخطرها الانفلات الأمنى وانتشار البلطجة وسرقة السيارات وخطف الأطفال وطلب الفدية، وانهيار معدل التنمية وارتفاع الأسعار. ويواصل الدكتور أحمد يحيى عبد الحميد قائلا: بعد مرور أربعة أعوام، نعود لتقييم هذه الثورة فهى، حيث انها كانت البداية الطبيعية والحقيقة لثورة 30 يونيو، و كشفت بوضوح من حاول سرقة واختطاف الثورة،ولكنها فى التقييم العام نجحت فى إحداث الحراك السياسي،داخل الشارع المصري،وتقوية النزعة الايجابية للمشاركة السياسية،وإسقاط جدار الخوف.. ولكنها فى ذات الوقت أظهرت العديد من السلبيات ومن أخطرها زيادة الصراعات السياسية بين قوى الشباب، وعدم وجود رؤية استراتيجيه للمستقبل،وقيادة موحدة لتحقيق أهداف الثورة أو تجاوز الأوضاع الأمنية والاقتصادية التى عانى منها المجتمع المصري. ويمكن القول – حسب رؤية الدكتور أحمد يحيى عبد الحميد- وبثقة أن 30 يونيو تعد ثورة تصحيحية لأخطاء وخطايا 25 يناير،والتى يأتى على رأسها انتشار حالة الإرهاب والاستقطاب والاستعداء والفتنة الطائفية،وهذه الثورة كانت هى الأساس فى تغير الدستور ومن تزوير الانتخابات وإعطاء قيمة للمرأة وصوتها فى الانتخاب وتشجيع الشباب على الانخراط فى الحياة السياسية ومحاولة النهوض بكل ما هو ايجابى للوضع الاقتصادى والمشروعات القومية . وهذا ما تسعى إلى تحقيقه ثورة 30 يونيو، فلولا 25 يناير لما كانت 30 يونيو . مكتسبات 25 يناير ويصف أحمد حسنى رئيس اتحاد شباب مصر والقيادى بائتلاف الجبهة المصرية، ثورة 25 بأنها "عظيمة" ،وتجلت فيها الإرادة الشعبية للشعب المصري،بالشعارات التى رفعها الشباب والمطالب التى نادوا بها من "عيش -حرية - عدالة اجتماعية" ،وأوضح أن الثورة لم تنجح فى تحقيق كل المطالب التى رفعت فى الميادين. وفى الحقيقة ، فالعدالة الاجتماعية لم تتحقق بالشكل الذى كان يرجوه الشعب فى 25 يناير،وبالإضافة إلى أن الثورة اختطفت من قبل فصيل معين وهو الإخوان المسلمين،وعرقل توليهم الحكم تحقيق أهدافها ،ولكن سرعان ما رفض الشعب حكمهم واستطاعوا بالإرادة الحرة ان يقوم بثورة 30 يونيو لإنقاذ ثورته الاولى التى اختطفها الإخوان،ولكن لابد ان نعترف أن هناك مكتسبات لثورة25 ،ومنها حرية الرأى والتعبير . وأشار حسنى إلى أن بعد ثورة 30 يونيو، تسعى القيادة السياسية بقدر الإمكان الى أن تحقق المطالب والشعارات،سواء فى تحقيق العدالة الاجتماعية او توفير سبل العيش الكريم،ورفع مستوى دخل المواطن المصري،ويؤكد ان هذا ظهر فى بعض القرارات التى اتخذتها الحكومة والممارسات التى قامت بها من رفع الحد الادنى للأجور وتحديد حد أقصى لها،وفرض ضرائب تصاعدية،وزيادة المعاشات بنسبة 15%،وكذلك زيادة الدعم الخاص ببعض السلع والمواد التموينية،ورفع مستوى جودة الخبز،. ثم يوضح ايضا أن كل هذه الإجراءات ما زالت ناقصة،ولكن الحكومة تسعى لتطبيق كل هذه الإجراءات والمطالب وبخاصة انها تعمل فى ظل ظروف استثنائية مرت بها البلاد خلال الفترة الانتقالية ،بالإضافة إلى اقتصاد يعانى وحرب ضد الإرهاب . وأكد حسنى ان هناك تغيرات على الساحة السياسية الآن وما قبل 25 يناير 2011، فقد ظهرت أحزاب عديدة،والتى خرجت من رحم الثورة،وهذا أدى إلى انتعاش الحياة السياسية والديمقراطية فى مصر،وأيضا زاد اهتمام المواطن بالحياة السياسية وارتفعت نسبة المشاركة من جانب الشعب بكامل فى كل الاستحقاقات السياسية . من جانبه.. أكد الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن الأمور ستكون أكثر هدوءا فى إحياء الذكرى الرابعة للثورة ،ونفى أن يكون هناك أى مشاكل أو اضطرابات أو قلق . وقال ابو الغار إن الثورة لم تحقق أهدافها بشكل كامل ،حيث إنه لم تكتمل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية وضرب مثلا على عدم اكتمال الحرية بقانون التظاهر ،مطالبا أنه بحاجة إلى تعديل .وأوضح أنه لكى تنجح الثورة فى تحقيق أهدافها ،فنحن بحاجة إلى وقت ،وأيضا أن نسير فى الطريق الصحيح من أجل اكتمال نجاح ثورة حقيقية قام بها شباب يستحق كل الاحترام . ويشارك فى الحوار الدكتور محمود العلايلى عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، ويؤكد أن المواطنين المصريين لن يرضخوا للاستبداد أيا كان نوعه، وأنهم قادرون على إصلاح حياتهم بأنفسهم ،موضحا انه عندما حادت ثورة 25 عن المطالب التى قامت من أجلها قام الشعب بثورة أخري30 وهى يونيو. وأشار إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الشعارات الثورية ،وبين الرؤى السياسية، مؤكدا أن ما قامت عليه ثورة 25 يناير والمطالب التى نادت بها " عيش -حرية -عدالة اجتماعية " كانت بحاجة إلى آليات سياسية واقتصادية واجتماعية لتحقيقها . واعرب العلايلى عن غضبه من تأخير تحقيق هذه المطالب فى العام الذى حكم فيه الإخوان مصر . وقال :إننا الآن على مشارف إجراء ثالث استحقاق فى خريطة الطريق ،لذلك لابد ان تكون هناك آليات ورؤى واضحة لتحقيق المطالب بالكامل. وتابع قائلا: الإرادة السياسية للمصريين اختلفت تماما عنما قبل 25 يناير ،وأصبح الناخب المصرى العنصر الأهم فى اختيار القيادات السياسية.