فى إطار الجهود الدولية المتواصلة للقضاء على تنظيم «داعش»، أعلن ممثلو 21 دولة من دول التحالف الدولى ضد التنظيم المشاركين فى مؤتمر لندن تحقيقهم الأهداف المرجوة من الحملة الموجهة ضده حتى الآن . مشيرين إلى التزامهم بمواصلة الحرب عليه مهما كلف الأمر، ومؤكدين فى الوقت نفسه صعوبة القضاء عليه وأن المسألة تحتاج إلى المزيد من الوقت. وفى مؤتمر صحفى مشترك جمعه فى لندن مع نظيره البريطانى فيليب هاموند وحيدر العبادى رئيس الوزراء العراقي، وصف وزير الخارجية الامريكي جون كيرى تحدى تنظيم «داعش»بكونه «تحديا عالميا يستدعى جهودا عالمية طويلة الأمد للرد عليه»، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن قوات التحالف نجحت فى إيقاف مسلحى التنظيم، بل وأرغمتهم على التراجع فى بعض الأماكن. كما ساهمت الضربات الجوية فى نقص تمويله، مما انعكس على دفع رواتب مقاتليه، وقال:»هى اليوم أقل مما كانوا يدفعونه للمقاتلين فى الأشهر السابقة». وأوضح كيرى أن:»التحالف الدولى ومن خلال غاراته على مواقع داعش وبمساعدة شركائنا على الأرض فى العراق تمكنا من القضاء على نحو 50٪ من قادة التنظيم واستعادة أكثر من 700 كم مربع كانت تحت سيطرته بما فيها مصادر البترول، ونعتمد على العراقيين فى تحقيق المزيد من التقدم». وأضاف :»سلمنا العراق قبل أيام شحنة من الاسلحة تتضمن أسلحة رشاشة (إم 16) ونحن مستمرون فى تدريب القوات العراقية وأبناء العشائر فى مناطق مختلفة، حيث نعمل اليوم على تدريب 12 لواء عراقيا فى إطار بناء قدرات الأمن العراقية لكى يدافع العراق عن نفسه»، مضيفاژنه على الحكومة العمل الي جانب السكان المحليين فى تعزيز الأمن من خلال التواصل وتوفير الماء والكهرباء والخدمات الاساسية». وتابع كيرى: «ما زال علينا تقديم المزيد من الدعم للعراق، فنحن لانركز على القضاء على داعش وتحرير الأراضى فقط، وإنما علينا مساعدة ضحاياه أيضا، ونحيى إعلان الأممالمتحدة على قيامها بانشاء صندوق للتعافى لمساعدة العراق، مجددا دعم بلاده»لحكومة العبادى فى تحقيق الاستقرار السياسى فى العراق وفرض الامن». وأوضح أن اجتماع التحالف فى لندن لديه بيان مشترك وسوف يحدد به الجهود التى تبذلها الدول المشاركة به من ناحية تأمين المساعدة الأمنية وتعزيز قدرة القوات العراقية ووضع حد لتدفق الإرهابيين واستهداف تمويل داعش والقضاء على التنظيم كفكر». وأضاف كيرى:»الدول الستون فى التحالف سوف تجتمع لاحقا فى الولاياتالمتحدة للعمل بشكل موحد وبذل الجهود بفعالية، كما سيتم تأسيس فريق عمل من الخبراء لتبادل الخبرات بهدف القضاء على التنظيم الإرهابي». ومن جانبه، ذكر فيليب هاموند أن اجتماع لندن أكد أولوية القضاء على «داعش» فى كل من سورياوالعراق، مؤكدا أن القوات العراقية غير جاهزة لهزيمة مسلحى التنظيم الإرهابى وحدها، فى إشارة منه إلى ضرورة مواصلة الجهود المبذولة من قبل التحالف الدولى تحت قيادة واشنطن. وأكد فيليب هاموند وجود اتفاق بين لندنوواشنطن بشأن القضاء على عناصر «داعش» أينما كانوا، مجددا التزام أعضاء التحالف بالمعركة ضد التنظيم ودعم حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي. وقال إنه «تم الاتفاق بين بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن القضاء على أعضاء داعش أينما كانوا». وأوضح أن:»العبادى أخبرنا بأن هناك تقدما فى العراق منذ أن تم تشكيل الحكومة، ومن جانبنا أكدنا دعمنا له والتزاماتنا بالمعركة مع داعش». وأشار إلى أن:»التحالف الدولى يعمل مع تركيا للحد من مشكلة تدفق الإرهابيين إلى سوريا، وقال: سنقوم بتعزيز القدرات من خلال تشريع المزيد من القوانين للقضاء على الإرهابيين الأوربيين العائدين من دولة داعش وتجفيف منابع التمويل للإرهابيين»،مضيفا ان «خطر الإرهاب الذى نواجهه فى العراق هو أيضا خطر نواجهه هنا فى المملكة المتحدة». وبدوره دعا حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى الائتلاف الدولى إلى تقديم مزيد من السلاح إلى بلاده لمحاربة «داعش». وقال إن:»لدى المجتمع الدولى القدرة على تزويد العراق بالأسلحة التى يحتاجها»، مضيفا: «أنا شخصيا هنا للحصول على مزيد من الدعم من شركائنا». وأكد أن «داعش منظمة إرهابية لا تعرف دينا أو منطقة أو عرقا وعلى الجميع مواجهتها»، مشيرا إلى أن العراق تمكن من بناء شبكة تعاون دولية وإقليمية للقضاء على «داعش». وفى فيينا، وردا على الاتهامات الغربية الموجهة للإسلام وعلاقته بالإرهاب فى أعقاب هجمات باريس، قال سيباستيان كورتس وزيرالخارجية النمساوي إنه لا توجد اتهامات أو شكوك عامة ضد المسلمين، ولا سيما فيما يتعلق بما يسمى الإرهاب، داعيا المسلمين فى النمسا إلى الاندماج فى المجتمع والتعاون مع السلطات للقضاء على التطرف. وأوضح، خلال زيارته لأكاديمية معلمى الدين الإسلامى فى العاصمة النمساوية فيينا أن هجمات باريس التى وقعت فى السابع من الشهر الجارى لم تفرق بين دين وآخر، مشيراً إلى وجود مسلمين ومسيحيين ويهود ضمن ضحايا تلك الهجمات. وأكد كورتس أن الإسلام لا علاقة له بالإرهاب، مشيرا إلى وجود ضحايا مسلمين ومسيحيين فى الهجمات التى ترتكبها المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط لا سيما فى كل من سورياوالعراق.