أصدقاء للحياة

تحت البطانية وترتدين عشرات القطع من الملابس وكوب الشاى الملتهب بين أصابعك وما زلت تشعرين بالبرد.. وفى نفس الوقت هناك من ينفضن البطانية من فوق أكتافهن ويستيقظن باكرا بكامل رغبتهن ليرتدين الملابس الرياضية لا تدفعهن إلا رياضة ركوب الدراجات التى تجمعهن تحت المطر أو فى عز الثلج، يركبن الدراجات مع باقى مجموعة «أصدقاء للحياة» Friends For Life ويجوبون جميع مناطق مصر من شرقها الى غربها حتى حفظت وجوههم شوارع مصر وضواحيها.
دينا الشناوى فتاة تستهويها رياضة ركوب الدراجات منذ سنوات وانضمت الى مجموعة أصدقاء للحياة بعد أن تعرفت عليهم منذ عامين.. أدمنت ركوب الدراجات حتى أنه لا يفوتها التريض مع المجموعة باكر كل يوم جمعة عندما يجتمعون لركوب الدراجات فى جميع شوارع القاهرة .. تقول دينا: أستمتع بالهواء البارد عندما يصطدم بوجهى، وأستمتع بشوارع القاهرة الخالية من الزحام باكر أيام الجمعة، وأضع السماعات على أذنى وألقى همومى وراء ظهرى وأنطلق حتى الوصول الى الهدف المتفق عليه مسبقا مع رائد المجموعة والعودة مرة أخرى، وتؤكد أن سوء الأحوال الجوية لا يقف عائقا أمام هدفنا، وكأننا نرسل لأنفسنا رسالة تحد.. لن يوقفنا أى شىء.. نرتدى الملابس الخاصة بعزل الهواء والمطر ونركب دراجاتنا المؤهلة لامتصاص الصدمات لأن شوارع مصر غير ممهدة، ثم ننطلق ونجوب شوارع القاهرة من المهندسين الى مصر الجديدة أو القناطر أو المعادى.. وأنا سعيدة أن أرى أن ثقافة ركوب الدراجات بدأت تنتشر فى القاهرة والمحافظات المختلفة.
سارة عادل انضمت الى مجموعة أصدقاء للحياة منذ عام وتقول: أن ركوب الدراجة وسيلة رائعة لتوفير التمرين الذى يحتاجه القلب وهى مفيدة للرئتين ولتقوية العضلات وتساعد على حرق السعرات بالإضافة أنها وسيلة مواصلات آمنة وصديقة للبيئة.. وتضيف: لكننى أعانى من المضايقات فى الشارع ولأن معظم مجموعة أصدقاء للحياة من الفتيات الحريصات على الرياضة نحاول ألا نعطى اهتماما لما نسمعه من معاكسات فى الشارع فى أثناء تريضنا إلا أننا نشعر أحيانا بالضيق والاستفزاز وكثيرا ما أتمنى أن أركب الدراجة فى جميع تنقلاتى إلا أننى لا أفعل لهذه الأسباب.
وتقول إيمان فؤاد رائدة مجموعة أصدقاء للحياة أنها وزوجها أسسا المجموعة منذ عام 2006 وكان عددنا قليلا جدا فى البداية حتى وصل عددنا الآن إلىنحو ألف من الرجال والنساء ومن الأعمار المختلفة، ونرحب بانضام جدد.. والهدف من مجموعة أصدقاء للحياة عمل أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية تجمعنا كمجموعة أصدقاء، أما رياضة الدراجات فهى من ضمن الأنشطة الأساسية للمجموعة وتكون أسبوعية وأحيانا نشترك مع مجموعات أخرى فى مسابقات، والمبهر أن الفتيات فى مثل هذه المسابقات هن من يحققن النتائج الأعلى. أما هدفنا فهو الرياضة أولا وننشر ثقافة رياضة الدراجات لنقلل من التلوث وأزمات المرور التى نعانى منها جميعا. وتضيف إيمان: نتفق دائما على قواعد ركوب الدراجات قبل أن ننطلق وهى ألا نزعج الآخرين فى الشارع من حولنا ونكون دائما فى صف واحد على يمين الطريق ونلتزم بعوامل الأمان فنرتدى الخوزة وملابس تؤمننا من حدوث إصابات ونحمل شنطة خفيفة على ظهورنا بها أدوات بسيطة لتصليح الدراجات وأدوات الإسعافات الأولية. وأخيرا تقول رائدة المجموعة انها لا تعانى من المضايقات فى الشارع بقدر ما تعانى من النظام المرورى و ما تتمناه أن يصبح عندنا طريق (حارة) لراكبى الدراجات حتى ولو فى تخطيط المدن الجديدة.