بعد حلقتي ريهام سعيد عن الجن، كان أكثر الناس خوفا، أحرص على مشاهدة الحلقتين ولكن على «يوتيوب» وكأن الجن لا يعمل إلا «بث مباشر». ومن أولها أقر بأنى أصدق ما يقال عن الجن والعفاريت ولكن لدي إحساس قوي بأن العفريت كائن ضعيف ليس له سوى أنه يتشطر على الغلابة، مع أنه سهل تخويفه لأنه جبان.. وإلا فلماذا يختفي في الظلام والأماكن المهجورة ويخاف من الزحمة والنور؟!. ولكن كله يهون إلا هذا الذي ينفخ أوداجه غضبا واستنكارا وقرفا وهو يحدثنا عن نشر ثقافة الجهل والتغييب التي تمارسها ريهام في الإعلام ببث الخرافات وإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية «مع أننا زهقنا من الكلام عنها» ثم يتهم المجتمع كله بالتخلف ويضرب المثل الحمضان بأوروبا والدول المتقدمة التى لا تعرف هذه الخزعبلات!. المهم ما أن ينتهى هذا الكائن المثقف المستنير بن الناس من تحليلاته حتى يصرخ تحت بلكونتهم: «يا أمه نورى لي السلم واقفى على البسطة»!. فماذا سيفعل بك العفريت إذا طلع لك غير أنه يحمر لك عينه ويتشقلب قدامك زي الأهبل ويعمل حركات العيال دي؟. بذمتك كده مش يبقى عفريت تافه؟!. ولو لا مؤاخذة لبسك عفريت.. يبقى أمك داعية لك يا معلم.. لأن كل أفعالك وكلامك سيكون منسوبا إلى العفريت.. يعني أنت خالي مسئولية.. فهمتنى يا صديقي؟!. فهناك من يخاف من العفريت، لأنه أكثر منه جبنا وإلا لما اختاره ليطلع له وهناك خوف لكن على سبيل الدلع والمتعة من من بتوع «ياي يامامي» وهي النوعية التى تدمن قصص وأفلام الرعب ثم تأوي إلى فراشها بعد غلق جميع الأبواب والنوافذ والغوص تحت البطاطين والمخدات وفي الصبح حكايات للأصحاب عن ليلة من الرعب اللذيذ. المهم أن الناس لن تكف عن استحلاب الخوف كنوع من اللهو البريء، تماما كما يحدث في صراخهم وضحكهم ودموعهم في السينما والملاهي.. ومهما كان.. فليطمئن الجمييع لأن العفاريت لن تحدث لها طفرة تجعلها تخرج إلى الناس في الشوارع أو تلعب معهم في الميادين، لأن اختفاءها هو سر قدرتها على الرعب، فسواء بريهام أو من غير ريهام.. الناس خائفون ولكنهم مستمتعون بالخوف والدموع واللهو الخفي!. وبعد حلقة ريهام سألتني زوجتى باستغراب وهي ترتعد خوفا: انت مش خايف من اللي حصل؟، فأجبتها تلقائيا: أنا جوايا عشرين عفريت مش ناقصين ريهام.. ويمكن كمان عفاريتها يطلعوا معرفة!. ثم أسلمت عيني للسهر لاستكمال قراءة كتاب عن الأرواح، بينما أسلمت زوجتى «الخائفة» عينيها للنوم العميق!.