رسائل محددة وحاسمة حملتها الجولة التى قام بها سامح شكرى وزير الخارجية الى الكويتوالعراق – ان مصر تعود لعالمها العربى بقوة وثبات وكان العنوان الرئيسى لزيارة الكويت اجتماع اللجنة العليا المشتركة المصرية الكويتية، والتى لم تجتمع منذ أربع سنوات قبل شهور قليله من مؤتمرمصرالأقتصادى فى مارس المقبل. كما كانت على محور البحث والنقاش العلاقات العربية العربية والجهود المبذولة فى تحقيق الوفاق العربى فضلا عن التشاور حول الأوضاع فى كل من ليبيا وسورياوالعراق والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة ومحاربة الأفكار المتطرفة والتنظيمات الإرهابية أما العراق فقد استغرقت الزيارة التى قام بها الوزير والوفد الموافق له للعاصمة العراقيةبغداد عدة ساعات وتعتبر الثانية خلال عدة شهور – الزيارة لم تكن معلنة بالتأكيد بسبب الاجراءات الأمنية المغزى والهدف الرئيسى منها تقديم رسالة مهمة للشعب العراقى بجميع أطيافه سنة وشيعة وأكراد ان مصر معهم وحريصة على ان يكون العراق موحدا مع استكمال الاستحقاقات وصولا الى التوافق الوطنى . الوزير شكرى كان قاطعا عندما قال ان مصر لها علاقات عميقة خاصة مع أشقائها العرب وتعمل وتبذل كل جهد لتحقيق المصلحة المشتركة العربية حيث ان امام منطقة الخليج تحديات بالاضافة إلى التطورات فى سوريا وفى العراق وامن الخليج والتدخلات الخارجية والوضع فى ليبيا واليمن, وكلها أمور ماسة بالأمن القومى العربى وماسة بمصالحنا جميعا كأمة عربية ومن هنا تبرز أهمية ان تعود مصر لتتفاعل مع الأشقاء وتتضامن معهم لمواجهة هذه التحديات بشكل مشترك. الكويت العلاقات التاريخية والمواقف لا تنسى بين مصر والكويت كانت المحور الرئيسى لاجتماعات اللجنة العليا المصرية الكويتية برئاسة وزيرى خارجية البلدين وكانت الاجتماعات تأكيدا على ما قدمته الكويت من دعم لمصر خلال الفتره الماضيه ولإرادة الشعب المصرى بعد 30يونيوحيث نقل وزير الخارجية رسالة ود وتقدير من الرئيس للأمير صباح الأحمد مشددا بالعلاقات الأبدية التى تجمع مصر بالكويت التى ميزت العلاقات بين البلدين والشعبين على مدار العقود الماضية. كما اكد رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك خلال استقباله وزير الخارجية على العلاقات التى تجمع بلاده بمصر, وقد أسفرت نتائج اجتماعات اللجنة عن اتفاقيات ومذكرات تفاهم و برامج تنفيذية فى مجال تدعيم العلاقات المتميزة بين كلا البلدين فى مجالات منع الازدواج الضريبى وتشجيع الاستثمار والشراكة من اجل التنمية والصناعة ومواصفات الجودة والنقل البحرى والزراعة والانتاج الحيوانى والتعليم والبحث العلمى والثقافة والاعلام والرياضة . كما كانت مشاركة الكويت فى المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل ومناقشة المشروعات التى سيتم طرحها حيث تم اطلاع وزير الخارجية الكويتى على التحضيرات والمشاريع التى ستطرح خلال المؤتمر كما تم تزويد الجانب الكويتى بدراسات جدوى حول المشروعات التى يمكن ان يشاركوا فيها وتكون محل اهتمامهم لمناقشتها خلال المؤتمر كما كان على مائدة المباحثات المصرية الكويتية الهموم العربية وفى مقدمتها مناطق الأزمات والصراعات وكان التأكيد على دعم جهود الحكومة العراقية فى إشراك جميع القوى الوطنية فى إطار العملية السياسية دون أى تمييز على أسس طائفية أو دينية، فضلا عن تناول تطورات الأزمة السورية واستمرارها دون تسوية, الأمر الذى يؤدى إلى استمرار سفك دماء الشعب السورى الشقيق ومعاناة أبنائه والجهود الإقليمية والدولية لتفعيل المسار السياسى بعد جنيف-2مع التأكيد على خطورة الأوضاع الإنسانية سواء داخل سوريا أو بين اللاجئين السوريين فى دول الجوار، خاصة مع تقليص ميزانية المنظمات الدولية التى تقدم المساعدات الغذائية والإنسانية لهم. العراق ومنذ التحرك من مطار بغداد وسط اجراءات أمنية مشددة كان السباق مع الزمن لانجاز مهمة ايصال رسالة الدعم لجميع الأطياف العراقية ان مصر تقف مع العراق . قد أكدت زيارة شكرى غير المعلن عنها الى بغداد على ثوابت الموقف المصرى بالحفاظ على وحدة الدولة العراقية وتقديم جميع أشكال الدعم الممكن للحكومة العراقية للمضى فى جهودها فى مكافحة الارهاب مع الأهمية البالغة لإشراك كل القوى السياسية دونما اى اعتبار للانتماء الطائفى حتى تتوحد القوى الوطنية العراقية للقضاء على التنظيمات الارهابية كما كانت الزيارة تأكيدا على الدورالمتنامى لمصر عربيا حيث أثبت الواقع انه لم يكن هناك من يملأ الفراغ الذى تركته مصر لفترة من الزمن . وقد شهدت الزيارة لقاءات مكثفة على مدى 9 ساعات كان فى مقدمها رئيس الجمهوريه فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادى ونائب رئيس الجمهوريه أسامه النجيفى وصالح المطلك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيه ابراهيم الجعفرى ووزير المالية هوشيار زيبارى وعمار الحكيم رئيس المجلس الشيعي. وقد أجمعت اللقاءات على التقديرالكامل لمصر فى دعم الدولة العراقية ووحدتها ومساعدتها فى حربها ضد الارهاب، باعتبارها الشقيقة الكبرى مع التأكيد على أهمية هذه الزيارة فى هذا التوقيت الهام فى الوقت الذى يمر فية العراق بمرحلة دقيقة تتطلب دعم الأشقاء العرب وفى مقدمتهم مصر لمكافحة الارهاب من خلال دعم الجيش العراقى بالمعدات والتدريب ليتسنى له مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. ونقل شكرى رساله من الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الرئيس العراقى الدكتورفؤاد معصوم تؤكد دعم الجهود الخاصة بمكافحه الاٍرهاب والمحافظه على العراق ووحدة أراضيه وتقديم التهنئة للعراق على إنهاء الاستحقاقات الدستورية . وكان التشديد من جانب وزير الخارجية خلال لقائة مع وزير الخارجية العراقى الدكتور ابراهيم الجعفرى على ان مصر كانت من اولى الدول التى لبت المشاركة فى التحالف ضد داعش حيث أعطت مشاركتها فى اجتماع جدة زخما للتحالف ثم جاءت مشاركتها فى اجتماع باريس لتؤكد دعم مصر لمقاومة العراق للإرهاب . وخلال اللقاء مع رئيس الوزراء حيدر العبادى تم التأكيد على ان مواجهة ظاهرة الارهاب يتعين ان تكون شاملة ضد كل التنظيمات ولا تقتصر على الجانب العسكرى فقط، وإنما ايضا الجانب الفكرى والثقافى لمحاربة الأفكار المتطرفة وقطع التمويل عنه. أما سماحة عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الأسلامى فى العراق فثمن دور مصر فى دعم العراق مع تطلع الشعب العراقى لتوثيق التعاون مع مصر فى مختلف المجالات وعلى رأسها مكافحة الارهاب ودعم قدرات العراق فى مجالات التدريب والاستفادة من خبرات مصر فى مجال مكافحة الارهاب، معربا عن شعور العالم العربى بالفخر بقدرات وكفاءة الجيش المصرى ودوره فى محاربة الارهاب فى مصر. وقد أكد كل من صالح المطلق نائب رئيس الوزراء العراقي، ووزير المالية ووزير الخارجية السابق هوشيار زيبارى تقدير الشعب العراقى لدور مصر القومى والعروبى والتعويل على مكانتها الاقليمية والتاريخية فى إنهاض الأمة العربية وان الشعب المصرى أعطى الأمل للدول العربية والشعب العراقى للخروج من الأزمات الراهنة وان جميع الشعوب العربية، وليس فقط الشعب المصري، تعول كثيراً على الرئيس عبد الفتاح السيسى ورؤيته وحنكته للمساهمة فى نهضة الأمة العربية مرة اخرى وهزيمة الارهاب, كما تم التأكيد على تطلع العراق لمساهمة مصر فى اعادة إعمار العراق ومساهمة الشركات المصرية فى عملية التنمية، مكررا أهمية الدور الريادى لمصر فى اخراج العراقوسوريا والأمة العربية من أزماتها الراهنة وإعادة العراق الى الحضن العربى مرة اخري.