فى مواجهة حالة الغليان العالمى إزاء تقرير الكونجرس حول أساليب التعذيب التى انتهجتها المخابرات الأمريكية بعد هجمات سبتمبر 2001، صعدت قيادات المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) السابقة والحالية من حملتهم للدفاع عن أداء الجهاز وتبرير الأساليب الوحشية والمثيرة للجدل للتحقيق مع المعتقلين والإرهابيين المشتبه بهم . وأعرب العديد منهم عن قلقهم واستيائهم من النظر إليهم باعتبارهم متورطين فى عمليات تعذيب بدلا من التعامل معهم باعتبارهم «وطنيين». وحذرت قيادات المخابرات الأمريكية من أن تقرير لجنة تقصى الحقائق الديمقراطية هو عبارة عن دراسة أحادية النظرة محملة بالأخطاء، ووصفوه بأنه تقرير يحمل أهدافا سياسية، والغرض منه الإساءة إلى برنامج أنقذ حياة الشعب الأمريكي. أما البيت الأبيض، فقد أكد أن تقرير التعذيب يقوض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن نشر تقرير يصف أساليب الاستجواب الوحشية هو خطوة هامة لاستعادة تلك السلطة، وأكد المتحدث الرسمى باسم البيت الأبيض، جوش إرنست أن «أحد أقوى الأدوات الموجودة فى ترسانتنا لحماية مصالحنا ورعايتها حول العالم هى السلطة الأخلاقية للولايات المتحدةالأمريكية»، مضيفا:»توصل القائد العام إلى أن استخدام مثل هذه الأساليب الموصوفة فى التقرير يقوض السلطة الأخلاقية للولايات المتحدة بشكل كبير». وقال إرنست إن حظر الرئيس باراك أوباما لأساليب الاستجواب عند بدء ولايته، يوضح التزامه بإعادة بناء تلك السلطة الأخلاقية، وأضاف أنه من الضرورى تفهم الجميع أن الولاياتالمتحدة حريصة على مواجهة أوجه القصور لديها، وراغبة فى أن تكون صريحة قدر الإمكان حول التزامها بضمان عدم تكرار أوجه القصور تلك مرة أخرى. ومن ناحيته، وصف ديك تشينى نائب الرئيس الأمريكى السابق تقرير مجلس الشيوخ حول استخدام عناصر من ال «سى آى إيه» وسائل تعذيب خلال عمليات استجواب إرهابيين مشتبه بهم بأنه»كلام فارغ». وشدد تشينى، الذى تولى منصبه خلال رئاسة جورج بوش الابن، بين 2001 و2009، وهى الفترة التى شهدت تقنيات الاستجواب المشددة من قبل سى آى إيه، على أن البرنامج كان مبررا تماما. وقال تشيني، فى تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الأمريكية، «لقد قمنا بما كان يفترض بنا القيام به تماما للقبض على المتورطين فى هجمات سبتمبر 2001 ولمنع شن أى هجمات جديدة ولقد نجحنا فى الأمرين»، وقال إن هذا التقرير كلام فارغ، معتبرا أنه مليء بالشوائب ولم يتحدث إلى الأشخاص الأساسيين المعنيين بالبرنامج. وفى إطار ردود الفعل الدولية، أعلن قنسطنطين دولجوف مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون أن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكى حول التعذيب فى السجون السرية للوكالة المركزية الأمريكية يؤكد أن السلطات الأمريكية تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهج وجسيم. وفى اسكتلندا، أمر فرانك مولهولاند رئيس هيئة الادعاء العام بفتح تحقيق حول ما تم الكشف عنه مؤخرا من تكتيكات التعذيب التى استخدمتها المخابرات الأمريكية ،وأكد أن»استخدام التعذيب لا يمكن التغاضى عنه،فهو القانون الدولى ويتعارض مع القانون العام لاسكتلندا.» وفى فيينا، رصدت صحيفة «دير ستاندرد» النمساوية تشكك الشرق الأوسط فى النوايا الأمريكية فى حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، محذرا من أن الكثيرين ينظرون ل «داعش» على أنها مؤامرة أمريكية بهدف إيجاد مبرر للتدخل العسكرى فى المنطقة». وفى أمستردام، أكدت صحيفة «دى فولكسكرانت» الهولندية أنه من المفهوم تماما فى ظل الفوضى والذعر الذى انتاب الولاياتالمتحدة فى أعقاب أحداث 11سبتمبر أن تسارع الولاياتالمتحدة فى البحث عن وسائل لحماية أمريكا من التعرض لمزيد من الهجمات الإرهابية، واعتبرت أن التقرير يظهر أن الولاياتالمتحدة قد حطت من قدرها بنفسها من خلال هذا النوع من رد الفعل.