تحكى دراما الشريط السينمائى «خريف العدالة» الأمريكى وعنوانه الأصلى «Heavens Fall» عن الحكم بإعدام تسعة شبان زنوج بتهمة اغتصاب فتاتين قاصرتين فى عربة قطار شحن فى بلدة (سكوتسبورو) فى ولاية آلاباما الجنوبية العنصرية آنذاك ، وتتوالى أحداث الشريط الذى يجسد مدى تعرض الزنوج الى الاضطهاد فى وطنهم ومحاولة تغريبهم عنه بفرض نمط معيشة معين لا يليق بأدنى حقوق للإنسان. ثم يظهر صامويل ليبوفيتز المحامى الشريف الذى يقرأ عن قضية هؤلاء ويتكبد مشقة الانتقال من مدينة نيويورك ويترك عائلته الصغيرة الى (سكوتسبورو) ليتولى الدفاع عن الشبان بعدما تأكد من كذب الأدلة المقدمة ضدهم ومدى الظلم الذى تعرضوا له، بعد تكالب المدعى العام للبلدة والقاضى جيمس هورنون وهيئة المحلفين الصورية المشكلة من أعضاء بيض، على تحميلهم القضية الملفقة بهدف تبرئة شاب أبيض من مغبة مواجهة الإعدام. ولطالما حاول المحامى ليبوفيتز الدفاع عنهم والبحث عن الادلة الكفيلة بتبرئة موكليه حتى اقترب بالفعل من ادانة المدعى العام والقاضى وهيئة المحلفين وشرطة البلدة ، وحصل على اعتراف رسمى من احدى الفتاتين بتبرئة الشبان السود واتهام الشاب الأبيض بواقعة الاغتصاب مع تأكد هيئة المحكمة بمدى كذب الفتاة الأخرى وسوء سمعتها أخلاقيا. الا ان هيئة المحلفين لم تتراجع عن حكمها السابق ليصدر القاضى حكمه النهائى للمرة الثانية بإعدام الشبان السود ظلما وعدوانا ، رغم قوله ضمن مشاهد الشريط :» لن أتخلى عن تطبيق العدالة والقانون حتى لو انطبقت السماء على الأرض». بدأت مشاهد «خريف العدالة» بخروج جرار القطار الذى يقله المحامى وهو ذاهب الى (سكوتسبورو) عام 1931، من النفق ليشعر المشاهد أن ثمة ضوءا فى آخر النفق كحال المتفائلين عموما، لتنتهى بصورة مأساوية ويختفى القطار بالمحامي فى النفق المظلم بعد خسارة القضية. فغاب الحق والعدل وعم الظلم بسبب العنصرية. أما مأساتنا نحن ، فإننا عدنا للكتابة بالرمز مجددا.. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري